| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سلاف رشيد

 

 

 

الأربعاء 2/7/ 2008



تأملات امرأة

أمنيات متأخرة
بمناسبة ذكرى إنتفاضة
معسكر الرشيد تموز 1963

سُلاف رشيد

كنت ُولازلت ُفي لحظات ِ الانزواء مع الروح ، أو في تلك الأوقات التي أشعرُ فيها ، بعمق ِالأزمة التي تحاصرُ وطني وشعبي ، تكون ُمفردة اللو ، هي التي تسيطرُ على تفكيري ، فتتكاثرُ أسئلتي التي لا أجد َلها جوابا ، حيث ُتبدأ دائما ، بماذا لو ... ؟؟
وحين أستعرض ما قرأت من محطات في تاريخ الحركة الوطنية العراقية ، تكونا مفردتا ماذا و لو ، تحاصران كل تفكيري ، فأهربُ منهما بالأمنيات التي أتصورُ أنها تتحقق ُ، بمجرد الإجابة بنعم ، على هذه الـ ماذا ..؟؟
ومن تلك المحطات ِالمهمة ِفي هذا التاريخ ، هي انتفاضة ُمعسكر الرشيد ، وقائدها العريف الشيوعي الجريء حسن سريع . وأمنياتي في أسوء الأحوال، بسيطة جداً، لا تتجاوز حدود الواقع .

فماذا لو انتصرت إنتفاضة معسكر الرشيد ؟؟
لكنت الآن أعيش في وطني ، ولم أعرف مذلة الغربة ،وهذا البعد القاتل عن بغداد ، الذي يستنزف كل لحظات حياتي بحزنه ، ولتعلم أطفالي في مدرسة عراقية ، يقرأون ويكتبون ويتكلمون اللغة التي نتكلمها أنا وأمي وأبي ، ولكنت أنهض كل صباح ، وأحيي َّ جيراننا بتحية الصباح ، وأشتري صحن القيمر من الخالة أم حسين ،ولذهب أطفالي إلى مدرستهم مع أصدقائهم ، وأنا أكون في عمل يخدم وطني ، وليس فقط من أجل أن أعيش ، ولربما ذهبنا جميعا ، للتنزه في أحب شارع إلى روحي ، هو شارع أبو نؤاس ، ولربما ذهبت يوم الجمعة إلى شارع المتنبي ، أو زرت أقرباء ٍ لنا ، أو ربما قمنا بجولة للتبضع أو لإشباع الفضول في شارع النهر.

ماذا لو انتصرت إنتفاضة معسكر الرشيد ؟؟
لما كانت تلك الحروب التي أشعلها ، شخص مأفون يدعى صدام ،ولما قتل وتعوق الكثير من شباب وطني ،ولما كانت أحذية جنود المحتل ، تدوس أرض وطني ، ولما هاجر أربعة ملايين منا إلى بؤس الغربة ، ولما قتل َ العراقي أخاه العراقي ، لسبب ما مر يوما بخاطر أي منا ، ولما وجد خمسة ملايين طفل يتيم ، ولما انتصرت عصابات القتل والخطف والمليشيات .

ماذا لو انتصرت إنتفاضة معسكر الرشيد ؟؟
لما استشهد والدي على أيدي عصابات البعث.. . ولما أختطف أخي الذي لا نعرف مصيره إلى الآن.

 

free web counter