| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

الأثنين 16/8/ 2010



على المكشوف

بعد وكت !!

د. سلام يوسف

كتاب وزارة الصحة /دائرة الأمور الفنية ذي العدد 38871 في 20/6/2010 يقول:ـ
" يتم أيقاف أستخدام مطهّر الفركون في المؤسسات الصحية لعدم إقرار هذه المادة من قبل الهيئة العراقية لأنتقاء الأدوية ضمن المطهرات والمعقمات ".

وأليكم القصة ،حينما أجتاحت العالم الموجة الأخبارية عن أنفلونزا الطيور ثم الخنازير وأخيراً أطلقوا عليها الأنفلونزا الوبائية وهذه الموجة وأن كانت صحية في بعض نواحيها ولكنها أستغلت للأتجار بالمواد والمستلزمات والأدوية و بصحة الشعوب، فكان لكل الشركات النصيب الأوفر في أنتاج وترويج العديد من المنتجات ذات العلاقة بالموضوع بعد أن هيؤا الأرضية النفسية لذلك ومنها شركات أنتاج الأدوية وعُدد الحماية الشخصية وشركات اللقاحات وشركات أنتاج المطهرات والمعقمات،وللأسف فمنظمة الصحة العالمية قد وقعت تحت تأثير وفي شباك الشركات الأستغلالية ،وقد أضطر عدد غير قليل من دول العالم الى التعامل مع هذه الشركات خصوصاً وان الموضوع يمس حياة الشعوب،ولكن شركات ترويج الدعاية والأعلام عرفت كيف تلعبها وتتاجر بحياة الناس.

وبكل تأكيد فالعراق لابد وأن يكون أحد هذه الدول خصوصاً وأنه مرتع ملائم لأنتشار الفساد الأداري والمالي وعدم الأكتراث بمصلحة الشعب وأستفادة كل من هبّ ودب المتأتي من غياب الحكومة والمتابعة والمسؤولية، فبدأت المكاتبات بين دوائر وزارة الصحة ذات العلاقة وتفتقت ذهنيتهم الوقّادة عن الأتفاق على أستيراد مطهّر الفركون(السحري!/الذي يعقّم ويطهّرـ كما تقول شركته المنتجة)كل الجراثيم بأنواعها البكتيرية والفطرية والطفيلية والفيروسية، وبما أن الأنفلونزا الوبائية هي بسبب الفيروسات لذلك أجمع مسؤولينا الأكارم على أستيراد هذا الأختراع العجيب وبسرعة وتوزيعه على المؤسسات الصحية العراقية كافة مع شمول المدارس ودور التأهيل والسجون وغيرها (للحد) من أنتشار المرض.

هذا القرار تطلب أرسال موفدين الى خارج العراق لدراسة مواصفات المطهّر وكيفية أستعماله وهي أجراءات تكميلية يقوم بها المنتفعون العراقيون لتكمّل ما بدأته الشركات العالمية.

المطهّر وصل العراق وبكميات كبيرة مقابل ملايين الدولارات أكبر منها، وتم توزيعه (وفق التحصيص) على كافة المؤسسات والمرافق وأستخدم بموجب التعليمات المذكورة (ومن المفترض أن يستخدم للمؤسسات الحكومية فقط)،والسؤال الذي طرح نفسه حينها،ماذا بعد نفاذ الكمية ؟علماً لاتوجد أي تعليمات بأعادة التوزيع، فهل هو أستخدام لمرة واحدة؟فمفعوله يستمر لمدة سبعة أيام فقط.

وبعد أن أنتهت الـ(هبّة) جاء كتاب دائرة الأمور الفنية أعلاه لينسف بل ويفنّد كل الأجراءات التي أستمرت قرابة ستة أشهر وكذلك لتضيع كل الجهود أدراج الرياح والأموال أدراج الجيوب!
 

free web counter