| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سندس سالم النجار

كتابات أخرى للكاتبة على موقع الناس

 

 

 

                                                                                      الأربعاء 17/8/ 2011

 

" خلود ومخالب الذكرى "

سندس سالم النجار


قبل يومين فقط ايقنت

ان الانسان يحيا مرتين

ويموت مرتين ،

مرة بمغادرة الجسد الدنيا

ومرة بهجر المعشوق للروح ..

قبل يومين فقط صدقتُ

ان الله لم يمُتْ

واعترفتُ بقدرته الجبارة

عندما اطلّ ليسأل عن عبْدةِ

وعلى فمها شهقة القيامة

وفي حنجرتها

تراتيل الاحتضار ..



ها انا الجأ الى القلم من جديد

ويداي مرتعشتان

وقلبي الصغير

يرتجف كقلب عصفور صغير

وهو يقع في ايادي صياده ،

لكنني لست بخائفة

فانْ اكلني فكنت مصيودة

بل ومقتولة منذ قرنين

وان احتضنني في ملاذ

عشقه الندي

فتلك هي نعمة

اعادها لي رب الكون

والى أبد الآبدين ..

تدعي ~

انك منحتني نعمة النسيان

وانا اقول انك منحتني مخالب الذكرى

يا من ْ نشدتُ فيك المطلق ،

منذ لقاء الحشر

وتعطُّر رئتاي باول نسمة

من فمك الجميل .

الاحق انفاس الفصول

واحد تلو الاخر ،

انشد حلما معلق

على عروة ايامي

متأرجحاً على اسلاك وطني ...


وتحاصرني مخالب الذكرى !!

مشتتة ٌ اُشوى

على لهيب المجامر

بين براعم واخضرار تشرين

وجفاف واصفرار ايار. . .


ومنذ ذلك الحين

وانا اشعل سراجات صماء

في دهاليز الوهم

وفي صدري مشتعلة هي

نارَ ( حرّون ) .!!

عبارتا ( النبيذ المعتق و العشق الندي )!

روضتا الصبر في اديم روحي

وعلى صهوة جسدي ،

احتسي شراب دموعي

اعصر تلك الايام

في لياليّ الداكنة

فجائعة انا

يابسة انا

شاحبة عطشةٌ انا ..

كفتان فارغتان

عينان قاسيتان

وما زلت اغزل

معاطف الامل

على مذابح الانتظار ...


وفي غرفات خلود الذكرى~


ما زال رجل ٌ في الارض اقدسهُ

واستحضر طيفه ُ

اقوده من خاصرته

ونجري في البساتين

المزدهرة

قد نستعيد الضحكات

والهمهمات المعاقة

قد نستعيد طعم القبل

الاسيرة في سديم روحينا ،

قد نأخذ قسطا من النوم

في احداقنا التعبة الناعسة

منذ دهرَين ..

ايها الحكيم ايها الانسان :

منذ قرنين

وحضرت المطر

على دفاتر اشعاري

فكم كرهت مفردة الحب

في قصائدي واوراقي

بعد ان كانت طليقة

ما بين الغابات والبحار

ونسيتُ ، لكمْ

اضرمْتَ النيران

في شجيرات السنديان،

مجازر عينيك

عطر راحتيك

ادوات بارعة

لاستراتيجيتك الانسانية ..

وانت تسترسل وبكل ثقة

ذبح اعياد الاطفال

وسويعات الورد

وتشنق الثكالى

وتقطع ايادي الربيع

وتقودهم جميعا من جدائلهم

الى زنزانة وهمية

وحكمة مجهولة ،

أفَلا تصبحُ الشعارات

خبزا ولا ماء

لا امنا ولا دواء

على طول عصرَين من الظلمات

جعلتنا شهداء

تحت ذريعة نكران الذات

مساكين رهائن

في اقبية انسانيتك ..

حكمتَ علينا بالهجرة

وتراودنا الهجرة بسِنانِها

كل ليلة وكل صباح

عن انفسنا

عن ذواتنا ...،

ما تركت يا رجلا لنا

من العيد حتى زيارة المقبرة

قد نتمكن من قرع شواهدها

ولو بطرف قلم او نهر دموع

وحضرْت عنا العزاء

فعزاء حبك

يا طفل الروح

كرنفالا من الامل والصفاء ..


وتعذبني الذكرى ~

لم اجد امامي منفذ

سوى باب فتحتُه في التراب

لازحف اليك

عبر سراديب الوجع

تائهة بين القارات السبع

قد اموت وقد احيا

في براكينك المجنونة

وقد يبقى فمي ممتلئا

بشعلات حبك

ورماد غضبك

فقد تبقى مالكي

ولا بد للملْكِ

ان يعود الى ذويه يوما

ان لم يكن في الدنيا

فسيكون في الآخرة ..


فهل من صدى !!

ان كان وهما

فتذكر انه اثقل كثافة

، من الحقيقة ذاتها

وان كان عدما

فايقن انه قد ولد من

لا شئ ليصبح شئ

ويحمل روح

والروح تبقى مشنوقة

بحبال وطن

مهما ابتعَدت

ومهما تشرَدت

وانت انت انت الوطن ..

 


 

 

free web counter