| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سلاف رشيد

 

 

 

 

الأحد 8/4/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتبة على موقع الناس

 

تأملات امرأة


سُلاف رشيد

العراق البعيد على الارض ، والساكن في الروح منذ عهد الطفولة ، ومنذ تعلم النشيد الاول ، صار يرافقني في الصباحات ، ابتسم اذا شعرت به يبتسم واحزن قبل أن تملأ الدموع عينيه ،صارت كل مفردات حياتي تحمل معاني حروف اسمه العلو والرفعة والأخلاص والقناعة ، يتنقل معي أينما أرحل ، ويمتص ضجري  ووحدتي بحنانه، أضع رأسي على كتفه حين يهدني التعب، فليس هناك في الكون  وطنا يتنفس هموم أبنائه كالعراق ، وطن كالبشر يحترق غضبا حين يشعر أن الضيم صار غذاء ابنائه اليومي .
العراق البعيد على الارض ، والقريب جدا من القلب ، يتنفس منذ اربعة اعوام ثقل جزمات جنود الاحتلال ، وتدوس على اضلاعه زناجير دباباته ، ينهض في الصباحات مهموما لايدري ماذا يفعل ، غير أن يصلي الى الهة من نحاس ، لعل صلواته تفك بعض الكرب العالق في جفنيه ، العراق البعيد على الارض ، والذي كان يحلم بأن يزول عن صدره الكابوس الذي جثم وكتم انفاسه لخمسة وثلاثين عاما ، كي يرى نور الشمس وتتنفس عظامه دفئها ، هاهو الان يعيش كابوسا من حديد ، كابوسا من مزنجرات ، كابوسا من سراق ، كابوسا من منبوذين ، كابوسا  من قتله ، كابوسا من قتل يومي لابنائه بدم بارد .
أربعة أعوام والعراق البعيد على الارض ، لم تنتهي أحلامه ،ولم تجف شجرة أماله ولم يستكين الى القدر، اربعة أعوام والعراق القريب جدا من القلب ، ترفرف فوق  سعف نخيله أعلام التفائل ، مادامت الشمس ستشرق غدا لا ريب ، فالعراق البعيد القريب سيتنفس هواء الحرية.