| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سناء صالح

 

 

 

 

الجمعة 22 / 6 / 2007

 

 


صور محبطة عن العراق الجديد


سناء صالح /هولندا

الصورة الأولى : لقاء مع مسؤوول رفيع

لم تكن المرة الأولى التي التقي بها بالمسؤول الرفيع ولكنها ستكون الأخيرة , وانطباعاتي التي كنت قد شكلتها للمرة الأولى قد تعمقت وتأكدت في المرات القليلة التي كلفت باللقاء به مع بعض ممن يعملون في المجال الجمعي والديمقراطي في قضية محددة نموذج للموظف الكبير في العراق الجديد الذي يريد أن يقول أنا كل شيء وانتم لاتفهمون شيئا , انقضت السويعات التي طالت واستطالت بالنقاش العقيم المشحون بالتوتر , لحظتها كانت أمنيتي الوحيدة أن أخرج من المكان الذي كان في يوم ما كابوسا يطاردني في غربتي الممتدة لقد أمسك الماضي أي ماضي هذا المكان بتلابيبي وجعلني أختنق , وقتها كنت أصارع النفس في البقاء , كانت عيناي تطوفان في أعين من كنت معهم لعلنا نتخذ موقفا جماعيا ولكننا لم نفعل فحسابات أخرى جعلتنا ننتظر , كنت أتمنى أن أترك الجو العابق بالغرور والنهر والزجر والتبكيت و التعود على سماع تأمر سيدي ومولاي , كادت الدموع تنهمر من عيني أهذا هو آخر صبرنا وانتظارنا !! واستذ كرت أناسا ضحوا بنفوسهم وبمستقبلهم ليصنعوا غدا جديدا وهاهو الغد الجديد قد أقبل وبقيت العقليات كما هي والذي تغير الشعارات التي مازالت عبارات رنانة مسبوكة لاتمس الواقع بصلة , حينما غادرت المكان آليت على نفسي أن لاأعود اليه فأنا لست مضطرة لذلك , وأحسست بالألم على أبناء وطني المضطرين للعيش تحت ظل حكام يبيعونهم الآمال والأحلام بمعسول الكلام ومجلدات من البرامج الطموحة لم تفتح أغلفتها .

الصورة الثانية أطفال العراق (فضيحة دار القسوة )
صور لأجساد ناحلة عارية تنتشر على أرضيات منها مربوط الى أسرة نظيفة جديدة , علامات الجوع والمرض والهزال بادية على وجوههم , تذكرت أننا وقبل سنوات خاطبنا كجمعية نسائية في هولندا اليونيسيف ومؤسسات تهتم بالأطفال في الدول الفقيرة توفر لهم الماء الصالح للشرب والملبس والدواء وتعلن عن تبني أطفال من تلك الدول بدفع مصاريف المدرسة والعلاج وتأمين مستلزماتهم وتأهيلهم , أو قيام المدارس بتبني مدارس مثيلة من الدول الفقيرة وجمع التبرعات والأعانات لهم خاطبناهم بدعم ومساعدة أطفال العراق الذين كانوا يعانون من سوء التغذية والأمراض المستعصية ونقص الخدمات والرعاية الطبية ,كان ذلك أيام الحصار جاءتنا الأجابات بأن العراق بلد غني بثرواته لذا فلاتوجد برامج له وليس من الدول المحسوبة على البلدان الفقيرة يومها كنا نعلل الروح بالتغيير الذي لابد أن يكون أيجابيا وان هي الآ سنوات عجاف ستمضي وتلحقها سنون خصب سمان للناس وسيكون للطفل القدح المعلّى وسنمسح دموع أيتامنا من أبناء الشهداء وضحايا الحروب وسنبني مدارس على غرار بلدان عشنا فيها وس...وس.. ولم ندرك يوم كنا نحلم في يقظتنا ونسطره في برامجنا أن السين التي ترتبط بالفعل المضارع تفيد التسويف والتسويف قد يكون غدا ولربما يمتد سنينا طويلة لانشهدها والسين التي انتظرناها في ( سيسقط النظام ) والمراد به البائد قد تحققت باهتة لاطعم لها ولا رائحة لم نجن ثمارها , لقد طرحت ثمارا فجة مرة المذاق تركت طعما كالعلقم , فها هي زهوة النصر جيوش الأيتام والأرامل تتضاعف . تجار بملابس الورع والتقوى والخواتم الملونة ,زبانية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , جحافل من الحماية تحيط بسياسيين تسلقوا في غفلة من الزمن راتب الواحد منهم يستر عورات أيتامنا التي تتسابق الصحف والمحطات في نشرها كسبق صحفي .

