| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                                     الثلاثاء 12/6/ 2012



على المكشوف

الترغيب في ممارسة التطبيب

د. سلام يوسف

في عقودٍ مضت، كنا نعرف عن طريق وسائل الأعلام المتاحة حينها عن قيام وزارة الصحة بفتح دورات قبالة، معاهد تمريض، مدارس طبابة...الخ ووصل الأمر الى حد الأعلان في المدارس وللصفوف المنتهية، حيث يقرأ المعلمون والمدرسون بين الطلبة أعلانات تدعوهم الى الأنخراط في أحد عناوين مدارس ومعاهد تعلم مهنة الطبابة بمختلف فروعها مقابل أمتيازات كان يحلم بها الكثيرون من مرتب شهري، قطع أراضي بالتقسيط، سلف بناء وزواج، أعفاء أو تأجيل من الخدمة العسكرية...الخ وكل هذه الأمتيازات كانت ملائمة لظروف شريحة غير قليلة من بنات وأبناء شعبنا الذين لم تحالفهم الظروف الأقتصادية والأجتماعية في مواصلة التعليم بالفروع الأخرى كالعلمي أو الأدبي أو التجاري أو الصناعي أو الزراعي، وهذا ما وسع فسحة تخريج أعداد لايستهان بها ممن أمتهنوا أحد فروع الطبابة وهم ما يُطلق عليهم الكادر الوسطي والذين يُعدون العمود الفقري للطب والطبابة في العالم أجمع.

أن هذه الصيغ الأيجابية مهمة جداً ولازالت تحمل معاني البناء والتقدم وما أحوجنا اليوم في مرحلة أعمار البلاد لهذه الحملات الدعائية والتي تنتج عنها أجيال من الكوادر الصحية المهمة.

لقد مرت على الشعب ظروف الحروب العبثية، ومن ثم وبعد زوال النظام وما زامنها من محنة طائفية وأنتهاءً بالأزمة السياسية القائمة، ناهيك عن نزعة خصخصة التعليم الجارية على قدمٍ وساق ،كل هذه وغيرها قد اثرت بشكل مباشر على أداء الطلبة والتي لفضت خارج أسوار المدارس أعداداً ليست قليلة من الطلبة أو خارت قواهم في مواصلة التعليم  أضافة الى الأعداد المتراكمة المتزايدة من البطالة وبالنتيجة وبنظرة ثاقبة نجد فعلاً أن البطالة وعدم توفر سبل العيش الشريف هي أسباب بقاء وأستمرار الأرهاب ،وحقاً شخص الحزب الشيوعي العراقي حينما قال أن القضاء على الأرهاب ليس بقوانين وأوامر يتم أصدارها فوقياً وأنما بأجراءات تهدف الى تجفيف منابع الأرهاب من خلال القضاء على البطالة كأحد رؤى الحل الناجع.

لذا أجد من المفيد جداً وبالوقت المناسب جداً أيضا(وقت أداء الأمتحانات) أن تقوم وزارة الصحة بأنعاش حملة تثقيف المجتمع نحو الأنخراط بالمهنة الأنسانية وأن ندعو بنات الرافدين لتعلم مهنة القبالة والتمريض واشاعة فرص النجاح بينهن من أجل المساهمة الملموسة في بناء الوطن وبالتالي سنحقق لهن الأستقلال الأقتصادي الذي هو جزء لايتجزأ من تحررهن الأجتماعي، أما الذكور ستتوفر أمامهم فرصة التعويض الدراسي ناهيك عن أيجاد مصدر مأمون للدخل.

أن ذلك يتطلب أمرين مهمين ،الأول العزيمة الصادقة من قبل وزارة الصحة في خلق جيل الكادر الصحي الذي بدأ يتآكل ،والثاني هو ما يترتب على وزارة المالية بتخصيص درجات وظيفية للمتخرجات والمتخرجين ودفع رواتبهم من نفط بلدهم !

 

free web counter