| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

الأحد 18/11/ 2007

 

على المكشوف

نعم للتوعية حول البيئة

د. سلام يوسف

من المؤكد أننا وفي عراقنا الجديد نحتاج الى الثورة التوعوية بكل مجالات الحياة العلمية والعملية بحيث تشمل كل الأسس التي يُبنى عليها أي مجتمع أو أية دولة في العالم بما فيها التعليمية ، الصحية ، الصناعية ، الزراعية البيئية ، العسكرية وغيرها من أساسيات البناء الحياتي .
و في عراقنا الجديد بعد أن زال النظام المتهرئ وزالت معه أسباب التخلف والدمار والحطام والموت والعذاب ، وكذلك زالت معه أسباب التلوث ، فبكل تأكيد سنحتاج الى الوقت والذي ربما يطول الى أزالة مخلفاته العفنة والى أزالة سلبياته الثقيلة ، فالتركة ثقيلة وأثقل من أن تنظرها الأبصار أو تسمعها الآذان وحتى من أن تتوقعها العقول ، أن المأساة الحقيقية التي حلت بالبلد بعد ما يقارب أربعة عقود من حكم صدام المهزوم لايحس بها ألاّ العراقيين أنفسهم ولايشعر بها غيرهم ولم يتألم أي شعب أخر بدلاً عنهم ، لذا فمهما قلنا وتكلمنا لايحوي من الحقيقة والواقع بشئ .
ومن المؤلم حقاً أن نالت يد الطغيان الصدامي من كل الفعاليات الأنسانية بما فيها البيئة ، وهذا ما يعاني منه المواطن العراقي بالوقت الحاضر سواء من الفعل أو من المخلفات المترتبة على ذلك الفعل .
أن للبيئة حقوق على بني البشر للحفاظ عليها وعلى مقوماتها الأساسية والتي تمتاز بتهيأة الأجواء الطبيعية لبقاء الأنسان بل وكل الكائنات الحية الأخرى على قيد الحياة ، وقد أدرك الأنسان هذه الحقوق حينما بدأت تصيبه الأزمات الحياتية جراء الكوارث التي حلت بالبيئة سواء بفعله هو أم بفعل قوى خارجة عن أرادته وسيطرته ، فيكفي ما يحصل من الزلازل والبراكين والأعاصير والجفاف والتصحر ، أقول فقد أدرك الأنسان كل ما يغير معالم البيئة المستقرة ، ثم يأتي بفعله السلبي ليزيد الطين بلّه من تلويث الأنهر والبحار وذلك بتسريب النفايات السامة وبقايا الأنتاج اليها ، إذ تعمل هذه المواد على تغير الطبيعة الأيجابية لمياه هذه الأنهر وتتحول الى مقبرة أجبارية للثروة السمكية وغيرها من الأحياء التي تعيش فيها وعليها ، وكذلك من تلويث للهواء ولطبقات الجو وذلك بواسطة تصاعد دخان وأبخرة المعامل والمصانع ، وأيضاً عمد الأنسان الى الأعتداء على التوزيع النباتي للغابات والمزارع والبساتين والحقول ، ولم يكتف بهذا بل لعبت الحروب القاسية دوراً مهماً في عملية التغير النوعي للبيئة ، وما أستخدام الأشعاع إلا واحداً من أخطر مصادر التلوث البيئي .
وأنكب العلماء على دراسة ظاهرة ( التأكل البيئي ـ إن صح التعبير ) ، حيث أصبحت الصورة البيئية لكوكبنا تنذر بالخطر الحقيقي على حياة الكائنات الحية وفي مقدمتها الأنسان ، ومن أهم معالم التأثر البيئي هو أنتشار الأوبئة والأمراض العديدة ، أضافة الى التغير الواضح في ميزان القوى بين مفردات التوازن الحياتي على أرضنا حيث أنتكست الكفة لصالح الفعل الهدّام .
وجراء ذلك فقد أنطلقت الدعوات لأجل أنقاذ ما يمكن أنقاذه حيث ثبت للعلماء بما لايقبل الشك أن كل فرد من بني البشر يتحمل جزءاً فعالاً من أجزاء مهام أعادة التوازن البيئي و كذلك من مهام أعادة الروح للبيئة السائرة نحو الموت !
وأزاء هذا المفهوم فأن شعبنا العراقي الذي أبتلى البلوتين الهدامتين للبيئة ، البلوى الكونية والبلوى الصدامية ، مدعو الى المساهمة مع كل الشعوب المحبة للسلام والأمان ، مع كل الخيرين في العالم التواقّة الى بيئة خالية من السموم ومن أسباب الموت العاجل والبطيئ ، فهو الشعب المعروف بمواقفه الأنسانية التاريخية والتي حاولت القوى الظلامية والدموية من أن تغيّر سماته الرائعة ، مدعو الأن للمساهمة في أعادة البناء النقي للبيئة .
ويبدو أن الجانب الأعلامي بكل روافده يلعب دوراً ستراتيجياً بهذه المهمة ، لذا فالواجبات الملقاة على دور الأعلام بالتوعية حول البيئة وما أصابها من أضرار وما مطلوب من المجتمع البشري في أنقاذ البيئة من أوضاعها المأساوية التي تعيشها الأن ، هي واجبات في غاية الأهمية وتعد من الأولويات التي يجب أن تعيرها الحكومات ومنظمات المجتمع المدني الأهتمام البالغ .
أن وزارة البيئة يقع عليها الجانب الأعظم من مهمة التوعية وبالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة وخصوصاً الأعلامية منها .
وبهذه المناسبة لابد من ذكر ما تقوم به بعض وسائل الأعلام العراقي مشكورةً وخصوصاً (( راديو الناس )) والذي يقدّم يومياً مشهداً تمثيلياً أذاعياً حول التوعية البيئية ، ففي الوقت الذي نشد على أيادي القائمين على راديو الناس بهذا التوجه العلمي ـ الأنساني الرائع والمسؤول ندعو كافة وسائل الأعلام وبروافدها المتنوعة لأخذ دورها الفاعل بهذا الأتجاه .


 

 

Counters