| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

 

الأحد 10/6/ 2007

 

 


إجازات مرضية ... بالرشوة !!


د. سلام يوسف

حل الفساد الإداري في كل ثنايا وزوايا المجتمع العراقي والفضل في ذلك يعود الى النظام المقبور بعد أن عاث في الأرض بكل أنواع الفساد ، واليوم وأزاء التركة الثقيلة وضعف الإدارة وإنفراد النفعيين والطفيليين بمقدرات المواطنين وعدم الإستفادة من ظروف زوال الديكتاتورية أضافة الى الأوضاع الأمنية غير المستقرة وظروف الحياة التي يعيشها العراقيون والتي تمتاز بالصعوبة نجد إن شريحة الموظفين تعاني من الضغوط العديدة ناهيك عن أصابة العديد من أفراد هذه الشريحة ( وأعدادهم ليست قليلة ) بالفساد ( الوظيفي ـ إن صح التعبير ) أيضاً ، أي بمعنى إن هؤلاء الموظفين لأسباب حقيقية واقعية تارةً و لاحقيقية ولاواقعية في تارةٍ أخرى راحوا يستغلون ويستفيدون من ثغرات القانون أو من صلاحيات القانون من أجل الحصول على فائدةٍ ما ومنها الأجازات الطويلة !فبالرغم من إن ميزان التعاون بين الرئيس والمرؤس غير مستقر فيختلف بين هذه الدائرة أو تلك ، بين هذه المؤسسة أو تلك إلاّ إن الموظف أصبح اليوم يبحث عن كافة السبل والوسائل من أجل الحصول على تقرير رسمي يؤيد تمتعه بأجازة يعُّد فيها الأيام بإتجاه نهاية الشهر وإستلام الراتب .
ولأجل كل هذا ومما يؤسف له بنفس الوقت فهؤلاء الموظفين يستعملون كل الوسائل بما فيها الرِشا ليفوزوا بما يأملون من إجازات قانونية ، ولما كان المرض هو الفارس في ميدان الإجازات فلا مانع من إقحامه بمعركة الحصول على الإجازة ومهما كانت الوسائل والطرائق ، المهم هو الحصول على الإجازة المرضية بأي ثمن وبأي وسيلة سواء بالواسطة أو بالتمارض أو حتى بدفع المبالغ المطلوبة !! وهذا ما يحصل فعلاً في بعض المستشفيات الحكومية والتي يجري إعتمادها كأسناد طبي للجزء الأعظم من دوائرنا الرسمية ، حيث ثبت وبالملموس أن العديد من الموظفين يحصلون على أجازات مرضية طويلة بتواقيع ( اللجنة !! ) مقابل مبلغ من المال ، وكان الله يحب المحسنين !! .
السؤال الذي يطرح نفسه : كيف لطبيب ( أطباء ) أن يهبط الى هذا المستوى ويوقع على أجازة مرضية لا علمياً ومهنياً تسمح له بذلك أو على الأقل لا تتطابق مع المواصفات القياسية التي تنظم مثل هذه الإجازات ، وكيف يسمح لنفسه أن يثبّت تشخيص هو مغاير للحقيقة والواقع ؟ كيف يسمح لنفسه وما يحمل من علم وشهادة ومركز أجتماعي أن يكون طوع أحد العاملين معه من الكادر الصحي أو الطبي لأجل تنفيذ رغبات هذا الكادر ، أو كيف يسمح لنفسه أن يثبت تشخيص على ورقة الأحالة من دائرة المعني هو تشخيص غير موجود أو على أقل ما يقال عنه بعيد عن الحقيقة ؟ أين القسَم ياأيها الناس ، لاتنسوا فقد أقسمتم أن تكونوا أمناء مع ضميركم ومع المريض!
إن توقيعكم على هذه الإجازة المزورة ، المرتشاة ، غير الحقيقية وغير المستحقة إنما ستكون بكل تأكيد على حساب أناس أخرين هم موظفون أيضاً ولكن ليس بأمكانهم أن يدفعوا ولايعرفوا فلان أو فلان ولايتقنوا فنون التمثيل ، فأتقوا الله والوطن والشعب المغدور .