قراءة سريعة في قصيدة ~ خفايا مجنونة ~ للشاعر حسون جهور , المنشورة في موقع الحوار المتمدن
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=289419
"شئ من الرؤى المتواضعة لحروف شاعر"
سندس سالم النجار *
(امرأة الاحلام )
أِمرأة الاحلام التي وقف الشاعر على اعلى درجة لسلم شخصيتها ، واصفا اياها تاريخها ، جغرافيتها ، عقلها ، روحها ، غنجها ، كبرياؤها ، طموحها وما الى ذلك من خصالها الروحية والنفسية والظاهرية ، اتفقْ هنا معه بحكمه الواقعي والدقيق ، وأُضيفُ :
ان هذا النوع من النساء اعتبره انا ، فصلا خامسا لفصول العام ،، تجدُ فيه الشمس ساطعة مدار اليوم ، والقمر هلال مدار الشهر ، رغم الكسوف والخسوف التي تقف حائلا مرعبا ً لاكتساح بهائه وذبحه على مقاصل الاعراف والتاريخ المشؤوم !
تجدُ في هذا النوع ، الوان قوس قزح وعطورا وانغاما وشلالات متدفقة من الحب الطهور كالطفولة الغامرة بالفرحة الثرّة ما ان يجتاح كياناً بدغدغات وضحكات تارة ،
وتارة اخرى ، بدموع ملونة وشرارات مذرذرة ...
تسعى هنا المرأة ، لتنير كونَها بشتيت القناديل رغم كل شئ ،كالجنّية التي تكافح لاستجماع بهاء القمر ووميض النجيمات ، وحينما تقترب ساعة الصفر تلقاها عازفة في
مذبح معبد ، قد تصنع من الالم امل ...!
تجدها تنتظر طراوة اللقاء ونقاءه من زمن ضاع وتبدد ،
لكنها واقفة جذلى ، زاهدة ، شامخة في حديقتها الملئى بالمفاتن والزهور والفراشات والاطيار الملونة تحنو الخُطا لعلها لا تبقى خلف الابواب الموصدة . ..
كلمات الشاعر :
تتعزز فيها الدلالة الرمزية وتتجمع في علاقة حميمة وقوية تحمل دفء نيسان وانفاسه الغرّة . ولو تكن ، تلك الدلالة ، برمزيتها وبريقها ، جوهرية ، لاضحتْ طفلا يتعانق مع امه بعد طول انتظار ، في عرس من اعراس الربيع حيث تتناثر النجوم وخيوط الدجى مفاتنا وافراحا ....
العنوان ( خفايا مجنونة ) :
فيما يتراءى لي ، التناقض واضح بين الفكرة المتمثلة ب ( الجنون ) والواقع القائم فوق ادراج القصيدة وفي دهاليزها وبين السطور ، البعيدة والقريبة منها المتمثلة ( بالجنون العاقل ) .
كما اراها في بعضٍ من الصور الشعرية ، قام الشاعر بصياغتها ببراعة وصدق الاحساس مغلِفا اياها بالجمالية الخلابة للسهل الممتنع يحمل بين ثنايا احشائه شعلة ملتهبة قد تحرق الواقع واهله ، وقد تطهره من كل عناصر الخيبة والظلم والالم والاقصاء والقيود العرفية .. .
تارة ، ارى الشاعر عليلٌ ، محموم ، ملتهب الروح والحواس ، يصر الاّ ، ان يقطف الندى من بشائرالفجر ..
واراه اخيرا ~ يبدي عناده للاختيار ، اختيارُ سعادته اختياراً .
ويكافح جهده ساعيا، قد يجد منقِذا او مهربا من التقليد البائس والواقع المر الذي كاد يخنق انفاسه النبيلة ، وهو يبرز حاجته الماسّة الى زاد ٍ روحي ٍّ قد يشبع به واحات ذاته الخضراء اليابسة لحب كهنوتي لا يجده الا على جدران الكنائس وفي اروقة المعابد ، وهناك يتامل الطبيعة الغريبة ، التعبة ، الصامتة قد يحل الغازتراكيب لغتها المتشابكة ، ولا اظن ، ان يكون ذلك صعبا ً ، ان كان الشاعر كاهناً يجيد لغة العبادة ...
* ناشطة في الشأن الايزيدي والانساني العام