| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                                     الأحد 16/9/ 2012



على المكشوف

التسمم بالكهرباء ..!!

د. سلام يوسف

أعتاد الناس والمختصون أن يسمعوا بمصطلح الصعق بالكهرباء ولكن أن تكون الكهرباء سامة فهذا ما لم يسمع به أحد سابقاً.

نعم هذا ما موجود في بلد الغرائب والعجائب ،بلد غني لازالت ثرواته وأراضيه تستوعبان ضعف سكانه الحاليين ،أنه العراق ومن غرائبه وعجائبه أن تكون فيه الكهرباء سامة ! بعد سلسلة المفاجئات التي نندهش بها يومياً وأخرها الأصرار على سرقة أصوات الشعب.

المهم أن البلد مفتوح على الغرب والشرق ،على الشمال والجنوب ويستورد ما لذ وطاب من اللحوم والأجبان والألبان ،حيث يبدو أن الجهات الحكومية (مستأنسة) بالأستغناء الكلي عن كل منتوج محلي أو أن خطتها " الأستراتيجية " هي الألغاء الكلي للصناعة والزراعة من خارطتها الأقتصادية وتبقى دولة (بيّاعة نفط).

فأصبح أغلب ما يدخل بطوننا هو مستورد وأغلبه يحتاج الى التبريد المستمر كي لايتلف أو على الأقل يصل الى المستهلك وكأن الجهات المستوردة تريد أن تقنع المواطن أنها تحافظ على صحته من خلال أستمرار سلسلة التبريد لهذه المنتوجات ،ولما كانت الكهرباء وتوفيرها معضلة كبيرة ومصابة بأمراض مزمنة وحادة لذا فلنا الحق أن نتسائل ،أذا كانت تلك المواد الأستهلاكية تحافظ على برودتها من خلال سيارات النقل المبردة (الثلاجات) فكيف يتسنى لأصحاب المحال في المدن والشوارع والأزقة أن يحافظوا على درجة تجميدها أو برودتها والكهرباء في أجازة دائمية ؟ وأذا كان الأعتماد على المولدات فأن قدرة المولدات لاتتناسب مع ما تحتاجه مجمدات تلك المحال من طاقة كهربائية ،وهذا ما يتسبب بتلف تلك المواد الغذائية وأنتعاش الجراثيم السمّة فيها ،ويا مكثر حالات التسمم بهذه المواد!

وللأضافة المعلوماتية فأن بكتريا "السالمونيلا" وهي أحدى أهم الميكروبات التي تسبب التسمم الغذائي تعيش وتنمو بدرجات الحرارة غير الثابتة ،أي بمعنى أنها تتكاثر حينما تتعرض المواد الغذائية الى أرتفاع بدرجة الحرارة الى حد (الذوبان) ،هذا أضافة الى أنواع جرثومية أخرى كالعفن وغيرها.

وناهيك عن أسلوب أستيراد هذه المواد وطبيعة حفظها وتخزينها والفترة الزمنية منذ تأريخ أنتاجها فهناك حقائق لابد من تثبيتها:ـ

1.    أن الشركات المنتجة لاتهمها صحة المواطن العراقي فالعراق هو المقبرة التي تُدفن فيها منتجاتها التالفة.

2.  الغش الصناعي سمة مميزة للعديد من الشركات والجهات المنتجة في البلدان العربية وخصوصاً العراق ،فليس من الصعب تزوير تأريخ الأنتاج والنفاذية.

3.  الأنتاج الغذائي(في البيوت أو الورش) وخصوصاً الجاهز للتناول ،أصبح تجارة مربحة وأن غياب الرقابة الصحية وعدم عرض كل المنتوج امام مراكز السيطرة النوعية أضافة الى الأفة السرطانية وهي الفساد الأداري والمالي، جعلت الكثير من المواد الغذائية تتسرب الى الأسواق، أي بمعنى أستغلال فوضى غياب القانون.

4.  وأذا ما أنقطعت الكهرباء فترات طويلة ولايوجد مصدر أخر لها وتذوب كل المواد المخزونة ،فهل يُعقل أن صاحب المحل يرميها ؟

ولذلك فالعراق أصبح أول بلد بالعالم يضيف نوع اخر لأنواع التسمم ،ألاّ وهو التسمم بالكهرباء!

 
 
 

free web counter