| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سناء صالح

 

 

 

 

الأربعاء 10/1/ 2007

 

 

من المستفيد من تشويه الحقائق التاريخيّة


سناء صالح /هولندا

نسمع يوميا بمفردة المصالحة التي أصبحت من كثرة تكرارها وترديدها مثارا للسخرية المرّة ولعلنا شبعنا مؤتمرات ولقاءات ثنائية ولقاءات أحزاب وتيارات وقوائم ,وفي نفس الوقت تتكاثر الجثث التي يصطلح عليها أعلاميا الشهداء المغدورين وهم دائما ضحايا العنف الطائفي .

ان المصالحة الحقة هي أن تحاور الآخر وتتفهمه أن تعطيه مكانته باعتباره شريكا في العمليّة السياسية أن تحترم رأيه , أن تتصارح معه , أن لاتغمطه حقّه حتّى وان كنت لاتتفق معه أيديولوجيا .

الملفت للنظر محاولة بعض الساسة العراقيين تجاهل دور الحزب في نضاله ضد الأنظمة التي أساءت للشعب العراقي وأذاقته المر علما بأنّ الحزب الشيوعي العراقي يعتبر في طليعة الأحزاب الوطنية في دعم الحركة الجماهيرية من نقابات ومنظمات نسائية وطلاّبية و شبابيّة وفي دعم نضال الحركة الوطنية العراقية الفتية آنذاك ومقولة الخالد فهد ( قووا تنظيم الحركة الوطنية) , في تضحياته أذ قدّم خيرة قياداته و كوادره و أعضائه شهداء في سبيل الوطن الحر فمن ينكر أعتلاء فهد ,حازم ,صارم المشنقة في سبيل استقلال العراق , من ينكر بيان رقم 13 الذي استباح دم الشيوعيين العراقيين ووحشية ودموية انقلاب شباط الأسود ,من ينكر الشيوعيين وتعذيبهم والأغتيالات التي نفذها أزلام صدّام حتى خلال تحالف 1973 ,من يستطيع أن ينكر أن النظام الدكتاتوري في هجمته الشرسة في 1979 حيث أصدر قانون الأعدام بحق الشيوعيين العراقيين وأعضاء حزب الدعوة ,
من يستطيع أن ينكر موقف الحزب وتحذيره من التدخل الأمريكي والنتائج الكارثية التي ستخلفها الحرب والآن هاهي النتائج وقد صدق الحزب الشيوعي العراقي في تحليلاته .
لست بمعرض الحديث عن الدور التاريخي للحزب الشيوعي العراقي لأن الحديث سيطول ويحتاج الى الكثير من الصفحات والمجلدات ولكن ما استفزّني حقا وأوجعني هو أنّ بعض الساسة العراقيين يحاولون أغفال دور الحزب ويذكرون أسماء وأحزاب وشخصيّات لابأس من ذكرها ولكنها لاتصل الى مستوى ما تركه الحزب الشيوعي العراقي من أثر على الساحة السياسية العراقية .
أنّ التعمد في عدم ذكر دور الشيوعيين العراقيين خاصة في الحقب التي يتردد ذكرها وللحزب الشيوعي العراقي الدور البارز فيها تعني محاولة تهميش لدور الحزب وتزوير الحقائق والأمثلة كثيرة ففي اليوم الأول لأنعقاد البرلمان العراقي وقفوا حدادا على أرواح الشهداء واستذكروهم ولم يذكروا الشهيد ( وضّاح عبد الأمير) عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي رغم كونه عضو المجلس الوطني المؤقت وقتل وهو مازال عضوا ,اليس من الأجدر تكريمه بوقفة الحداد !

ذكر السيد الجعفري أيّام كان رئيسا للوزراء وعلى ما أعتقد مناسبة تولّيه المنصب أثناء تناوله لتاريخ العراق والتضحيات التي قدمها الشعب العراقي حيث تجاهل بشكل متعمد شهداء الحزب الشيوعي العراقي حيث بدأ بأحداث الموصل واستذكر أسماء لادور لها في العملية السياسية وتخطّى شهداء الحزب ما قبل وما بعد وأثناءانقلاب 1963وقد دلل السيد الجعفري على على جهله بتاريخ العراق الحديث بتخبطه في سرد وقائع ونتف من التاريخ ,ولم يكن السيد رئيس الجمهورية ولا السيد رئيس الوزراء الحالي أفضل منه .
في برنامج سياسي على االفضائية العراقيّة مع السيد مثال الآلوسي وأحد السياسيين من جبهة التوافق حول تداعيات أعدام الطاغية تحدث الآلوسي عن معاناة ومظلومية الشعب العراقي في السبعينات وتطرق الى الأحزاب التي تضررت ومنها حزب الدعوة والحزب الأسلامي العراقي والمجلس الأعلى للثورة الأسلامية وعلى حد علمي بأن المجلس الأعلى تأسس في الخارج وفي الثمانينات ولم يذكر اسم الحزب الشيوعي العراقي ولا أدري بذكره للمجلس الأعلى يريد محاباتهم باعتبارهم حكومة وليدلل بأنّه غير طائفي !!.
في طرحي لموضوعة كهذه نابع عن خشيتي في أن يستمر كتّّاب التاريخ في تزوير الحقائق كما هو على مرّ العصور وأن تعطى صورة مشوّهة عن تاريخ شعب عمّد بالدم والشيوعيون العراقيون هم جزء من هذا التاريخ وأن يخلع البطولات على من انتهز الفرصة ليصنع له أمجادا ليست له ويبيّض صفحته .
أن ّالموضوعيّة في طرح الحدث التاريخي مهمة جدا ,أمّا التقييم لأداء من ساهم في صنع الحدث يبقى من وجهة نظر المتحدّث وله الحق في اعطاء رأيه وتقييماته فعلى سبيل المثال ما طرحه مثال الآلوسي أذ بأمكانه أن يبدي وجهة نظره في موقف الشيوعيين وسياستهم حسب رؤيته انما لزاما عليه ان ذكر المرحلة أن يذكرهم أن يذكر الشهداء من الشيوعيين الذين هم بالأساس شاء أم أبى عراقيين ومن مختلف القوميات والأديان أو ( لاأدري قد لايعتبرهم عراقيين) سواء أحبّهم أم كرههم .
ان مثل هذه التصرفات انّما تخلق توترا وشعورا بالغبن من قبل الآلاف من عوائل الشهداء العراقيين وتنعكس سلبا في الوقت ذاته على العمليّة السياسية التي يراد لها النجاح من خلال حشد جميع الطاقات ,ليس من الضروري أن نتطابق في وجهات النظر والمواقف ولكن من الأهمية بمكان أن نجد خيطا يصلنا ببعضنا لنصل بوطننا الى بر الأمان وهذا لايكون الاّ اذا قبل أحدنا الآخر دون استحواذ أو تهميش أو سرقة للتاريخ .