| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

 

السبت 15/9/ 2007

 

 

على المكشوف

حول الحصة الدوائية

د . سلام يوسف

تشهد المراكز الصحية الأولية تغيرات سواء من جانب الوزارة وأجهزتها المعنية أو بواسطة الدعم الذي تقدمه بعض الشركات التي جاءت الى العراق وبالتنسيق مع منظمات إنسانية عالمية ، تلك التغيرات التي يشعر موظفو المراكز إنها حقهم وحق المواطن من خيرات هذا البلد.
ومن تلك التغيرات( تزويد المراكز ببعض المعدات الطبية المهمة مثل أجهزة ضغط وسماعات جديدة وأجهزة فحص نسبة السكر في الدم ، تجديد الآثاث المستهلك ، حاسبات ، مدافئ ، ثلاجات ، برادات ماء ، صداري للعاملين من أطباء وموظفي الخدمة / علماً إن غالبية هذه المواد من النوعيات الرديئة).ومع إن هذه التغيرات ستكون عامل إيجابي في شحث همم العاملين بهذه المراكز من أجل تقديم الأفضل للمواطنين ، إلاّ ما يؤسف له هو إن الحصة الدوائية لازالت دون المستوى المطلوب سواء من ناحية الكمية أو من ناحية التنوّع ، وهنا سوف نتحدث بلغة الأرقام ونأخذ مثالاً واحداً وهو يعد عينّة تعطينا فكرة عمومية ، ففي أحد المراكز الصحية الأولية في بغداد حيث تبلغ الكثافة السكانية التي يسندها حوالي 95 ألف مواطن ومواطنة بين كبير وصغير ، ومعدل المراجعين اليومي يبلغ 170 مراجع بينما قائمة الحصة الدوائية اليومية تقول :ـ

هذه 26 مادة من أصل القائمة التي تبلغ 49 مادة أي أكثر من نصف المواد الموصوفة وهي على نفس الشاكلة ،
وبحسابات بسيطة كم نتوقع من المواطنين الـ 170 الذين يراجعون يشكون من السعال وكم يعانون من الإلتهابات أو آلام المفاصل ، وكم من الأطفال يعانون من أمراض الجهاز التنفسي . ومن الأسئلة العديدة التي تطرح نفسها لماذا نجد الأدوية المهمة (حسب الموسم) عند دكاكين معاوني الأطباء ؟؟،ولماذا تتوفر كميات هائلة من هذه الأدوية في الصيدليات الخاصة ؟
نحن نعتقد إن توفير كميات ممتازة من الأدوية مع تشديد الرقابة على تسربها ، وكذلك تحديد نشاط القطاع الخاص من التلاعب بصحة المواطن لأجل الربح ، كل هذه إضافة الى إجراءات أخرى ستساعد على قيام المراكز الصحية الأولية بواجباتها على أتم وجه وكذلك ستساعد على إنهاء حالات الإساءة للعاملين في تلك المراكز ،
على المكشوف نقولها لوزارة الصحة ، فبعد زوال النظام الفاسد لابد من يشعر المواطن إن هناك من يحميه ويساعده ويرعى صحته .