| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سعد محمد موسى

 

 

 

                                                                            الأربعاء 2/11/ 2011




الحلم العاريّ يغادر الخيمة

لوحة بعنوان أمرأة ونافذة زرقاء

نص ولوحة : سعد محمد موسى

في ليلة ربيعية كنت مستلقياً، في خيمتي بمنفى اللجوء الصحراوي الكائن في مؤخرة الكرة الارضيه، تجولت نظراتي حول رواق الخيمة المبطنة بقماش أصفر وقد علقت ُ على جوانبها مجموعة تخطيطات ورسومات مائية ،كانت متعة يومية تعودتها أحياناً انبش من خلالها بواطن المتعة والاثارة والالم والجمال ، حين أتمعن برسوماتي التي هي مرآتي او إنعكاساتي الغافية والمسترخية فوق أمواج نهر ٍ منسيّ.

أستوقفني في تلك الليلة مشهد بالألوان المائية والحبر الصيني على ورق امتص رحيق زهرة اللوتس المغناجة، بعنوان امرأة ونافذة زرقاء، كانت ذكرى مشحونة بأعاصير الشهوة والحنين الى أنامل امرأة دافئة مثل ايقونة حفرها"سادن" في احدى زوايا معبد "كاما سوترا" فاستحال الحنين مثل طائر يحط فوق ماهود الخيمة وسرعان مانبتت للقلب اجنحة وردية حلقتْ فيه بعيدا خارج الخيمة والاسلاك والحراس، حتى بلوغه الشرفة حينها احتار الطائر مابين أن يحط فوق النافذة الزرقاء او فوق نهد ِعشتار المستلقية فوق وسادة بنفسجية.

سكرَ طائر القلب بأخر قطرات الخمرة التي بللتْ ورقة التين فصدح الطائر يتلو أناشيده..

قد تمر كل الليالي دون ان ُتخلف في الذاكرةِ وشمٍ
أو تمسَ وترَ الروح،
لكن هذه الليلة التي لن تشبه سواها
يبوح العاشق ترنيماته،
اشتهاءاته دون أية مسافات....

بين الرغبة والحلم..
بين الاغنية والنافذة ..
في تلك الليلة يخضب ثغرك بالاشواق المحمومة،
ويعجُّ الوجد ُ بجمراته في ثناياك تائهاً بين المدارات وشبقِ العشق،
يتناسل طقوساً للتوهج والإحتراق....
لاهثاً عبر المحطات الناعسة بأنفاس ذابت بنشوة الزنابق والندى الذي يتألق فوق بهاء المرمر،
يا سحر القداس..
وسطوة الحضور..
يامن سلمت َ راياتك
لشهوة المهادنة
وحوار الروح والجسد
شربني هذا الليل نديماً حتى النهايات ..
وكل الأشياء إنشدت لهذا الوسن اللذيذ،
ليس هناك سوى صمت ٍ، أحيانا يوشي بهمسات تتصاعد عبر فضاءات اللوعة،
وكل السدود انهارت بعنفوان السيل وانعتاق الامواج الوحشية
ونزفت الغيمة احشاءها فوق الزهور البرية
لم تعد هناك اتجاهات ،تهشمت البوصلة,وضاع ربان السفينة
في التيه.
خلعتْ الرغبات ُ وشاحَ التوجس ،واشتعل الوجد بألق اللحظات على اسرة البنفسج،
وتوجت النجمة ، باكليل الضوء
ليلة استثنائية لن تعد تشبه سواها.
 

 



 


استراليا – ملبورن
 2011
 





 


 

free web counter