| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

                                                                                     الأحد 11/11/ 2012



على المكشوف

المقتل ... بالمعسل !

د. سلام يوسف

تتفنن مراكز تجميع الاموال في استخدام طرائق واساليب نهب الناس بشتى انواع المغريات واحياناً تتعدى الى حدود لااخلاقية.

فقد كانت ولا زالت واحدة من اهم انواع التجارة في العالم وعلى مدى قرون هي تجارة التبوغ كون مردوادتها الربحية عالية جداً بسبب رواجها واستمرار انتاجها، بل ثبت علمياً (من خلال الدراسات الطبية الجسمانية والنفسية)ان فترة ممارسة هكذا سلوك (التدخين واستهلاك التبوغ) ومن ثم التعود عليه كحالة ادمانية ،هي فترة المراهقة ،وهي الفترة العمرية الأحرج في التقاط الكثير من العادات بسبب من ضعف البناء الشخصي للمراهق واستعداده الذاتي في ذلك ،ناهيك عن التربية البيتية ذاتها وتأثير العلاقات الاجتماعية المختلفة.

ولم تألوا الشركات التجارية جهداً في تعزيز هذه النزعة (نزعة الناس بممارسة التدخين) فقد عمدت الى كل الوسائل لترويج بضاعتها بالرغم من تأثير استخدام هذه البضاعة السلبي وعلى كافة الصعد، ومن هذه الوسائل:ـ

1. أستخدام كافة انواع الدعاية المغرية والتي تثير فضول المراهقين خصوصاً والناس عموماً، بالتعليب ذي النوعية المتميزة ،استخدام ألوان ورسومات مثيرة ،تثبيت عبارات تحذيرية(كلمة حق أريد بها باطل)، وغيرها.
2. الترويج الى فكرة ان التبغ يهدأ من نفسية الأنسان.
3. استخدام أرقى وسائل التكنولوجيا في الأنتاج.
4. أثارة المنافسات التجارية المفتعلة.
5. تشغيل أيدي عاملة كثيرة ولكن بأجور زهيدة.
6. وأخيراً استخدام العطور والمطيبات ومزجها مع التبوغ بهدف جذب المستهلكين.

ولمّا راجت تجارة التبوغ المطيّبة (الناركيلة) كثيراً بين أوساط الشابات والشباب فمن واجبنا ان نحذر كل شرائح المجتمع من هذه الظاهرة السلبية السيئة المؤذية للصحة الخاصة وصحة المجتمع والملوثة للبيئة.

فتبوغ ما يُطلق عليه (المعسل) هي من أردأ الانواع فيطيبوها بهذه الوسائل ،ناهيك عن تأثيرات الدخان فأن المادة المطيبة (العسل) ذاته يعد مادة مسرطنة قاتلة.

ومن المعروف ان تاثير الناركيلة اكثر بشاعةً من تاثير السيكارة او السيكار رغم ان كل انواع تصنيع التبوغ وتحت أي مسمى يعد عنصر تخريب جسدي مباشر كون الانسان المستهلك لهذه المواد يعمل من حيث يدري او لايدري بانه وبارادته يُدخل السموم في جسده مانعاً وصول الهواء النقي له ولغيره أضافة الى اربعة آلاف مادة كيمياوية موجودة في التبوغ بحالتيها الاعتيادية والاحتراقية ،وهذا لايستدعي طول تفكير في حساب نسبة المواد السامة التي يُدخلها المدخن في جسمه وبذلك تتنوع ايضاً الاثار الجانبية منتهية جميعاً الى قتل خلايا الانسجة التي تمر بها واحالت اعداد كبيرة منها الى خلايا سرطانية بعد ان فقدت وظيفتها الاساس.

ومن الامور المهمة جداً ان تاثير التبوغ تراكمي، أي ان النتيجة النهائية تظهر بعد مرور عدة سنوات تتناسب عكسياً مع كمية التبغ التي يستخدمها الضحية.

لقد تفننت الشركات الربحية في قتل الناس،ومروجو هذه التجارة لا تهمهم مصلحة المجتمع الذي يتأثر بالقوة الانتاجية وكفاءته وانما المهم لديهم الارباح التي تأتي من تصريف البضاعة، ولكن الشئ الذي لا يريد ان يقتنع به المدخنون ان اسرار الموت موجودة في التبغ سواء كان معطر ،أو مطّب ،أو معسل ،سيكارة او سيكار او بايب او ناركيلة، وحقيقة الامر فانه قتل مع سبق الاصرار.

 

 

 
 
 

free web counter