| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سناء صالح

 

 

 

 

الثلاثاء 10/10/ 2006

 

كتابات أخرى للكاتبة على موقع الناس

 

المرأة المسلمة في الأعلام الغربي هولندا نموذجا

 

سناء صالح /هولندا

قرأت مقالة لأحدى الباحثات العراقيّات عن صورة المرأة المسلمة كما يصوّرها الأعلام الهولندي بأنّها صورة مشوّهة , اودّ أن أشير الى أنّ هذه النظرة ليست خاصّة بالهولنديين وانّما هي نظرة المجتمع الأوروبي للمرأة المسلمة وبشكل خاص المرأة العربيّة .

انّ أحداث الحادي عشر من أيلول كانت منعطفا خطيرا عمّق الهوّة بين المسلمين وغيرهم وأصبحت النظرة الى المسلم على أنّه مشروع ارهابي خاصة في الأيام الأولى من الأحداث وقد أحس ّبهذا العرب والمسلمون المقيمون في الولايات المتحدة وأوروبا اذ تصاعدت العنصريّة ,وكانت كردة فعل عنيفة لما جرى لذا ظهرت موجة من الكره والعداء للأسلام تجلّى بشكل سخرية أو اهانات موجهة ضد رموز الأسلام أوعلى شاكلة ما صرّحت به الصوماليّة الأصل أيان هيرشي علي ,أو فيلم فان خوخ الذي قتل العام الماضي .

ان ّالتصدّي لظاهرة تشويه صورة المرأة في الأعلام يعتمد على الرد الصريح والمباشر وتوضيح مواضع اللبس بشكل علمي وهاديء على سبيل المثال في مايتعلّق بتوزيع الأرث أو شهادة أمرأتين مقابل رجل أو حقّ الرجل في الزواج من أربعة ,لأنّ هذه أهمّ المسائل التي نسأل عنها كمسلمين وتثير فضولهم كأوربيين ,ومثل هذه الأمور يتولاّها أئمّة المساجد وذوي العلم والمطّلعون ,هذا من جهة ومن جهة أخرىفي حالة الأساءة ينبغي الأستعانة بوسائل الأعلام بكافة أشكالها في الرد على المسيئين فمثلا لم يتم الرد على هيرشي علي من خلال وسائل الأعلام بل وجّهوا لها رسائل تهديد وهنا استطاعت أن تحقّق ماتريد من شهرة أوصلتها الى عضويّة البرلمان كما كسبت تعاطف الشارع الهولندي الذي رأى أنّ هجومها على الأسلام أمر سيء لكنّه لايمكن أن يؤدي الى القتل .وزاد الطين بلّة مقتل المخرج فان خوخ حيث ثبّت عند الكثير من الهولنديين صحّة ماتنشره وسائل الأعلام المعادية للأسلام ومنها مايخص الموقف من المرأة .

انّ تحسين صورة المرأة المسلمة يقع على عاتق النساء أنفسهنّ وان جزء من المسؤوليّة تتحمّلها, فهناك عدد لايستهان به من النساء ليس لديهنّ الرغبة في تعلّم اللغة أو العمل والأندماج في المجتمع و هناك الكثيرات المقيمات لسنوات طويلة من الجاليات الأسلاميّة يعتمدن على أبنائهن في ترجمة أبسط المفردات , كما أن نسبة البطالة بين النساء المهاجرات واللاجئات عالية جدا , وجزء من المسؤولية تتحملها النساء خاصة في عدم الأقبال على تعلم اللغة مما يضعف فرصة الحصول على عمل مناسب .
وتتحمل المنظمات والجمعيات النسويّة مسؤوليّة اعطاء صورة جيّدة عن المرأة بحيث تدحض مايقال عن ضعفها وتبعيّتها وتبرز من خلال أنشطتها امكانيات النساء وقدراتهن.
كلمة حقّ لابدّ أن تقال فانّ المجالس البلديّة والكثير من المؤسسات وصناديق الدعم الهولنديّة تهتم بالمرأة وتضع برامج لتحسين أوضاعها كما ترصد مبالغ من أجل تطوير امكانياتها وتأهيلها وتعريفها بقوانين البلد وتزويدها بالمعلومات وذلك من خلال الجمعيّات والمؤسسات المختلفة .
في الختام أود الأشارة الى أنّ الكثير من الهولنديين أشخاصا وأحزاب يقفون الى جانب الشعوب في نصرة قضاياهم العادلة ولا ننسى مشاركتهم في التظاهرات لنصرة الشعب العراقي ضد الدكتاتوريّة والحرب ,حيث شارك الالآف منهم ,وهذا يعطينا مثلا على أنّ الشعوب مهما تنوعت أديانها وألوانها يوحدها الأنتماء للأنسانية .