| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سناء صالح

 

 

 

 

الثلاثاء 7 /11/ 2006

 

 

للتذكير فقط



سناء صالح /هولندا

كان يوما غير عادي ,حين قال القضاء كلمته مشاعر متضاربة اعترت الكثيرين ممن اكتووا بنار الطاغية حالة هستيرية من نوبات الضحك والبكاء الذي لايعرف سببه واحتضان لشاشة التلفزيون لتقبيل القاضي الذي نطق بكلمة طال انتظارها بحق مجرمين أذاقوا الشعب الذل والهوان وتفننوا في أيذائه ,هاهو المجرم البندر الذي حكم على الالآف من أبناء وبنات شعبنا بدون قضايا ومن غير محامين ,لايدانيه في أحكامه حتّى قرقوش المعروف بأحكامه الجائرة دون أسباب . وذاك المعتوه برزان الذي يجول داخل القفص كالقرد في ساحة عامّة بعيون هلعة ,أمّا دراكولا مصّاص الدماء فقد كان جبانا رعديدا غطّى جبنه بالزعيق الأجوف راجعا الى أصله المنحط حينما سبّ المحكمة بكلمة طز مستخدما يده التي يحمل فيها المصحف ناسيا أنّه كان في يوم ما عبد الله المؤمن وغيرها من الألقاب التي كان المنافقون ينادونه بها , فالطبع غلب التطبّع .

بعد أن انتهت المحكمة وبقينا نتابع ماسيحصل وردود الأفعال حول هذا الحدث أطل ّعلينا السيّد نوري المالكي رئيس الوزراء, ليلقي كلمته بالمناسبة من على شاشة التلفزيون وأذا به يهنيء حزب الدعوة وعائلتي الصدر والحكيم وعبد العزيز البدري وغيرهم ، فقد اختزل في ( غيرهم ) كل المناضلين الذين سقطوا شهداء في ساحات الشرف سواء بالقتل تحت التعذيب أو الأغتيالات أو الأعدامات أذا تطرّقنا فقط الى انقلاب 17 تموز وليس قبلها حيث سقط شهداء يمثّلون كل أطياف الشعب العراقي وكل الحركات السياسيّة التي قاومت النظام ,اذا أراد السيّد المالكي أن يذكر أحزابا أليس من باب الأنصاف أن يذكر الحزب الشيوعي العراقي وهو الذي يستحق بجدارة لايمكن لأحد أن يتجاهلها لقب حزب الشهداء , لقد غص قصر النهاية بالكثير من كوادر الحزب حيث تعرّضوا لشتّى صنوف التعذيب واغتيل ستار خضيّر وشاكر محمود ومحمد الخضري وغيرهم من خيرة أبناء الحزب . وكان الشيوعيّون في مقدّمة القوى التي نكّل بها في نهاية السبعينات وتعرّض رفاقه وأصدقاؤه للسجن والقتل والتشريد فأين عايدة ياسين وصفاء الحافظ وصباح الدرّة ألم يقاتل الحزب النظام من خلال رفاقه الأنصار الى جانب القوى الوطنيّة العراقيّة فأستشهد الكثيرون وما زالت قبورهم هناك ، ألم يصدر قانون يحرم فيه نشاط الحزب الشيوعي العراقي ، كما حرّم نشاط حزب الدعوة في بداية استلام صدّام للسلطة كرئيس.

لقد تجاهل السيّد المالكي الجنود الذين فرّوا من الحرب لأنّهم أدركوا بأنّها حرب خاسرة لا ناقة لهم فيها ولا جمل فلاحقتهم فرق الأعدام وأعدم الكثيرون أمام أعين أهاليهم وقد أخذ ثمن الرصاص من ذويهم .
والغريب في الأمر أن المالكي لم يذكر اسم الشهداء في الحركة الكردية لعلّه ينتظر البت في قضيّة الأنفال فيهنيء .

آمل من الأخوات والأخوة أن لايفسّروا كلامي أنني ضد الشهداء ممن ذكرهم رئيس الوزراء ولكنني أرى أن استخدام كلمة غيرهم مجحف بحق الالاف من شهداء الحركة الوطنيّة العراقيّة وبحق الناس الذين تضرروا من النظام ورأسه فالشهداء متساوون في مكانتهم تجمعهم تضحيتهم بأرواحهم في سبيل الوطن لذا فمن باب أولى أمّا أن السيد المالكي يعمّم فيكتفي بالتهنئة لكل الشهداء وعوائلهم بهذا الحدث وكل من تضرر من مهجرين أو ممن اضطرّوا على ترك وطنهم وممن سلبت بيوتهم أو يفصّل فيورد أسماء الأحزاب والحركات وأسماء شخصيّات عراقيّة قدمت التضحيات بغض النظر عن انتمائها الفكري أو الديني أو القومي لأته شخصيّة تمثّل الشعب العراقي رسميا وتقود الحكومة لابصفة جواد المالكي ممثل حزب الدعوة الأسلاميّة أوالناطق الرسمي لكتلة الأئتلاف .

انّ ما أورده السيّد المالكي في تهنئته والتي تدل على الحزبيّة الضيّقة لاتتناسب مع ما طرحه من مبادرة المصالحة التي بفترض أن تنمّ عن انفتاح واستعداد لتقبّل الآخر واحترام تاريخه وأنصافه أذ كيف تتم المصالحة وهو يختزل تاريخا لحركات سياسيّة وشخصيّات لها دورها بكلمة ( وغيرهم ) وكأنّه لايعترف بهم بإعتبارهم أدوات فعّالة في العمليّة السياسيّة . ,
ختاما أقول سلاما - شهداء شعبنا العراقي - من أي دين كنتم أو طائفة أو قوميّة أو حزب ,لقد وحدّكم أبمانكم بقضيّة شعبكم فلاتبتئسوا ان نسيكم الساسة والقادة في خضمّ صراعات مكلفة في البحث عن الصيت و السطوة فأن الشعب لاينساكم فأنتم في القلوب والضمائر الحيّة .