| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سناء صالح

 

 

 

الأربعاء 18 /11/ 2009



 مهزلة (سوق الهرج) أو ما يسمى بمجلس النواب

سناء صالح /هولندا

منذ فترة طويلة كنت قد آليت على نفسي أن لا أتابع ما يعرض في القنوات من اجتماعات ما يسمى بمجلس النواب واكتفى بقراءة ومتابعة ما يكتبه الأخوة الكتاب وردود أفعالهم عن القرارات التي تخرج من تحت قبته, فيمتلئ قلبي غيضا وحزنا وأسفا ويزداد شعوري بالإحباط والخجل والخوف .
بالأمس القريب والجميع متلهف لما سيتمخض عنه الاجتماع الحاسم نقضت عهدي وتابعت وياليتني لم أتابع ,هرج ومرج يذكرني بسوق الجمعة (سوق الهرج) وسوق الصفافير ويذكرني أيضا بصف يقوده معلم ضعيف وطلبة مشاغبين .

اجتماعات ولغط ولقاءات تلفزيونية أيام طويلة بين الشد والجذب وحركات كانت جميعها عبارة عن مسرحية كوميدية فاشلة أقطابها الكتل التي نسميها كبيرة (عشتو!!!)حسمت بكلمة ضجر ونفس أمريكي متأفف. فما كان من السيد نائب رئيس البرلمان إلا أن يخبن الموضوع ويجمع الأوراق بلهوجة كالعادة وعصبية ناجمة عن خوف فعصا الأمريكي تلهب الظهر.

لم أكن أتوقع غير هذه النتائج وأعجب لمن يتوقع غير ذلك (فالإناء لا ينضح إلا بما فيه )(والفأرلا يلد إلا فأرا ) فمجلس كهذا تسيطر عليه عقليات متشبثة بالعنصرية والطائفية ويضم في جنباته إمعات ليس في جعبتها ما تقدمه من خدمات ولم تجيء إلا لتحصد مصالح وتنتفخ غنى وتزهو بلقب يرافقها وعوائلها بقية حياتها (لقب برلماني) أو( سيادة النائب )!! تتجول في أنحاء العالم بجواز سفر سحري يفتح الحدود العصية الموصدة أمام أبناء الشعب العراقي المتهمين دوما بعراقيتهم نواب وأسماء (حاشا القلة القليلة والنادرة والتي لا تتجاوز أصابع اليد) قذف بها الزمن الرديء وسوء حظ الشعب العراقي المبتلى .

أستمع الى المناقشات وطريقة إدارة الجلسة ومستوى خطاب السيد نائب رئيس البرلمان وهو يطلب من الأعضاء الإنصات يناديهم بأسمائهم وكأنما يخاطب أطفالا مشاغبين. وتلحظ التمييز الواضح في صوته وردود أفعاله دون حيادية. أما غالبية السيدات والسادة من أعضاء الكتل النيابية المصطلح عليها (بالكبرى) فيتجولون قي القاعة يمطون أرجلهم أو يتحدثون بالتلفون أو فيما بينهم وكأنهم في سوق شعبية وليس ذلك غريبا فالمكان مكانهم على رأي الأغنية العراقية المعروفة (بويتنا ونلعب بيه شلها غرض بينا الناس ) .
صراع ومشادات بين أعضاء اللجنة القانونية نقلها التلفزيون بقصد أو بدونه حول من يقرأ الفقرات (المشادة بين السيدة عضو اللجنة القانونية وسليم الجبوري)

كل ذلك عزيزي القارئ يجعلني أشمئز, أخفي وجهي خجلا ممن انتخبهم الشارع العراقي وأعطاهم صلاحيات الحديث باسمه وتقرير مصيره .

أتمنى في الختام أن يكون شعبنا قد وعى الدرس وميّز بين الحقيقي والدجال وأن يقرأ البرامج ويفهم ما بين السطور ثم بعد ذلك يعطي صوته لمن يستحق! من يحب الوطن ! لمن لديه الشعور العالي بالمسؤولية , للأيادي النظيفة التي لم تتلوث بالمال الحرام والدم ومن يدري فالأيام القادمة ستنبئنا عن مستقبل العراق لفترة انتخابية قادمة وأما أن تصيب أو أن تخيب.




 

free web counter