سلاف رشيد
الثلاثاء 29/4/ 2008
تأملات امرأةسُلاف رشيد
إلى روح الراحل أبو عامل
دفءٌ أبويٌّ عبر الهاتف
ألو
ألو
حاولت أن اشحذ كل حواسي ،من أجل أن أسمع صوته، وهو يجيب على ندائي المتكرر ، ربما مر ّ أكثر من دقيقة ، حتى جاءني صوته بشكل جلي، وهو يسألني وبلهجته الالقوشيه عن منْ أكون ، وقبل أن أجيبه، أمطرته بأسئلتي كأي عراقية، حين تلحُ بأسئلتها عن شخص تعتز به وربما دون تراه مثل حالتي ، سألته عن صحته وكررت السؤال أكثر من مرة ، شكرني وكرر سؤاله عن من أكون ، وعندما أخبرته ، من إنني أبنه سعيد عيسى ، ملأني غبطة وإعتزازا ً بأبي ، حين قال أهلا بنتي ، كان أبوك من أعز طلابي، وواصل يكيل المديح لأبي ،كنت أشعر أنني ليس فقط أسمعه ، وإنما أراه ، أحسست كم انبسطت أساريره ، وهو يسمع صوتي ، وازدادَ فرحا حين أبلغته عن رغبة والدتي ، في التحدث معه ، ومن أجوبة والدتي على أسئلته ، شعرت كم من الحنان يريد أن يمنحنا هذا الإنسان ، لم يذكر شيئا عن استشهاد والدي ، ولكن بدفق الحنان الدافئ الذي منحني ، حاول أن يجسد اعتزازه باستشهاد والدي، وبالصفات التي ذكرها عنه ، حاول أن يزرع التمسك في روحي ، بالمبادئ التي من اجلها استشهد والدي.
لك مني ألف سلام، أيها الإنسان الذي أعاد إلى روحي، ذلك الدفء الأبوي، الذي افتقدته باستشهاد والدي.