| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سناء صالح

 

 

 

 

الأربعاء 6/12/ 2006

 


لوحات من المشهد السياسي العراقي

اللوحة الأولى : نون النسوة في مجلس النوّاب

سناء صالح / هولندا

حسنا فعلت القنوات العراقيةحينما توقّفت عن بث جلسة مجلس النواب ليوم الأربعاء 6 – 12 فقد شهدت المشاهد الأخيرة لمسلسل الكوميدي الذي يلعب دور البطولة فيه بدون منازع السيد رئيس المجلس محمود المشهداني بنكاته الممجوجة ,اليكم المشهد كما رأيته :

القاعة شبه فارغة حيث أن السادة الكرام ممثلي شعبنا منهمكون بأمور أكثر أهمية مما انتخبوا له في تمثيل شعب مل من كل شيء ,من وعودهم ،من الجنة التي سيوجدونها لهم على أرض العراق ،لذا فهم يتصرفون بدون رقيب والذريعة موجودة دائما ( في ظل الظروف الأستثنائية افعل ماتريد ) . كان حديث السيد الرئيس موجها الى السيدات النائبات وصمتهن الذي طال الآفي رفع الأيادي وغيابهن ,وتواجد الكثيرات منهن في بلدان الجوار وبطبيعة الحال ليس للمساهمة في اللقاءات المكوكية لحل أزمة الوطن فهذه لها رجالاتها وليس نساءها حسب العقلية التي تحكمنا وهنا عتب المشهداني على أزواجهن وكيف تركوهن يسحن في البلدان انبرى أحد الأعضاء طالبا الكلام باسم التساء باعتباره نصير المرأة الآأن الرئبس لم يسمح له باعتبار أن لهن السنة ،وبعد ذلك انبرت احداهن مدافعة عن تساء المجلس وبأنّهن ناشطات حينذاك أسبغ عليها السيد الرئيس لقب (حمامة المجلس )باعتبارها ناشطة وهنا أعتقد أن المشهداني قد اختلت فصاحته وخانه التعبير فالمفروض أن يطلق عليها (نحلة المجلس ) وهنا انتهى البث وحسنا فعلوا .

ان استخدام نون النسوة كثيرا في الحديث الذي يخص الأمور العامة يعمّق الفرق بين المرأة والرجل ويضفي ثقلا على اللسان فمن باب أولى أن يستخدم لغة محايدة يصلح استخدامها لكلا الجنسين ، وان من خلال حديث السيد المشهداني يمكن معرفة أفكاره المتخلفة ونظرته الدونية للمرأة وهذه النظرة هي الطاغية على عقليات الكثيرين من ممثلي الشعب والآلماذا تخلو الجولات الرسميّة من النساء على الرغم أن زعماءنا ابتداء من السدارة والعمامة والعقال مرورا بالأفندية يسعون للقاء كونداليزا رايس بكل سرور وهي امرأة  .

كلمة أقولها للسيد المشهداني هل أن السادة النواب والسادة المسؤولين من الرجال لايذهبون للسياحة ,هل أن زياراتهم كلها للصالح العام ؟ ان المسألة هي عامة تشمل النساء والرجال على حد سواء فتكرار الغياب وعدم الأحساس بالمسؤولية وضعف الأداء وقلة الخبرة والكفاءة هو مايميز الغالبية من أعضاء المجلس بما فيهم السيد الرئيس ،فليس أفضل العراقيين هم من انتخب وأعني هنا نساء ورجالا والجميع يعرف أي ريح رمت بهم الى تلك المواقع الحساسة .
والأمر الذي يدعو الى الأستفزاز هو استعداء أٍزواج السيدات النائبات عليهن وكأن لسان حاله يقول أدّبوهنّ بالضرب والجلد أو اهجروهنّ ليعدن الى الطاعة ،متناسيا أنهن شخصيات عامة لهن نفس الحقوق والواجبات أمام الدستور وأنه قد أساء الى الناس التي أعطت الأصوات لهن . وما يثير حفيظتي ان المتواجدات من النائبات لم يعترضن على هذه الأهانة ولم يحركن ساكنا سوى واحدة وقد اعترضت فقط حول مساهماتها في المجلس وليس على المبدأ في النظرة للمرأة والموقف منها حينها منحها لقب الحمامة ،علما أنّه بأمكانها مجادلته بالدستور الذي يكفل لها حقها .
انّ عقدة الخوف من المسؤول والتملق له مازالت مرافقة للكثيرين ومن ضمنهم النواب ,حيث أن خشية ضياع المنصب تدعو الى التمرير للأهانات التي يوجهها رئيس مجلس النواب العراقي الى بعض السادة النواب في الأجتماعات وكذلك ضحكات المجاملة التي تدفعه الى المزيد من لطائفه الثقيلة التي لاتنم عن التعقل ومستوى المنصب الذي يحتلّه .
ولاأدري أن كانت هناك في نظام المجلس ضوابط تلزمه بالتزام الأدب أو عقوبة تجعله يرتدع .

يتبع .... .