| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سناء صالح

 

 

 

 

الجمعة 29/12/ 2006

 

 

مراجعات في أجندة -2006

سناء صالح / هولندا

في نهاية كل عام يختلي الأنسان بنفسه ليراجع خلال عام ما فعله وما حققه سواء كانت نجاحات أو اخفاقات ,ومراجعة الذات تنطلق عما رسمه كل واحد منّا من أهداف وما وضع من خطط تتناسب وأهدافه ويرسم أدوات للوصول الى خط النهاية وهذه الأدوات هي التي تحدد مواقف البشر ,فهذا عصامي مبدأي وذاك وصولي نهّاز للفرص ولايعني ذلك تصنيف الناس الى خيّر بالمطلق أو شريّرعلى نمط ماترسمه الأفلام العربية والهندية بل أنّ هناك مساحة من الرمادية في داخل كل واحد من بني البشر ,فالتاجر يقلب دفاتره من منطلق الربح والخسارة وكمية العملة التي استقرت في جيبه ,أما الفنان فيقف عند ابداعاته وما حقق من شهرة وتأثير في الناس والمجتمع, أمّا السياسي فمقياسه أيضا يعتمد على الربح والخسارة في صناديق الأقتراع, والكثير من سياسينا يفكرون بعقليّة التاجر لأن صناديق الأقتراع أتاحت للكثير منهم فرصا ذهبيّة, فالذي جاء ليطلب سلطة أصبح بقدرة الناخب يأمر وينهي ويبرز عضلاته أمام عباد الله الميتلين به وبأمثاله والمتورطين نتيجة غفلتهم وقلة تجربتهم بمعادن الناس ,أمّا طلاّب المال فقد فاضت جيوبهم بالحلال والحرام فتاجروا بالخيرات وأكلوا أموال الأيتام والأرامل من أبناء الشهداء وتناسوا الآية الكريمة التي تحرم أكل مال اليتيم وتشّبهه بآكل النار .

وأنا كأنسانة عادية راجعت حساباتي فوجدت أن ميزان خسارتي أرجح وأولها حرماني من أن أكحّل عيني بشمس العراق ولاأدري ان كان في العمر بقيّة , فالأيّام تتسلّل من بين أيدينا والشيب يغزو أرواحنا قبل مفارقنا وآخرها فقداني لأحبة وأصدقاء وخوف من الآت ومن خبر يهزّني فلم تعد لي طاقة للأحتمال .

ولو قلّبنا يوميات 2006 عراقيا فأنّّّّ أبرز الأحداث تشكيل حكومة عراقية منتخبة وكانت أولى الكوارث فبعد لت وعجن ووفود وأحزاب تجتمع وزيارات متبادلة وولائم يقيمها السياسيون يدعو أحدهما الآخر ويتبارون في عرض الأطباق المتنوعة حسب صاحب الدعوة وبعد الأنتهاء من التهام مالذّ وطاب وبطبيعة الحال على حساب ميزانية الدولة المنهوبة أساسا .يخرجون بكروش قد تهدلت ووجوه شبه نائمة نتيجة البطنة ليبشرونا بأن الحكومة ستتشكل وبعد شهور باض الديك بيضته وجاء رئيس للوزراء وباعنا كلاما وتمتم كعادته وسافر كثيرا منافسا رئيس دولتنا المتفائل أبدا ,وذهب رئيس وجاء آخر والحال باق على ماهو عليه أمّا السادة الوزراء فلم تسمع لهم صوت ولم تشهد لهم نشاط رغم أنهم في اجتماعهم مع دولة رئيس الوزراء قدموا تقاريرهم الخالية من أي نواقص فكلها ايجابيات وعلى سبيل المثال تقرير السيد وزير البلديات حيث صور همة ونشاط وزارته وكأنك تعيش في مدينة سياحية بنظافتها ورقيها كما لاتجد للفساد أثرا في عهده رغم أن الفساد ينخر في هذه الوزارة التي يتجلى لنا حقيقة عملها مانشاهده على الشاشة من تراكم القمامة وانتشار الذباب ونشوء بحيرات طبيعية من المياه الآسنة والبرك الملأى بجيف الحيوانات كالكلاب والقطط النافقة كبديل عن الأوز والبجع وهذا الحال ينطبق على بقية الوزارات كالكهرباء والعمل وغيرها ولم يحاول أحدهم أن ينتقد عمل وزارته أو يبين نواقصها من باب التواضع على الأقل وأن المعوقات هي موضوعية فقط الأرهاب والوضع الأمني أما الموظفين والبرامج ومحاربة الفساد فهي ناجحة مائة بالمائة وما اشكاوي التي يضج بها الشارع العراقي انما هي حسد من الذين لم يستطيعوا القفز الى كرسي الوزارة المصيبة الكبرى ان النجاحات لم تكن سوى مكتوبة على الورق ,أمّا الدفاع والداخلية .اللتان يدور لغط وشبهات حول أنشطة بعض وحداتها والأتهامات التي توجّه اليها في تورطها مع جهات ارهابية أو مليشيات تبث الرعب في قلوب المواطنين العزّل فأن مسكها لزمام الأمور واضح جدا من الجثث التي تلقى يوميا على قارعة الطريق عرضة لنهش الحيوانات السائبة لأيّام ,خاصة في الأحياء التي تكثر فيها عمليات القتل الطائفي وعدم التجرؤ من رفعها رغم مناشدة أهالي الضحايا المنكوبين مرتين ,أمّا من يرفعها فهم (الأمريكان الذين استفدمناهم لهذه المهمة ) والديل لاالواضح الآخر على قدرات وزارتينا الآنفة الذكر بدعة الخطف الجماعي وفي وضح النهار لأرقام تعدّ بالعشرات دون أن تحرك قواتنا( الباسلة ) ساكنا الاّ ماندر وبطريقة يغلب عليها الأستعراض .

