| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                                     الأحد 17/2/ 2013



على المكشوف

معاً... مع المريض على المرض

د. سلام يوسف

كُتب الكثير وقيل الكثير عن التغير البنيوي في مجتمعنا والذي شمل كل العناوين بلا استثناء، والاسباب معروفة ،ومن تلك العناوين ،هو عنوان الصحة والطبابة والتطبيب ،فالمجتمع لاينكر الجهود الصحية المبذولة رغم أنها عاجزة عن تلبية الاحتياجات الصحية لعموم ابناء الشعب، ولكن الحديث يجري بواقعية عن التحول الغريب ليصل في أغلب الاحيان الى 180 درجة في تعامل ذوي الشأن تجاه الناس وأمراضهم وأحتياجاتهم الصحية ،حيث  أن هذا التحول شمل حتى التعامل الانساني، وبالتالي السمة الانسانية لمهنة الطب، فالمسميات والأوصاف والكُنى والاطناب على ممتهني الطبابة وصلت الى حدود التأهليه ،ولكن للأسف الشديد وجراء هذا التبدل والتغير البنيوي في نفسية المواطن على أنفراد والمجتمع بشكل عام أدى الى نشوء حالة غريبة عن مهنة الطب الانسانية، لا أقول الكل ولكن في الغالب من الحالات، ألاً وهي الحالة التجارية البحتة والبحث عن الكسب وسباق تجميع الاموال على حساب أنين المرضى، الحالة التجارية تنوعت في صورها متمثلة بالسمسرة وأرتفاع الكشفات والفحوصات المهلكة لدخل المواطن وأنتهاءً بأفراغ أخر دينار في جيب المريض عند أبواب الصيدليات ،يقابل ذلك عدم أمكانية المؤسسات الصحية الحكومية من القيام بواجبها الصحي تجاه عموم الشعب ولأسباب أيضاً معروفة تقع محدودية عدد هذه المؤسسات في الاولوية من الاسباب مع النقص الكبير في الكادر والمعدات محكومة بسياسة صحية ينقصها الكثير.

يقابل كل مفردات هذه اللوحة المعتمة، صورة معاكسة ،فهناك عدد لايُستهان به من الاطباء وغيرهم العاملين في مهنة الطب ،لديهم قناعات أخرى ،قناعات وطنية مبدأية ، يعيشون مع هموم الناس ويبكون لألامهم ويأنون لأناتهم ،وتجد هؤلاء الاطباء وزملائهم يحلمون بعراق ديمقراطي مزدهر فيه شعار ثروات البلد لخدمة أبناء البلد، وفيه شعار أنا أحب وطني وشعبي أكثر مما أحب نفسي، وهم مقتنعون بأن المريض مبتلى بمرضه ،فلماذا نزيد البلاء عليه؟ لذا فهم مقتنعون بأنهم مع المريض على المرض لا أن يكونوا هم والمرض على المريض كما تفعل كل العيادات الاستغلالية بلا أستثناء.

ما يحزن الى حد البكاء أن المثل الاعلى بالانسانية وحب الناس قد عُتمّت صورته وأصبح يمثل الوحش الذي ينهش بجسد الفريسة ،فالناس والخطباء ووجوه المجتمع ما أنفكوا في أنتقاد (الظاهرة التجارية الطبية) إن صح التعبير. نحن نأبى أن نؤخذ بجريرة الاخرين ،فبنا من حب الوطن والمواطن ما يغنينا عن كل كنوز الدنيا.

ومن هنا فهي دعوة وطنية أنسانية الى رفع هذا الشعار "مع المريض على المرض"والعمل على تقديم يد العون الى كل المرضى والمساهمة في التخفيف من ألامهم ومعاناهم.

أنها دعوة الى كافة الاطباء الغيورين ،وكافة الصيادلة الغيورين وكافة المذاخر وكل المختبرات من أجل العمل يداً واحدة في كسر الطوق التجاري عن مهنتنا الانسانية.


 

 

 

free web counter