| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                  الثلاثاء  12 / 11 / 2013



على المكشوف

أدوية .. بلا تشخيص !

د. سلام يوسف

واحدة من أهم أفرازات غياب أو قلة الوعي الصحي لدى المواطن (أضافة الى أسباب أخرى سأذكرها) ،جعلت منه أن يستخدم الأدوية والعلاجات المختلفة في التعامل مع الأعراض والعلامات التي تنتابه، دون الرجوع الى الطبيب.

ووراء نفس السبب يكمن أعتقاد هؤلاء المرضى بالدجل والشعوذة في معالجة تلك الأمراض، ولنفس السبب أختصر المواطن المسافة بينه وبين العلاج حاذفاً أهم حلقة وهي حلقة التشخيص وهي مهمة الطبيب تحديداً ،وساعده على هذا الأختصار الزميل الصيدلي (متراجعاً) في علميته نحو رغبات المرضى أنفسهم.

ان محدودية الخدمات الطبية الحكومية وأرتفاع أجور الكشفيات في العيادات الخاصة، وهروب المرضى من حلبة أستنزاف جيوبه في مرحلة الفحوصات والتحاليل، هي الأسباب الحقيقة في لجوء المواطنين الى هذا السلوك، وليس هذا فحسب فأنه يجد الأبتسامة العريضة والترحاب الشديد في الصيدليات لغرض الأستجابة الى طلباته خصوصاً فيما لو تمت مساومته بين الدواء (العادي) وبين (الأصلي)!

والشئ الغريب أن الكثير من الناس يطلبون العلاجات لأطفالهم دون عرضه على الطبيب ، غافلين حقيقة مفادها: أن الكثير من الأمراض تشترك بنفس الأعراض والعلامات، ولكن لكل حالة علاجها.

أن هذه الظاهرة تتقاطع تماماً مع القسَم الذي أديناه حين التخرج من كليات الطب والصيدلة ،ولا يبرر مزاولتها أو التجاوب مع الطلبات أو التعامل معها ،أي تبرير مهما كانت الدواعي لذلك.

والأغرب من كل ذلك نرى أن الكثير من المواطنين هم الذين يقودون قرار الصيدلي أو الطبيب بعد وصف الحالة ويطلبون العلاج الفلاني والفلاني، على عكس ما هو المطلوب في توعية المواطنين من خطورة هكذا ممارسات على صحة المرضى وخصوصاً الأطفال منهم.

هذه الممارسات الخاطئة ادت الى ان يكون العراق من اوائل دول العالم في مقاومة الجراثيم لمضاداتها ،وكذلك من حصول حالات تحسس لعدد اخر من الأدوية، بل ومن تداعي الحالة الى مستوى اخطر.

ومن أجل الحد من هذه الظاهرة فالمطلوب ان تصدر التعليمات والقرارت التي من شأنها أن تحد من مزاولتها، كما أن تحسين الأداء في المراكز والمستشفيات مع تحديد أجور الكشفيات بما يتناسب مع دخل المواطن ،ناهيك عن التوعية الصحية والمطلوب أن تكون مستمرة حيث أن أهمية التوعية لا تقل شأناً عن أهمية الطعام والشراب والهواء.





 

free web counter