| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

 

الأربعاء 13/6/ 2007

 

 


السجون والسجناء
وحقوق الإنسان الصحية


د. سلام يوسف

السجون هي السجون سواء في عهد النظام البائد أم بعده، فهي بنايات تختلف عن سائر البنايات بعزلتها وجدرانها العالية وأسيجتها المحصنة واسلاكها الشائكة وحراسها المدججون وقاعاتها و..و.. والسجناء هم السجناء سواء في عهد النظام أم بعده فهم أناس تم تقييد حريتهم وأصبحت تحركاتهم تحكمها الأصفاد وسواء كانوا مذنبين أم أبرياء فهم مسلوبي الحرية.وهذا يعني إنهم أناس (بشر) إرتكبوا (أم لم يرتكبوا) أي فعل ومهما كان ذلك الفعل يتقاطع كلياً أو جزئياً مع القانون، فالمسلّمة هي إنهم أشخاص محجوزين إما لحين إنتهاء الإجراءات الأصولية للتهم الموجهة إليهم أم إنهم يقضون فترة إحتجاز قضتها المحكمة وفق القانون، وهذا الإحتجاز يتوجب توفير الشروط والظروف الإنسانية له وفيه، ومن هنا تأتي جهود المنظمات التي تدافع عن حقوق الإنسان لأجل توفير ظروف مناسبة لهؤلاء الناس في مواجهتهم لعقوبات ما أقترفت أياديهم. القانون لم يوعز للسلطات التنفيذية بحرمان المحتجز من أبسط حقوقه كأنسان، وهذا يعني إن المعتقل أو المسجون سيتعرض (وفق القانون) لحرمانه من حريته فقط وليس من شرب الماء البارد صيفاً أو التدفئة شتاءً ، من قطع الصلة بأهله وعائلته وليس من تناول طعام إعتيادي وتنفس هواء فيه أوكسجين وإستخدام مرافق صحية ـ صحية !! ومعالجته من أي عارض صحي ...ألخ
الحقائق والدلائل تدل على إن السجين أو المعتقل في السجون العراقية يتعرض ويعاني ويعيش ظروف صعبة وسيّئة من الناحية الحياتية اليومية أو من الناحية الصحية. ربما حصلت بعض التغيرات الطفيفة من ناحية ترميم القاعات والأبنية ولكن لم يحصل أي تغيير جوهري في توفير أبسط الحقوق الصحية الأنسانية لهؤلاء الناس. الحقائق تقول إن أعداد كبيرة منهم يقبعون في قاعات لا تتوفر فيها وسائل التهوية أو التكييف، تنبعث منها الروائح لكبر الأعداد التي يحشرونهم فيها ، دورات المياة (لاتدور) ، وضعهم البيئي والصحي في غاية التردي وجلّهم يعاني من هذا المرض أو ذاك فبعد أيام من دخول أي معتقل أو سجين جديد سيصاب بواحدٍ أو أكثر من الأمراض السارية والمعدية المنتشرة بينهم.
ومن الأمراض المؤلمة والتي تتقاطع من إنسانية الأنسان والتي تنتشر بين هؤلاء الناس، هي الأمراض الجلدية . الكثير والكثير من هؤلاء الذين يقضون فترات متفاوتة في السجون والمعتقلات حينما يغادرونها الى بيتوهم سيكونوا بؤراً لنقل عدوى الكثير من الأمراض ومنها الجرب، القمل ، التدرن وغيرها .
على المكشوف نقولها لكل من له صلة بالموضوع إن هؤلاء الناس إنما كلٍ منهم إنسان له حق على الطبيعة والحياة يجب أن يمنح له وليس كما فعل هو فقد أخلّ بواجبه أزاء الطبيعة والحياة .