| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                                     الأحد 13/11/ 2011



على المكشوف

خطة الصحة المدرسية لعام 2011 - 2012
طموح جميل يصطدم بواقع غير جميل

د. سلام يوسف

ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، وكذلك يمكننا القول"كل ما يتمناه المرء لابد أن يدركه أذا توفرت الأرادة والنزاهة والعمل الجاد".

تتوفر النوايا الصادقة وتتوفر العقول النيّرة ولكنها حقيقة تصطدم بالواقع وبمعرقلات حركة التطور وبالفساد الأداري والمالي وأجمالاً تصطدم باللاوطنية!

عممت بعض مديرات الصحة خطة الصحة المدرسية للعام الدراسي 2011 – 2012 وفيها كما يبدو رغبات جميلة أحسبها تسبح فوق الخيال أزاء واقع صحي وبيئي وتربوي متردٍ تعيشه المدارس في العراق(ولاننسى مدارس القطاع الخاص).

تقول الخطة:ـ"ولغرض تأمين عدم أنتقال الأمراض التنفسية المتعددة وتلك التي تنقلها مفصليات الأرجل وأنواع الطفيليات والبكتريا المختلفة  للطلبة والكادر التعليمي يجب العمل على:ـ

مكافحة القوارض والحشرات بشكل مستمر، التخلص من النفايات بطريقة صحية، توفير مياه الشرب الصالح للأستهلاك البشري، تأمين فتح حوانيت مدرسية تبيع الأغذية المغلفة، منع الباعة الجوالين والأغذية المكشوفة من بيع المنتجات بالقرب أو في داخل المدارس، تأمين مرافق صحية قولاً وفعلاً، الأهتمام بتهوية الصفوف ،تقليل الأزدحام والتزاحم في الصف أثناء الدوام ،منع التزاحم أثناء خروج الطلبة من الصف، التأكيد على نظافة الصف...الخ".

هذه الخطة ستصطدم وخصوصاً في المناطق البعيدة عن المركز وكذلك تلك التي تعاني من كثافة سكانية عالية بما يلي:ـ

1.     قِدم البنايات وصغر أحجام الصفوف، مع تآكل الجدران بالرطوبة، خلو العديد من الشبابيك من النوافذ الزجاجية مع الأفتقار للأنارة الجيدة خصوصاً في المناطق التي تعاني من شح التيار الكهربائي.

2.     أفتقار المدارس الى مرافق صحية ، صحية.

3.     الفضاءات التي تحيط بالمدارس عبارة عن برك ومستنقعات وبعضها حضائر حيوانات.

4.     لاتوجد حوانيت مدرسية بمفهومها الصحي وبعض منها تبيع مواد غذائية مغلفة ولكنها نافذة الصلاحية.

5.     كيف يمكن منع الباعة الجوالين وهناك بطالة بالبلد؟

6.     تقليل الأزدحام والتزاحم: هناك مدارس يفترش طلابها الأرض، أي هناك شح حقيقي بعدد المدارس ولكن يبدو أن الدولة قد حلت هذا الأشكال بخصخصة التعليم والذي سينتج عنه أستأجار أو شراء دور وأستغلالها كمدارس(وهي لاتصلح بل لم يتم تشييدها على هذا الأساس)،أضافة الى تسرب عدد غير قليل من الطلبة كون أغلب الكادر التدريسي سيتحول الى التعليم الأهلي وبما أن الفقراء دوماً هم أضعاف عدد المتمكنين، فأليكم أن تتخيلوا كم عدد الذين سوف لايكملون تعليمهم ؟!

7.     الأصول التربوية في البلاد تشوبها الكثير من السلبيات أضافة الى غياب التوعية والتوجيه اللائق، لذا كيف نأمل عدم تزاحم الطلبة في الدخول والخروج، وعدم ممارسة وسائل لهو عنفية؟!

8.     غياب حقيقي للكثير من الأنشطة اللاصفية والتي تمنح الطالب جسماً سليماً كالرياضة والساحات المدرسية التي يتم مزاولة الرياضة فيها.

أذن هناك رغبة حقيقية نحو تأمين صحة مدرسية وفق خطة ولكنها في واقع الحال غير قابلة للتطبيق ما لم تتوفر الأسس المادية لتطبيقها وبذلك فلابد أولاً أن تتحمل وزارات التخطيط والتربية والمالية مسؤولية توفير البنايات الحديثة كمدارس مزودة بكافة الوسائل والمستلزمات التي تجعل من هذه الخطة وغيرها من الخطط قابلة للتنفيذ، لينعم الطلبة بحياة دراسية تصنع منهم بناة الوطن.

 

 

 

 

free web counter