| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

 

االثلاثاء 14/8/ 2007

 

 

على المكشوف

الإرهاب ...ومحنة المريض


د . سلام يوسف

لم تبق شريحة أو فئة في المجتمع إلاّ وطالها الإرهاب أو تأثيراته المدمِرة، ولم تنجو من هذه الأفعال العدائية للإنسانية والحضارة أي مهنة في وطننا،وإن المواطن العراقي الذي يعيش مع الموت كل يوم بل كل ساعة ولحظة يشعر أو يحس أن هناك عصابات منظمة وراء كل هذه الأفعال والأعمال الشنيعة من قتل وذبح وخطف وتهديد وتفخيخ وتفجير وتخريب .
وبات من المعلوم لدى الناس سواء في الداخل منهم أو في الخارج بل حتى الجهات العالمية بمختلف مستوياتها من أمم متحدة أو منظمة الصحة العالمية أو المنظمات الإنسانية وغيرها،إن الطبيب العراقي يأتي في رأس قائمة تلك العصابات لتصفية حساباتها الإرهابية ضد الشعب والوطن،فالطبيب هو ثروة وطنية ليس من السهولة تعويضه،وإن تأثيره في المجتمع ليس تأثيراً عادياً وإن وجوده وعمله ومتابعاته العلمية تساهم بشكل مباشر في تقدم البلد وعكس الصورة الحضارية المتقدمة للوطن،لذا فإن إستهدافه لم يأت إعتباطاً ولم يكن محظ صدفة ولم يتأسس على الأسس الطائفية أو المذهبية أو العرقية تلك الأسس التي يريد الإرهاب إشاعتها وترسيخها في عقلية ونفسية العراقيين ،وإنما جاء وفق خطط مدروسة ومبرمجة ضمن البرامج الهدّامة لتلك العصابات والتي تعمل لصالح قوى وتمركزات في داخل العراق وفي خارجه .
إن الغاية الأهم لأهداف تلك الحملات التي أستهدفت وتستهدف الأطباء (وقسم منهم أساتذة في كليات الطب) قد تم تحقيقها بشكل جلي واضح في بعض المفاصل وبشكل نسبي في مفاصل أخرى من المجتمع،فعدد لايستهان به من الأطباء قد تم خطفهم وإبتزازهم ،وعدد أخر لايستهان به أيضاً قد تم قتلهم،أمّا الذين هاجروا فعددهم في تزايد مستمر والبقية الباقية منهم قد غيّر محل سكناه أو محل عمله الحكومي والخاص،بل إن العديد من الأطباء تركوا الوظيفة والعيادة الخاصة حفاظاً على سلامتهم وسلامة عوائلهم .
إن الصورة الحالية تعكس واقعاً مراً ومأساوياً إنطبقت فعلاً وواقعاً على أنفاس المريض العراقي،تلك الأنفاس المتألمة الجريحة أصلاً، فالنقص واضح بعدد الأطباء الإختصاصيين والممارسين في المستشفيات الحكومية والأهلية،وبعض العيادات غلقها اصحابها والبعض الأخر تحمل أسمائهم ولكنهم غير موجودين فيها بل يعمل فيها هذا الطبيب أو ذاك ربما يكون غير مختص أو إنه ممارس،والنتيجة المعروفة في مثل هذه المعطيات ستكون بكل تأكيد على حساب مصلحة المرضى بشكل خاص والمواطنين بشكل عام،فالمريض العراقي الأن حائر بنفسه وبمرضه حيث يجد صعوبة كبيرة في العناية به وبوضعه في المستشفيات الحكومية،والتكاليف عالية في المستشفيات الأهلية (علماً إن غالبية المستشفيات الأهلية ذات تخصصات جراحية)، أما العيادات الخاصة والتي يلجأ إليها فأغلبها تحمل أسماء أطبائها فقط ! فالكثير منهم إتفق مع طبيب أخر لإدارة العيادة والنتيجة فإن المريض سيكون في موقف محرج لإنه جاء في طلب هذا الطبيب بعينه وليس بديلاً عنه،وياليت تعلن هذه العيادة أو تلك إن طبيبها في إجازة أو في سفر وغيرها من الأعذار وإن الطبيب الفلاني بديلاً عنه،إن هذا الإعلان سيحقق عدة نتائج إيجابية في زمننا السلبي منها المصداقية و منها رفع اللبس الحاصل في تفكير المراجعين بإتهام هذا الطبيب أو ذاك بالتجارة الرخيصة أو غير اللائقة،إضافة الى إنه من حق المريض أن يعرف ويتعرف على شخصية طبيبه المعالج وخصوصاً إن المريض يدفع الأن أجور كشف مرتفعة .
هذه هي نتائج أفعالكم وأعمالكم ياأيها الأرهابيين !
أيها الزملاء الأعزاء ساعدوا المريض العراقي فهو يعاني المحنتين،محنة الأرهاب ومحنة المرض .