| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سلاف رشيد

 

 

 

الأربعاء 10/9/ 2008



تأملات امرأة

كاتم صوت

سُلاف رشيد

حقا أرتجف عندما أسمع كلمة كاتم صوت ، أشعر بأن هناك من يضع وسادة على فمي ويخنقني ، كي يكتم أنفاسي ،وربما هذا الخوف جاء من كثرة القصص التي سمعتها في طفولتي وصباي ، وهي تحكي عن كيفية القتل في كتمان الصوت .
هذه الأيام تكررت هذه المفردة كثيرا ً ، استشهد البعض بكاتم صوت ، وهذا بالطبع يختلف عن الوسادة ، لأنه مسدس من عيار يختلف عن عيار الوسادة ، فالوسادة تقتضي أن يجلس عليها من يريد كتم صوت الآخر ، والمسدس لا يفعل شيئا لمن يريد كتم صوته سوى الضغط على الزناد ، فتنطلق الرصاصات تباعا كي تستقر برأس من يريدون كتم صوته . دون أن يـُسمع لها صوتا ، ودون أن يـُسمع صوت من يراد كتم صوته .
لقد كثر أستعمال كاتم الصوت، في كتم الأصوات هذه الأيام، ونحن نقترب من الذكرى السابعة ، لمجزرة الحادي عشر من سبتمبر، رغم أن ضحايا هذه المجزرة ، لم يقتلوا بكاتم صوت ، ولكنهم قتلوا بكاتم صوت سياسي ،وهذا الكاتم أخطر أنواع الكواتم ، لأنه ليس يــُخرس صوت الضحية فقط ، بل يـُخرس شاهدها ، وحين ذاك تضيع الدلائل والشهادات ، بضياع صوت الشاهد .
وهذا بالفعل ما يجري في وطننا اليوم ، كاتم الصوت يفعل فعله في ضحاياه وشهود الضحايا ، وهو بالطبع ليس بعيدا ً عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، فها هو فعله يتصاعد مع ذكراها السابعة ، وقد خيم بظلاله على نفوس العراقيين ،رغم الإدعاء بتحسن الوضع الأمني .
كاتم الصوت هذا ، أخطر من أية جريمة تـُرتكب ، لأنه لا يترك فسحة من الحرية للشهود ، لأنهم سيكونون من ضحاياه القادمين ، مادام هو في حضرة إسكات الأصوات ، وإخماد همهماتها ، وهذه مهمته التي ستعم في العراق القادم ، مادام ليس هناك من ْ يستطيع كبح جموح ، من ْ الذي يريد للعراق هذه الحالة ؟؟

خلاصة القول : هل قـُتل أخي برصاص مسدس كاتم صوت ؟؟؟
أتمنى أن لا يكون ذلك


 

free web counter