| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

 

الجمعة 10/8/ 2007

 

 

على المكشوف

عادات إجتماعية يمكن تطويرها
لتفادي أمراضها


د . سلام يوسف

ما يؤسف له ويؤلم حقاً هو ذلك الحديث عن بعض جوانب تركة النظام الثقيلة وكذلك عن نتائج الأعمال البربرية التي تقوم بها جهات مشخصّة ، ومثال تلك الأحاديث، ضحايا ذلك النظام وأؤلاءِ الظالمون ، فقد تراكمت اللوعة التي بدأها ونفذها الدكتاتور وزادوا منها برابرة القرن الواحد والعشرين في بيوت العراقيين ، وكما هو معلوم ومعروف فإن تقاليدنا الشرقية الرائعة تحوي من بين ما تحويه من قيم الإنسانية هو إقامة مجالس العزاء والفواتح كتعبير عن مشاركة الإنسان لأخيه الأنسان بمصابه وكذلك إكراماً للراحلين عنّا .
ولكن ورغم كل الأيجابيات المعنوية في هذه التقاليد إلاّ إنه لايمنع من التحكم العلمي والمنطقي والصحي والحضاري بها، فالصورة تتلخص بإسقاء الماء ( وخصوصاً الماء البارد وقت الصيف ) للوافدين بتقديم الواجب ولكن كيف ؟
إنهم وبشكل شبه مطلق يسقون عشرات المعزين بنفس القدح وفي أحسن الأحوال بقدحين ، وهذا عملياً يعني إن عشرات الأفواه ستشرب الماء بنفس القدح دون الإكتراث الى الحالات المرضية المُعدية ، والدلائل تشير الى إنتقال عدوى العديد من الأمراض الى الأصحاء والسبب هو هذا الأسلوب الخاطئ بأرواء الناس . وهناك صورة أخرى متممة وهي صورة تقديم القهوة ، فالكل يعرف ويلاحظ إن (الأسطة) يقدّم القهوة بفنجانين أو ثلاثة لعشرات الوافدين وأيضاً هنا تعاد نفس الحالة المأساوية بإنتقال الفناجين بين شفاه الناس !!
ليس من الصعب أو المستحيل ان نغير ونطور الأساليب والطرائق التي نستخدمها في تقديم كرمنا وفي عرض عاداتنا وتقاليدنا ، وليس من العيب أطلاقاً أن نطلق حملة و حملات توعية صحية وإجتماعية أراها حضارية بين الناس من أجل تغيير هذا النمط اللاصحي خصوصاً ونحن نعيش ظروف مناخية وبيئية غاية في الخطورة على الصحة العامة .
ولأجل أن تكتمل الصورة فحبذا لو تشمل الحملات التثقيفية أيضاً توعية الناس على المخاطر الحقيقية المحدقة جراء التدخين خصوصاً وإن السكائر تقدم مجاناً وتوزع بشراهة في مجالس العزاء وكأنها هي التي ستخفف من آلام الحزن !.