ومن أبرز المجريات في العام المنصرم تشكيل مجلس النواب الذي علق عليه الشارع العراقي آمالاكبيرة في صيانة حقوق المواطن والدفاع عن مصالحه كيف لا وهو الذي تحدى الأرهاب وأعطى صوته لمن اعتقد أنّه يمثّله ,ومنذ الجلسة الأولى أخذ اليأس يتسرّب الى نفس العراقي فالآمال تبخرّت حينما اختير رئيس المجلس شخصيّة غير سويّة تستمتع بكيل السباب والكلمات البذيئة في حرم مجلس النواب والنكات التافهة التي تستهين بالعقلية العراقية كما لم يبرر أعضاء المجلس الثقة التي منحهم ايّاها العراقيون بغياباتهم المتكررة وخلو القاعة من الكثير من الأعضاء بدون مبرر رغم جريان رواتبهم واستفادتهم من مواقعهم باعتبارهم شخصيّات عامة ولكن حينما يتعلق الأمر بالمنافع الذاتية ترى المناقشات واكتظاظ القاعة أشبه بخلية نحل ,وآخر ماحدث هو أنّ نوابنا المؤمنين الورعين وهنا للمذكر والمؤنث استغلوا نفوذهم وأياديهم الممتدة في مزاحمة البسطاء من الناس الذين يرغبون بالتنفيس عن كربهم بالدعاء عند الكعبة ومناشدة رب العالمين في عودة الأمان بعد أن فشلت الحكومة الوطنية من توفيره لهم وقبلها الترسانة الأمريكية التي أسبغت الوعود في تقديم الديمفراطية للعراقيين دون جهد أوعناء كما تقدم وجبات الهمبرغر السريعة في مطاعم ماكدونالد الأمريكيّة . ترى ماذا سيكون دعاؤهم , هل طلب المغفرة عن الكذب الذي مارسوه للوصول الى هذا المركز الرفيع وعلى أكتاف الفقراء ودماء الشهداء !!أم أن يبقوا في مناصبهم لدورات قادمة على أن يضرب(بفتح الراء )على قلوب وعقول الناخبين ويزيدهم غفلة ليعيدوا انتخابهم ,على كل حال فاليوم هو القوف عند عرفة سيتسلق بعضهم الجبل ويبقى عند سفحه البعض الآخر والأثنان سيعودان مسبوقين بلقب حاج (للمؤنث والمذكر )ولهذا اللقب رهبته شئنا أم أبينا .

الأحداث كثيرة وأغلبها مأساوية وبما أنني لم أعتد على كتابة مطوّلات فهناك بصيص أمل لاح لي اليوم هو حلول يوم القصاص من طاغية جعل العراقيين شذر مذر شرب دماءهم فسح الطريق للمحتل بتدنيس أرض النخيل, شرّد أبناءه ألبس السواد نساءه ,أحبس أنفاسي لحين حلول لحظة القصاص الذي سيكون (غير عادل )لفداحة مارتكبه الجلاد فالعدالة الحقّة أن يشنق بعد د ضحا ياه (الملايين من أبنائنا ) وعلى كل حينما تحين لحظة وضع الرأس العفن في الغطاء الأسود أن يتلى القرار كالتالي : ليس فقط لقضية الدجيل وأنما للآلاف الشهداء من أبناء الشعب العراقي ضحايا الأنفال , ممن قضى في السجون وتحت التعذيب ,لمن مات كمدا و(هو أوهي)يبحث عن عزيز غاب أثره ,لمن هجّر أو أجبر على ترك وطنه فمات مقهورا مدفونا في أرض غريبة , أطفالنا الذين اغتيلت طفولتهم بسبب الحصار فقضوا لنقص الدواء والغذاء وتلوث بسلاح ملعون لم يستخدم (بضم الياء ) الا ّضد مواطنيه ,كل من لاحه ضيم أوامتهنت كرامته .
حين سماعي خبر نقل المجرم الى أيادي عراقيةتقاسمتني مشاعر متناقضة من الفرح والخوف وقلق يتسرب الى نفسي ماذا لو تمكن المجرم من الهرب , أحاول أن الغي هذه الفكرة المجنونة وألجأ الى أن الحكم سينفذ وعلي أن أكون أيجابية .

في أعدام صدام فأن العراق سيطوي صفحة سوداء من تاريخه المعاصر, لكن العظة أن تفتح صفحة جديدة لامكان فيها للعنف ولغة الحرب وامتهان حقوق الأنسان وأن يتدارك سياسيونا الفتنة التي تلتهم خيرة أبنائنا وأن يتعضوا مما حصل لصدام وأن لايأمنوا الأمريكان, فماذا فعلوا بصنيعتهم الذي استخدموه لتحقيق أهدافهم وهاهو يرمى الى سلة القاذورات وقد تبرأو منه ومن أفعاله .
في الختام أتمنى من كل قلبي أن نرمي السنة الماضية المثقلة بالهموم والآلآم وراء ظهورنا وأن نستقبل العام الجديد بقلوب يسودها التفاؤل وأن نوقد شمعة لأطفالنا ننير لهم الدرب ونصنع معا مستقبلا زاهرا لعراق السلام والأمان .