| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                                     الخميس 15/12/ 2011



على المكشوف

المقيمون الدوريون ... ينتظرون !

د. سلام يوسف

يتخرج سنوياً في الجامعات العراقية عدة مئات من الطلبة بعد أن أنهوا دراستهم الأولية العليا، وحديثنا تحديداً عن خريجي كليات الطب.

هؤلاء المتخرجون ووفق النظام المعمول به(وهو صحيح) يتم أدخالهم في مرحلة الأعداد والتأهيل وهي مرحلة تكميلية لحياتهم العلمية والتي يُطلق عليها فترة الأقامة الدورية، كانت 15 شهراً ثم أصبحت 24 شهر وأخيراً تقلصت الى 12 شهر(والأخيرة لاتكفي لأكتساب أوليات المهارة بفروع الطب المختلفة وهي عديدة).

وهم في جميع الأحوال حلقة الوصل المهمة(جداً)بين الأطباء الأختصاصيين والممارسين والمقيمين الأقدمين وأطباء الدراسات العليا وبين المرضى، فهم في تماس مباشر مع الأجواء الطبية التعليمية في أكتساب الخبرة بغية أعدادهم للمستقبل الذي يتجدد كل سنة متناسقاً مع تخرج أعداد من طلبة كليات الطب، ولهذا فأن مرحلة الأقامة الدورية أنما تعني المحطة الرئيسة لأعداد الأطباء الذين يتأهلون لممارسة مهنة الطب في المجتمع، ومن غير هذه المرحلة يبقى الطبيب يعاني من الصعوبات الحقيقية في حياته العملية، أذ أن الطبابة ليست دراسة أكاديمية بحتة أنما نصفها المتمم الأخر هي الممارسة العملية.

وحقيقةً منذ تأسيس كليات الطب في العراق ولغاية سقوط النظام في 2003 فالمتخرجون يتم توزيعهم على مستشفيات البلاد(وفق متطلبات دائرة التخطيط في وزارة الصحة من حيث تحديد الدرجات الوظيفية والتخصيصات المالية من قبل وزارة المالية)، في غضون شهرين أو ثلاثة على الأكثر من بعد التخرج، ولهذا ترى أن كل المتخرجين سنوياً يلتحقون بالمستشفيات للمباشرة بحياتهم العملية ليمارسوا دورهم خلفاً للذين سبقوقهم وهلم جرا.

ولكن من بعد سقوط النظام البائد ولحد الأن نرى أن ما يحصل في الواقع هو بعيد عن التخطيط والتنمية، بعيداً عن أحتياجات البلاد، ، فلحد هذا اليوم لم يتم توزيع خريجي العام الدراسي 2010 ـ 2011(رغم دعوتهم مؤخراً)وهذا ما فسح المجال أمام بعضاً منهم للتسرب وأمتهان مهن أخرى كمندوب أدوية مثلاً أو السفر الى خارج الوطن، بحثاً عن لقمة العيش، أن سبب هذا التأخير هو عدم أقرار الميزانية العامة من قبل الحكومة والبرلمان ما يجعل تخصيص أعتمادات الدرجات الوظيفية التي تقرها دائرة التخطيط في وزارة الصحة تواجه صعوبة التنفيذ، وهذا من الناحية العملية سبّب في حصول جَزِر واضح بالكادر الطبي الذي يشغل حيزاً مهماً في المستشفيات.

لذا ولأجل حل هذا الأشكال نرى من المهم أن يتم تسهيل مهمة التخصيصات المالية للأطباء المقيمين الدوريين بما لايعرقل سرعة ألتحاقهم بالمستشفيات وذلك بأستثنائهم من ضوابط الميزانية العامة وأعتماد أسلوب أخر كأن تكون سلفة تشغيلية لوزارة الصحة يتم أستقطاعها فيما بعد.

وهذا بكل تأكيد ينسحب على كافة الخريجين ممن لدراستهم صلة بالخدمات الصحية والطبية في البلاد وهم الأطباء، أطباء الأسنان، الصيادلة، خريجي الكليات الطبية التقنية، خريجي المعاهد الطبية والصحية...الخ

 

 

 

free web counter