أين الشرف المضاع يارجال الأمتين العربية والأسلامية يامن تتباكون على العروبة والدين المضيّع . أين أنتم ياحماة الفضيلة !! يامن تطالبون بستر عورات العنز والبقر الآيضيركم عري أبناء جلدتكم , أين المتباكون على هضيمة آل البيت وأيتام الحسين الدافعون بالبسطاء الى شق الجيوب ولطم الصدور وأيقاء النذور اليس هؤلاء من أمة جد الحسين , أين الزكاة والصدقات أين الدستور الذي جاهد الكثيرون على صياغته وفق الشريعة ماذا يقال عن اليتيم وحقوقه , أين دعاة حقوق الأنسان والموقعون على وثائق دولية تحمي حقوق الطفل , أين هي المنظمات الأنسانية والنسائية ومنظمات المجتمع المدني ألا تضطلع بمهماتها , أين نوابنا من كل القوائم بلا استثناء التي لايشغلها منذ اليوم الأول سوى مصالحها الخاصة وحيرتها في من يكون رئيسها , أين حكومتنا الموقرة من كل ما يحدث والسادة الوزراء المعنيين بالأمر فما رأيناه وماوصل هو غيض من فيض , ولربما سيتجرأ أحد المسؤولين من خلال وسائل الأعلام لايرف له جفن فينفي ما رأيناه ماهو إلاّ فلم مفبرك من جهة حاقدة على العراق الديمقراطي أو إذا ما جوبه بالدليل ماهي الاّ حالة فردية .

إضافة : بعد انتهائي من كتابة موضوعي أول أمس وعدم أرساله وقتها حدث يالأمس إذ التقت احدى القنوات بالسيد وزير الشؤون الأجتماغية الذي أدان القناة بوقوفها الى صف الأعداء ( الأمريكان ) وإلا كيف يصلون الموقع مابعد منتصف الليل , إضافة الى استهجانه من تسمية شديدي العوق بالأيتام وهم ليسوا كذلك وإن مؤسسات الأيتام ودور العجزة لهي في وضع ممتاز وقد وجه سيادته دعوة الى المذيع لزيارة هذه الدور وبرر عري الأطفال وارتماؤهم على الأرضيات بسبب انقطاع التيار الكهربائي وأنا بدوري أود مناقشة السيد الوزير بما يلي
- إذا كان الأمريكان أعداء للعراق فلماذا تطلب الحكومة منهم إطالة أمد الأحتلال والوزير واحد منها ,ويبدو أن الوزراء كل في واد إذ أثناء متابعتي للحديث مع سعادة الوزير كنت أقرأ الشريط الأخباري أسفل تالشاشة يتصريح لوزير آخر وهو شيروان الوائلي يطالب بأطالة عمر الأحتلال في العراق
- أما أنه استهجن تسميتهم بالأيتام وهم أطفال شديدو العوق وقد رماهم آباؤهم لعدم قدرتهم على العناية بهم فما الفرق وهل سيغير شيئا من الموضوع وهو الأهمال وانعدام الضمير أم أنه يقصد ان حالتهم لاتوجد لها عقوبة في الشريعة الأسلامية أي نصا واضحا في القرآن الكريم كما هو موجود في الآية الكريمة (أما اليتيم فلا تقهر ) يحاول أن يتملص من العقاب الألهي بتغيير التسمية .
- أما التبرير بانقطاع التيار الكهربائي وتمدد الأطفال على الأرض عراة من شدة الحر فهذا ممكن إذا كان هذا المنظر ضمن عائلة فقيرة من ضمن العوائل التي تعيش تحت خط الفقر ولكن الحديث هنا عن مؤسسة ضمن دولة أي ينبغي أن تعامل كباقي المؤسسات فهل يعاني السيد السفير من هذه المشكلة و هل يعاني أولاده من الحر بحيث يترامون على الأرضية الأسمنتية كما وضحت لنا الصورة .
- بصدد الدعوة الى زيارة المواقع المرتبطة بالوزارة من دور عجزة وأيتام فهي قضية شلئعة فحينما يقدم مفتش أو زائر تكنس الأرض وتوضع أصص الزهور على الجانبين ويواجهه موظفون عطوفون مبتسمون يفيضون رقة وحنانا وكنت ستجد نفس الشيء في هذه الدار التي يدور الحديث حولها لو بلّغوا (بضم الباء ) بالزيارة قبل وقت مناسب ولكن الحظ والنصيب والخبثاء الأمريكان فوتوا الفرصة على من يدير المؤسسة لكي تأخذ وسام الحنان !!
- ختاما لم لايتحمل المسؤولون النقد ولم يحاول وزيرنا أن يعترف بوجود الفساد والأهمال في مؤسسه ولو عن طريق المجاملة وحتى موقف السيد المالكي في اعتقال الموظفين الموجودين وقت التفتيش وهي بادرة جيدةلم يكن السيد الوزير راضيا عنه هذا ما استشفيته من لهجته أثناء الحديث التلفوني .

أما بالنسبة للأمريكان وطيبتهم وأنسانيتهم فهي لتحسين الصورة أمام المجتمع العراقي والدولي وليقولوا ما فيش حد أحسن من حد لأن الصور للأطفال العرايا تعيد الى الأذهان صور السجناء العراة في فضيحة سجن أبو غريب هذا ما تشكل لدي من انطباع لحظة رؤية الصور .