| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                  الثلاثاء  15 / 4 / 2014



على المكشوف

سبحان الله ..!

د. سلام يوسف

"سكت دهراً ونطق كفراً".
هذا ما ينطبق على نقابة أطباء العراق.

الأطباء يُهدَدون ،الأطباء يُهَجرون ،الأطباء يُضربون، الأطباء يُقتَلون، ونقابتهم العتيدة ، لم تحرك ساكناً ! ولا تصدر كلمة واحدة استنكارا ،ولا حتى تصريح مقتضب.

بعض الأطباء يتعاملون مع مشاريع السمسرة في عمليات امتصاص ما في جيوب المرضى ،والنقابة ليس لها علاقة ،وبعض الأطباء يبتزون مرضاهم ،والنقابة أدارت وجهها الى الجانب الأخر ،هناك أطباء لهم أكثر من عيادة ،والنقابة (تسوي نفسها ما سامعة)، أطباء يكتبون ما طاب لهم من ألقاب وكلمات دلالة مهنية على قطعهم ، والنقابة لا تحاسب ولا تكاتب ،الأطباء (الجدد تحديداً)هجروا المهنة وأصبحوا (دلالي) شركات أدوية ،والنقابة ليس لها علاقة بالأمر ،الأطباء بضاعة بيد وزارة الصحة والنقابة تضحك بوجوه المسؤولين.

لكن نقابتنا العتيدة تظهر علينا بكتابها ذي العدد م/126/695 والمؤرخ في 24/3/2014، ومعنون الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء ،تناشدها بضرورة مساواة الرواتب التقاعدية بين الأطباء أينما يعملون سواء بوزارة الصحة أم في الوزارات الأخرى وخصوصاً الأطباء العاملين في وزارة التعليم العالي .

نعم ،لست معترضاً على هذا الكتاب وفحواه ،خصوصاً ويبدو أن الوضع في عراقنا أصبح ينطبق عليه المثل (الك يا خفيف الذراع)، لست معترضاً على هذا ،ولكن أقول حينما يمس الأمر "الفلوس" ،فهنا تتفتق ذهنيات القائمين على نقابة الأطباء ،بل لم تتورع في ذكر عبارة (عدم تحقيق العدالة) !

فأية عدالة حينما تنفلت أسعار الكشفيات ،وأية عدالة حينما يتم توزيع الأطباء (محاصصاتياً)، وعن أية عدالة تتحدث النقابة حينما يتم مناقلة مدراء عامين(أطباء) أثبتوا عدم قدرتهم على الإدارة ويبقون مدراء عامين !،وأية عدالة حينما تنحصر مواقع قرار مصير آلاف الأطباء بأيدي من هم ليسوا بأجدر من العناصر الوطنية التي تهمها مصلحة الشعب والوطن وهم خارج الإدارة؟

ثم جاءت في معرض كتاب النقابة أعلاه عبارة(هجرة الأطباء)، والسؤال الذي يطرح نفسه، ماذا فعلتِ يا نقابة الأطباء للحؤول دون ذلك ؟

وبما أن موضوع التقاعد ،(يمس موضوع الفلوس) ،لذا شمرت النقابة عن ذراعيها ودبّجت كتابها أعلاه ،وبسرعة البرق ،بحجة أنها حريصة على مصالح الأطباء، أين حرصها على منتسبيها وهم يعانون الأمرَيّن من التجاوزات ومن الحشود الكبيرة من المرضى(حصة كل طبيب) ويعانون من فقدان الدعم العلمي لهم ومن حماية كرامتهم ومن تذليل السلبيات وأشاعة الأيجابيات ،أين حرصها على صحة المجتمع أيضاً من خلال متابعة أحوال المستشفيات عدةً وعدداً ،وأين حرصها في الحفاظ على سمعة الطبيب بدل أن تتلوث خصال المهنة الإنسانية؟

سبحان الله يا نقابة أطباء العراق ،قبل السقوط كنتِ حريصة على أن تكوني أحدى أذرع النظام الفاسد المقبور ،واليوم تتلاعب بك الأهواء المحاصصاتية!

 

free web counter