| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سناء صالح

 

 

 

 

الأحد 17/9/ 2006

 

كتابات أخرى للكاتبة على موقع الناس



نساء أحببن الوطن

 

سناء صالح /هولندا

من سأكتب عنهنّ عراقيّات حملن هموم الوطن ووهبن كل ما لديهن,عملن بمثابرة وهمّة عالية في سبيل الأرتقاء بمكانة المرأة والدفاع عن حقوقها وايجاد موطيء قدم لها في المجتمع الذي تشكّل نصفه.

من سأتوقّف عند سيرهنّ لم تكن لتضحياتهنّ حدود ربطتني بهن صلة من أشرف الصلات, جمعتني بهنّ أهداف وآمالبمستقبل مشرق لعراق يكون للمرأةالدور المتميّز,لقد جمعتنا رابطة المرأة العراقيّة.ومجالات أخرى .

فريال الأسدي :

شابّة من مدينة النخيل البصرة حين تعرّفت عليها لم تكن تتجاوز العشرين ربيعا طالبة في كليّة الهندسةمن عائلة ميسورة الحال,كان المستقبل يفتح ذراعيه لها فهي تمتلك كلّ مقوّمات الحياة الناعمة الّتي تصبو اليها الكثيرات في مثل سنّها .لم يغرها ذلك ولم يفت من عزمها رفض والدها تدخلها في السياسة شأنه شأن أيّ أب يخاف على أولاده من اقتحام عالم السياسة في بلد محكوم بالحديد والنّار .
كانت فريال شعلة متّقدة من الحماس ,شخصيّة قويّة ,طموحة ,مؤثّرة متواضعة أسهمت بأعادة تنظيم رابطة المرأة العراقيّة في البصرة في مطلع السبعينات ,رفدت الرابطة بالكثير من العناصر الشابّة اللواتي أصبحن كوادر اعتمد عليهنّ العمل الديمقراطي ,ناكرة للذات أغاضت الأعداء من أزلام النظام .لم يثنها قيظ تمّوز اللاهب من مزاولة نشاطها وحين تجميد الرابطة أصبحت عضو المكتب النسائي الذي تبنى العمل الديمقراطي النسوي حتى الهجمة الشرسة أواخر 1978.لم تكتف فريال بالعمل النسوي بل أسهمت في المعترك النضالي في كل المجالات وتفوّقت فمن لايعرفها ؟ عملت بدأب مع رفيقات دربها .
آخر مرّة رأيتها شتاء 1979 كانت حاملا بأبنها زاهر زارتني في بيتي قالت لي وهي تودعني ((سأسمّي ابني زاهر ,لأنّ المستقبل الزاهر للعراق هو الذي سيكون رغم أنف الأعداء )). استشهدت فريال وزوجها تاركين ولديهما .

أحبّت فريال وطنها وبصرتها ,فاسترخصت حياتها ألم يكن من حقّها على الوطن أن يطلق اسمها على أحد الشوارع التي كانت تحمل خطواتها الواثقة ,وهذا أقل واجب تجاه الشهيدة فريال .

موناليزا أمين ( أنسام ) :

موناليزا هذه الشخصية الفريدة في مزاياها من يعرفها يحبّهامتواضعة ,طيّبة كريمة النفس عيناها تشعّان فطنة وذكاء وتنمّان عن شخصيّة فريدة لم يثنها المرض من أن تكون كتلة نشاط يخيف جلاوزة الأمن ,عرفتها شوارع الناصرية والبيوت الفقيرة والريف المحيط , حيث كانت تمارس نشاطها النسوي ,كانت موناليزا شخصية لها حضور قوي ومؤثّر في مختلف الأوساط فكسبت المثقفات ,واقتنعت بها نساء الريف ,استطاعت مع مجموعة من نساء الناصرية من اعادة العمل الرابطي ,كما كانت احدى المؤسسات للجنة الرابطة للمنطقة الجنوبية التي كانت تضم المحافضات (البصرة- الناصرية –العمارة ).كان لها دور في تزويد الرابطة بدراسات حول المرأة الريفيّة في اطارالتحضير للمؤتمر الدولي للنساء في 1975 (السنة الدوليّة للمرأة )حضرت اجتماعات اللجنة العليا للرابطة حتى تجميد الرابطة وبعدها قادت المكتب النسوي الذي تشكل كبديل عن الرابطة آنذاك .
في المنفى تراسلنا ,تحدثنا كثيرا كانت رسائلها تشيع فيّ أملا كاد يتبدّ د في ظلمة الغربة اللعينة , من كردستان كانت تصلني أخبارها ومآثرها ,وحينما استشهدت ,سقت بدمها الطاهر الأرض نبتت زهرة بريّة تفوح بعطر سيرتها .

موناليزا كانت معلّمة قيل أن تغادر وطنها أليس من باب الوفاء أن تسمّى تلك المدرسة باسمها لتكون قدوة للبنات الصغيرات الحالمات بغد أفضل .
 


ان السجلّ يزخر بأسماء مناضلات طرّزن بمآثرهن سماء الوطن ,وهذه بداية أرجو من أخواتي وأخواني استذكار النماذج الرائعة لتكون مثالا حيا للأجيال التي لم تتعرف على صفحات مشرقةمن تاريخ المرأة العراقيّة .