| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                                     الجمعة 17/5/ 2013



على المكشوف

والله عيب !!

د. سلام يوسف

في القرن الواحد والعشرين ،وحضارات الشعوب تتقدم وتتطور ،ومفاهيم حقوق الإنسان هي السائدة أو هكذا يجب أن تسود ،أما نحن وفي مجتمعاتنا التي لازالت فيها مفاهيم التعصب القبلي والعشائري هي السائدة ،والتعامل يصبح عندنا وفق نظرية رد الفعل بدلاً من الاحتكام الى العقل والقانون والسلطة ،جعلنا نأسف على حالنا ونضرب كفاً بكف لنردد في داخلنا : " والله عيب ".

النظام المقبور هو الذي أرسى مفاهيم العنف والاقتصاص الفوضوي والهمجي ،وفي زمنه ترسّخت أكثر النزعة العدوانية في التعامل مع المشاكل ،بل في زمنه عدنا الى قوانين العشائر في فظ النزاعات بعد أن حجمتّها ثورة 14 تموز 1958 ،وفي زمنه حصلت العديد من الاعتداءات على الأطباء، بل تعامل هو معهم بدونية حينما طالب أهالي أحدى النواحي بإلقاء القبض على طبيبهم والذي كان يتمتع بساعات الراحة الأصولية ، كل هذه المعطيات كانت سبباً مباشراً في هجرة الكثير من العقول الطبية النيّرة ،وكانت سبباً مباشراً أيضا في استخفاف الناس بالأطباء والكوادر الصحية والطبية الأخرى، ثم جاء مَن جاء من بعده ليُرسي ويعمّق المفاهيم الطائفية بمحاصصتها المقيتة ،فاختلطت الأوراق وضاع القانون ،بل سحقت الأعراف الإنسانية بالأقدام ،ووصلت الاعتداءات على الأطباء الى حد نحتاج (هيومان رايتس ووج) عراقية خاصة بالأطباء وللأسف الشديد!

تكررت حالات الاعتداء على نخبة من أبناء الشعب ألاّ وهم الأطباء، دون خجل أو وجل أو حتى بوضع اعتبار للأسماء التي تحملها هذه المؤسسات ،فبعد الهجوم على مستشفى الإمام علي في مدينة الصدر والذي سبقه هجوم على أطباء البصرة ،تكررت حالات الاعتداء على طبيبة في مستشفى باقر الحكيم في الشعلة وقبل أيام قليلة تم الاعتداء على طبيب جراح في الموصل ،الاً بئس ما يفعلون!

والأغرب من ذلك فلا وزارة الصحة حركت دعوى قضائية بهذا المفهوم وقدمت طلباً الى مجلس الوزراء باتخاذ موقف حازم تجاه هذه الظاهرة ،ولا نقابة الأطباء العراقية أقامت الدنيا ولم تقعدها وهي ترى وتسمع بأن منتسبيها يهانون بهذه الطريقة الفجّة، ولا حتى المعنيين بحقوق الإنسان سواء جمعيات أو منظمات أقدمت على عمل تستنكر فيه هذه الأفعال الشنيعة بحق العقول العراقية لتلفت فيه أنظار المجتمع له.

لقد تجاوز المسيئون الخطوط الحمراء ولابد من تشريع قانون صارم يحد بل ينهي هذه الظاهرة الهمجية المتخلفة في التعامل مع الأطباء.





 

free web counter