| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سناء صالح

 

 

 

 

الأربعاء 30 / 5 / 2007

 

 

 بمناسبة الأول من حزيران عيد الطفل العالمي

أحلام مشروعة ( حلم أمرأة عراقية بمستقبل أفضل لأبنائها )
 

سناء صالح /هولندا

أنا امرأة عراقية عادية حلمي أن أكون أسرة مع زوج محب ,حلمي أن يكون لي طفل بنت أو ولد , لتكن بنتا , أن تنمو جنينا سليما ,أن ألدها معافاة تامة الخلقة , أن تكبر وتترعرع بين أحضاننا , بين أب وأم متفاهمين ,أن يكون لي دار تدخلها الشمس , أن يكون لطفلتي غرفة , مزينة بلعب وبجدران زاهية وبسرير مريح , تنام مستريحة غارقة في النوم دون أصوات لأسلحة تقض مضجعها , فراش دافيء شتاء , بارد صيفا أن تكبر قليلا لألعب معها في حديقة البيت الخلفية في أرجوحة نغني معا أعلّمه االكلام بمقاطع وأجزاء من أغنية أو نشيد دارج يابط يابط أسبح بال بعد الأعادة تكرر- شط - فأفرح , أن أخرج بها الى الشارع بعربة جميلة أعرضها لشمسنا الغنية لتنشأ قوية البنيان, أعرّج في طريقي الى إحدى المنتزهات لأجلس أطعمها وجبة خفيفة , الشارع مبلط ونظيف , صناديق القمامة الملونة تنتشر الأشجار تظلل الممر كل شيء نظيف ,الناس مرتبون صديقتي خرجت بطفلتها التي تتعلم المشي على أرض مرصوفة وتحيطها من الجانبين أشجار صغيرة من الآس الزكي الرائحة , لقد كبرت طفلتي , هاهي تدرج الى الروضة ياإلهي ما أجمل رياض الأطفال أتمنى أن أعود طفلة لأستطيع اللعب في حدائق رياض الأطفال ,ما ألطف المربيات وهن يستقبلن أطفالنا حسنات المظهر يطعمنهم الحليب ويغيرن ملابسهم فأستلم طفلتي شبعانة نظيفة ضاحكة ,
أن تدخل المدرسة الأبتدائية , الصف لايزيد على العشرين تلميذا . المدرسة مزودة بكل وسائل التعليم الحديثة , المعلمون فرحون بوظائفهم ليس هناك من يتربص بهم , ملاعب كرة القدم والسلة , مكتبة فيها كتب للصغار تنمي فيهم حب القراءة , حينما تعود ابنتي من المدرسة يكون برفقتها أبن جارتنا ,عليهم أن يجمعوا تبرعات لأحدى المدارس في مدينة أفريقية يعاني طلابها من نقص في المعدات المدرسية , شيء جميل أن يتعلم صغارنا الشعور بالآخرين والأحساس بآلامهم .
أ ن تكبر لتدخل المدرسة المتوسطة تصبح صبية جميلة تكتسب سمرتها ورقتها من رقة وسمرة أرض الرافدين , سنناقش الأختصاص الذي ستتوجه اليه هو الموسيقى , لم تكن هذه رغبتنا ولكن مالعمل فهي قد تجد نفسها فيما تحبه
, ستنظم ابنتي الى جمعية الموسيقى والغناء في المدرسة , سيقدمون لاحقا معزوفاتهم في حفل المدرسة السنوي أمام مجلس الآباء والأمهات , ستبدأ تهتم بنفسها بزينتها هناك أحد في حياتها سنجلس معا نتناقش كعادتنا بوضوح وصراحة ونصائح هادئة سنرقبها عن كثب , سنعينها أن تتخطى مرحلة الخطر , ستنجح ,,ستكبر , ستتخرج , ستعمل , ستختار شريكها , ستسنده وستفكر بأن تمنح الحياة وليدا سعيدا وهكذا ستدور الحياة وستتكرر الأحلام وهي جميعها أحلام مشروعة هي أبسط ما يريده الأنسان

- دعوة للأهتمام بصحة الأم والجنين ثم الطفل .
- دعوة للأهتمام بالمسكن والملبس للطفل وتوفيره
- دعوة للأهتمام بالبيئة و تجميل المحيط الذي يعيش فيه الطفل
- دعوة للأهتمام بالتعليم والمعلم والمدرسة
- دعوة لتربية الطفل على حب الخير والشعور بالمسؤولية ومباديء حقوق الأنسان
- دعوة الى نبذ العنف المنزلي
- دعوة الى احترام عقلية الطفل
- دعوة الى عدم التمييز على أساس الجنس
- دعوة الى اشباع الحاجات الروحية وتنمية القابليات

دعوة الى الحكومة بتحقيق الأمن والأستقرار والألتفات الى أطفال العراق الذين يعانون الأمرين بسبب العنف وغياب الخدمات واليتم والتشرد والموت الذي يتصاعد بوتائر مخيفة ,
إننا الأمهات العراقيات الحالمات بغد أفضل نسلم أحلامنا هذه الى حكومتنا , الى القوى السياسية تتبناها تدرجها في سلّم أولوياتها وإلاّ لتبدد الحلم وضاعت ثروة بشرية كانت ستنمو وتزهر وتصنع عراقا جميلا سعيدا لامكان فيه لفقر أو جوع أو مرض .