| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سناء صالح

 

 

 

 

الأحد 26/11/ 2006

 

 

 قراءة في نشرات الأخبار

 

 سناء صالح /هولندا

أحنّ الى أيّام كانت فيروز توقظنا من أحلامنا بصوتها الملائكيّ وتلوّن يومنا بالتفاؤل , فننطلق في عوالم من الأمل والطموح ,أحسد نفسي ومن هم مثلي ممن أتاحت لهم الحياة أن يستمتعوا بطفولتهم وجزء من شبابهم رغم بساطتها حيث الضحكة الصافية تنبعث من القلب ..أين نحن من أجيال العراقيين الذين ولدوا وترعرعوا أيّام الحروب ولم يسمعوا الاّ أزيز الطائرات ونحيب أرامل وثكالى وزعيق قائد موهوم بجنون العظمة ؟,صبّحهم ومسّاهم بخطبه وبأنصاف الشعراءوالمغنين الذين يدورون في فلكه ويسبّحون بحمده .
انتهى عهد الدكتاتور وقلنا حمدا لله فالآت أفضل وسنعوض أيّامنا السوداء العجاف ,وستعود البسمة وفيروز لتلون صباحاتنا بألوان الحقل الأخضر ورائحة الخبز الحار وسينصرف الناس الى شؤونهم مرتاحين فرحين لايعكر صفوهم رجل أمن أو كتّاب تقارير ,ولكن ما أردناه لم يحصل لقد سرقت أحلامنا البسيطة في الحياة الوادعة كبقية اليشر سرقها تجّار حرب وعبّاد سلطة ومصّاصي دماء ووحوش خرجت من مكامنها لتنشب أظفارها في أرض وشعب أصبح أمثولة للشعوب في معاناته .

الأحداث تترى والأوضاع تزداد تعقيدا ولا طوق نجاة أوسفينة تأتي لتنقذ مايمكن انقاذه فما يمكن أن يفهمه أبسط الناس ومن خلال قراءته للأحداث أننا نتجه صوب الهاوية فتعالوا نقرأ ماوراء الخبر .

- ماحدث لايمكن أن يكون الآ أحد أفلام الأكشن والأثارة في الأفلام الأمريكيّة موظفون ومراجعون ومستطرقون يتعرضون الى عمليّة خطف جماعي على أيدي مجموعة كبيرة من المسلحين بسيارات حكوميّة وزي رسمي , كيف استطاع هؤلاء اقتحام الحواجز المنصوبة من قبل الشرطة العراقية ليصلوا الى المكان ومما يثير التساؤل ألايوجد حرس لهذه الأماكن المهمة التي تعتبر النافذة التي يمكن أن تخرج العراق من دياجير الظلمة التي أغرقنا فيها الدكتاتور لتأتي الآن قوى ظلامية تحاول اكمال مابدأه , ثم تأتي الطامة الكبرى وهي عملية الشد والجذب بين الوزير ورئيس الوزراء بين المائة والخمسين والخمسة وعشرين ,والثالث أربعين ونحن نلتفت يمنة ويسرة ماهو الرقم الحقيقي ولماذا أحدهم يهوّل بأن المختطفين تعرضوا للتعذيب وقتل بعضهم والآخر يقلل من أهميّة الرفم والحدث وينفي تماما ماتعرضوا له وكيف توصلوا الى الخاطفين بهذه السرعة المذهلة ,ولم يصلوا مثلا ولحد الآن الى خاطفي مديراللجنة الأولمبية ومن معه وغيرهم ممن تعرضوا للأختطاف ,واذا كانوا يعرفون الخاطفين فلماذا لم يظهروهم على شاشات التلفزيون ليطمئن المواطن بأن وراءه حكومة تأخذ له حقّه وليكونوا عبرة لمن يحاول أن يروع الناس لاسيّما أنّ السيّد علي الدباغ قال بأن الخاطفين هم من المجرمين العاديين يعني لو صح ذلك فلا خوف من مغبة معاقبتهم فهم ليس من المليشيات التي يمكن أن تزعل وتحدث أزمة في الحكومة أو البرلمان ,ثمّة أمر مهمّ هو أن أهمية الموضوع لاتأتي من خلال رقم المخطوفين بل من الحدث نفسه ووقاحة المنفذين واستخفافهم بالحكومة العراقية , أن تعرض شخص واحد للأذى تتحمل دولته المسؤوليّة هذا بالنسبة للحكومات التي تحترم شعوبها والدليل مافعلته اسرائيل بالشعب اللبناني من أجل جندي أسير .أمّا موقف مجلس النواب الذي صمت اتجاه ماجرى فلم تصدر اية ردود فعل من السادة النوّاب والمسكين الوزير جاءهم طالبا العون منهم حيث عاد خائبا ولسان حاله يقول ( لاتطلب الحاجات الآّمن أهلها ) . أمّا السيد وزير الداخليّة والسيد مستشار الأمن القومي فقد اكتفيا بالتصريحات ولو أنّ لديهما أحساس بالمسؤوليّة لما تردّدا من تقديم استقالتهما وذلك أكرم لهما .

