| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سناء صالح

 

 

 

 

الأثنين 2/10/ 2006

 

كتابات أخرى للكاتبة على موقع الناس

 

حدث تحت قبّة مجلس النوّاب

 

سناء صالح /هولندا

منذ فترة طويلة كنت أريد الكتابة عن مجلس النوّاب وكنت في الحقيقة متردّدة ,الاّ أنّ ما حصل اليوم كان لي دافعا أن أكتب ,فقد استفزّني سيادة رئيس المجلس السيّد محمود المشهداني وسوف أتناول ماحدث بعد التطرّق الى ملاحظات عابرة سجّلتها أثناء متابعاتي لبعض جلسات مجلس النوّاب ,والتي قد تبدو للبعض لاتستحق الوقوف عندها الاّ أنني أراها مهمّة .

من ضمن ملاحظاتي هو ما يتعلّق بالسيّدات البرلمانيات (سأستعمل المفردة بديلا عن النائبات لأنّها لغويّا تعني المصائب وهذا لاينطبق على ممثلاتنا في المجلس ), فقد وجدت أنّ الغالبيّة العظمى جالسات كأنّهنّ خشب مسنّدة مستعدات فقط لرفع الأيدي تزيّن معا صمهنّ الحلي الذهبيّة الملفتة للنظر وكأنّهنّ يقلن (وأمّا بنعمة ربّك فحدّث ) وهذه نعمة من نعم كثيرة أسبغها عليهنّ صندوق الأقتراع , غير آبهات بمشاعر الأرامل وعوائل الشهداء ممن لم يحصلوا حتّى الان الاّ وعودا برّاقة وكلاما معسولا ذهب أدراج الرياح .

وثمّة ملاحظة أخرى وهي انّ احدى الأخوات في المجلس تمضغ العلكة دائما وبطريقة غير مقبولة والملفت للنظر أنّ المصوّر يركّز في اظهارها على الشاشة , وبماأنّ للبرلمان حرمته والبرلماني امرأة كان أم رجلا هو شخصيّة عامّة ينبغي الألتفات الى أدقّ التفاصيل حتى المظهر العام والسلوك وطريقة الحديث واستخدام المفردات والأمور الشخصيّة فالمسؤوليّة والشهرة لها ضريبتها ,على هذا الأساس أرى أن تقام دورات تدريبية في ادارة النقاش وفن الحوار , واللياقة والأتيكيت حتّى يظهر النائب بشكل مقبول  .

أعود الآن الى مادار في المجلس هذا اليوم المؤرّخ 2-10 2006 والى السيّد محمود المشهداني وطريقة ادارته للأجتماع حيث الهرج والمرج ويبدو المجلس كصف منفلت بحضور معلّّم مهزوز الشخصيّة يحاول السيطرة على التلاميذ بألفاظ فجّة مستخدما أسلوب التهديد والوعيد , وقد ذكّرني أسلوبه بالشبخ أو الملآّ في الكتاتيب قبل انتشار المدارس ,فقد زعق بوجه أحد النوّاب الذي طلب الحديث بعد انتهاء الموضوع بالتصويت عليه, بأن قال له بالنص (تره هسّة أجي أطلعك بيدي ) ساد الضحك من جهة ما فتشجّع السيّد رئيس المجلس فكرّر قوله ,أمّا نائبنا المسكين فقد أكل الأهانة وسكت , ماحدث للنائب أهانة ليس لشخص وأنّما هي موجّهة لمن يمثّلهم والذين يبلغون على ماأعتقد عشرات الالاف للنائب الواحد وعلى كلّ حال فما قاله السيّد المشهداني مرفوض وأستغرب موقف السادة النوّاب من عدم الردّعليه .

أمّا الأدهى من ذلك ما ردّ به على ميسون الدملوجي أثناء طرح قانون التضميد حيث طلب أن يطرح قبل البتّ به على الجهات المعنيّة بالشريعة الأسلاميّة وعدم تعارض القانون معها وهنا أضافت ميسون الدملوجي (وأن يعرض على فقهاء الديمقراطيّة )بالتأكيد لقد خانها التعبير وهي القادمة من عاصمة الضباب فما زالت لغتها ضعيفة وهي بالتأكيد تقصد أن لايؤثّر الدين سلبا على الديمقراطيّة وهنا انبرى السيّد المشهداني بالقول نصّا ((اذا كانت الديمقراطيّة تتعارض ويّة الدين فالديمقراطيّة بالحذاء )) وقد استخدم كلمة حذاء ولكن تعبيراته تؤكد أنّه يودّ أن يقول ( بالقندرة ) لأنّها تشفي غليله أكثر , علما أنّني لاأفهم ماعلاقة التضميد بالشريعة الأسلاميّة .

أن ما أقوله للسيّد المشهداني أنّ الديمقراطيّة هي التي جاءت بك الى هذا المكان ولو أنّها ديمقراطيّة شوهاءحيث المساومة والمحاصصة هي التي اختارتك لهذا المكان الذي أنت لست كفؤا له بكل المقاييس ,الديمقراطيّة التي تريد طردها ضحّى الالاف من خيرة نساء العراق ورجاله بأرواحهم من أجلها , وجيّشت الجيوش تحت شعار بسطها على بلاد الرافدين . أمّا مايثير عجبي واستغرابي أنّ كلّ التجاوزات جرت على مرأى ومسمع السادة والسيّدات من أعضاء مجلس النوّاب دون أن يحتجّوا ,والكارثة أنّ الأجتماع كان يعرض مباشرا من خلال الفضائيّات العراقيّة . ترى مارأي المواطن بما حدث وما يحدث في المجلس الموقّر وهل سيقتنع ويثق بممثّليه ؟ أم سينطوي ويشعر باليأس ويعتكف منتظرا الأنتخابات القادمة وعندها سيكون قد اتّخذ قرارا أن لامكان لمن باعه الكلام ,وسوف لايبقى في الوادي الاّ حجاره ..