| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سمير طبله

 

 

 

 

الأحد 5/3/ 2006

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

 

فليطمئن العراقيون... قواتنا تسيطر على الوضع!!

 

سمير طبله

نكتة سوداء، في هذا الزمن الأكثر سوداوية في تاريخ عراقنا المنكوب، أطلقها اليوم السيد وزير داخليتنا بيان باقر صولاغ، الذي انتهت ولايته بحصيلة مرعبة في تنامي الارهاب ضد العراقيين وقتلهم، وازدياد بؤسهم وشقائهم، والذي يصر ائتلافه على التمسك بأسنانه لتولي الوزارات الامنية، وتحديداً الداخلية، في التشكيلة الحكومية المنوي اعلانها، بعد عمر طويل، على الرغم من كل الادلة الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار عن فشله التام، بكل المعايير، القيام بمسؤوليته.

ففي وقت يتواصل سفح الدم العراقي البريء، وتحت تسميات متعدّدة، "يطمأن" (!؟) السيد وزير الداخلية "العراقيون والعرب (وفاته شعوب العالم!) في كل مكان، فقواتنا تسيطر على الوضع في العراق"، حسبما نقلت لنا وسائل الاعلام. بعد ان قال ان الميليشيات "لا تمثل خطراً حقيقياً في العراق"... وان "لا خوف من الميليشيات، التي تسيطر عليها قوات الامن الحكومية...". وربما صَدق للمرة الاولى بهذه الكلمات الاخيرة. فتقارير عالمية موضوعية، ومنها تقرير ممثل الامم المتحدة، أكدت ان قوات الامن أغلبها ميليشيات.

وبهذا التصريح الجديد البائس يجسد السيد الوزير السياسة الغوبلزية (اكذب، ثم اكذب، ثم اكذب حتى يصدقك العالم)، فيما نهر الدم العراقي يفيض، والعشرات من جثامين نسائه ورجاله وحتى أطفاله تتوافد على المشارح الطبية يومياً. وقبله بأسابيع وصف السيد رئيس وزرائه المنتهية ولايته تلك الجرائم بـ "زوبعة في فنجان"!

ولا يملك العراقي المغلوب على أمره والمفجوع قلبه إلا اطلاق تعليق بملء الفم وباللهجة العراقية العميقة الدلالة: صَخّم الله وجهكم على هذه السيطرة.

فهل أضحت دماء العراقيين رخيصة الى هذا الحد، الذي يعتبر فيه مسؤوليهم المنتخَبين، تواصل أراقتها "سيطرة على الوضع"؟

والى أين يمضي العراق إذا ما قدّر لمثل هؤلاء اللامسؤولين مواصلة هذه "السيطرة" الدموية؟

وهل يخاف هؤلاء حقاً باريهم عز وجل بناسهم الذين منحوهم الثقة؟

اسئلة توضع أمام كل من يملك ذرّة ضمير او شرف، ليتداعى ويقف بمسؤولية ازاء مصير البلاد والعباد، ويضع مصالحهما، بالعمل وليس بالقول الاجوف، فوق مصالح أية فئة مهما كبرت.