- من تداعيات الحدث اللقاء الصحفي للسيّد رئيس الوزراء مع أساتذة وطلبة جامعة بغداد وما يثير الفرحة أنّ طالبا وقف معبّرا عن هموم طلبة الجامعة واحتياجاتهم كالسكن والمنحة الدراسية مقدّما حلولا عمليّة لمشاكل طلاّب جامعة بغداد عاتبا في الوقت نفسه على الحكومة التي انتخبها الشعب فلم تلتفت اليه ولم تحسن وضعه , لقد فاقت فصاحة هذا الشاب كل المتحذلقين وكل واضعي البرامج والحلول اللامنطقية التي هي فخ لسحب المواطن وكسب صوته في الأنتخابات .
- من هنا ينبغي أن نعي لماذا يتجه الأرهابيون الى مؤسساتنا العلميّة ليبثوا الرعب في قلوب أبنائنا ليحجمواعن الذهاب الى المدرسة والجامعة لماذا يقتلون أساتذتنا وعلماءنا باختصار أنهم يخافون العلم والمتعلمين والعلماء فأنهم لاوجود لهم الآوسط الجهل والتخلف فتروج بضاعتهم الفاسدة لذا يبقون يحاولون ولكنهم في النهاية سيرتدّون على أعقابهم فهم الخاسرون وستعود جامعاتنا تزهو بشبابها وسينكب علماؤنا وأساتذتنا الأفاضل على بحوثهم ينفعون وطنهم والبشريّة متذكرين زملاء لهم استشهدوا على أيدي مجاميع الظلاميين الذين يريدون اطفاء نور العلم فلن يستطيعوا .تحيّة وحب لكل الشهداء في المؤسسات التعليمية في عراقنا الصابر .-

مازالت الأخبار تتناول بشاعة مايجري فالدم القاني يسحّ مدرارا في كل يوم مجزرة في الطريق الموصل الى الحلة ينصب الموت شباكه ليغتال مسافرين الى مدينة الديوانية وما أن نفيق من الصدمة حتى نصفع بصدمات أعنف وهاهي مدينة الصدر تودع أكثر من المئتين من أبنائها رصدتهم مفخخات ملعونة وفي يوم تال يأتي الرد في الهجوم على مساجد ويقتاد مصلّون الى أحدى الساحات العامة ليحرقوا بالبنزين على رؤوس الأشهاد ,أيّة ساديّة هذه وأيّة دمويّة ومن أيّ صنف من يمارس هذه الأعمال الأجراميّة التي تفوق التصور في الوقت الذي ما يزال السادة المسؤولون يبرّرون ويتمسّكون بمقاعدهم ، بئسا لهم! فالتاريخ سوف لاينسى هذه الحكومة الهزيلة التي تسيّرها أمّعات اختلست ألقابا وتخفّت بثياب من كل شكل ولون وتتحامى بمجموعات أجرامية ,أما آن لهم أن يخجلوا وأن يعترفوا بضعفهم وأن ينسحبوا وأن يتيحوا الفرصة لمن هو أقدر منهم ممن أحب ّالعراق دون أن يستخدم النعرة الطائفية أو القوميّة سلّما للوصول الى السلطة, لمن يؤمن بأن ّالدين للّه والوطن للجميع , ان شعبنا العراقي سوف لايسامح من أهدر دمه واستباح ثرواته وتلاعب بمقدّراته و الأيام ستكون شواهد .