| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

صبحي مبارك مال الله

 

 

الأربعاء 22/12/ 2010

 

اللجان الدائمة في البرلمان العراقي الدورة الحالية

صبحي مبارك مال الله

لقد كانت من مهمات البرلمان في بداية عقد جلساته ،هو وضع النظام الداخلي للمجلس وبأتجاه تشريع قانون يخص ذلك فيما يخص تشكيل اللجان الدائمة والمؤقتة ،فقد لاحظنا بأن تشكيل اللجان أيضاً خضع لمبدأ المحاصصة بين الكتل البرلمانية الفائزة والتزاحم حول رئاسة تلك اللجان لتخرج هذه الكتلة أو تلك وهي مبتسمة بأنها حصلت على كذا عدد من رئاسة اللجان ،جرى ذلك في الأجتماعات المغلقة بين رؤوساء الكتل وبعض المقربين منهم وسوف يتم توزيع الأعضاء الــ325 على هذه اللجان وحسب ترشيحهم من قبل كُتلهم ،وقد يجد العضو البرلماني نفسه في لجنة ليست من أختصاصه أو أهتمامه ،أن اللجان البرلمانية تُعتبر الأساس في عمل البرلمان وذات أحتكاك مباشر بكل مطاليب الشعب العراقي ،ولابدَّ أذن أن يكون أعضاء اللجان ذات كفائه تخص هذه اللجنة أو تلك . أن مهمات اللجان ذات أهمية خاصة في حل المسائل المتعلقة بها ،لذا يتوجب حضور أعضائها بصورة منتظمة،لأن اللجان ليس بأسمائها بقدر ماهي بأفعالها المفيدة في حل المشاكل المطروحة عليها ،أضافة الى أهم واجباتها هو متابعة ومراقبة الدوائر الحكومية ذات الصلة بأختصاص اللجنة المعنية ،ولكن الملاحظ أن التنافس حول اللجان وعلى حساب الأختصاص يجعل من أي لجنة أما أن تكون قوية أو ضعيفة .

أن أي لجنة تحتاج الى عدد من المستشارين وذوي الأختصاص التي تقوم بدراسة المواضيع ذات الصلة ،والنظر في جميع المشاكل أو المواضيع المطروحة أمامها يجعلها لجنة ناشطة وقوية ومفيدة بعكس اللجنة التي يصبح عملها روتيني ودون أهتمام ودون أبداع .

أن العمل على توزيع اللجان دون الرجوع الى مبدأ المحاصصة يُعتبر هدف بعيد المنال في هذا الوقت في حين لوكان توزيع اللجان حسب الأختصاصات والأهتمامات والرغبة الصادقة لغرض تنظيم أجتماعاتها المنظمة لأصبحت ذات فائدة كبيرة دون أن تهمل أي قضية مطروحة أمامها .
أن نشاط اللجان وعملها الدؤوب في المتابعة وحل المشاكل وطرح مشاريع القوانين سوف ينعكس ذلك على نشاط البرلمان بصورة عامة .

أن من أهم واجبات (النائب) أن يكون ذا شخصية فعالة ونشطة تتابع قضايا الناس الذين يمثلهم ،والمتابع لعمل اللجان في البرلمانات العالمية يجد أن عضو مجلس النواب من خلال نشاطه ومستشاريه يكون ذا فعالية أيجابية في الكشف عن الفساد والمظالم .

والمسألة المهمة لو طُرح تشكيل اللجان وتسجيل الأسماء المرشحة لها حسب الأختصاصات على البرلمان الذي يُقٌيمها ،لكان ذلك أفضل دون جعل البرلمان أيضاً ساحة للمحاصصة والتنافس بين الكتل السياسية والتي أصبحت تحت قبة البرلمان ،وكان الأفضل أنتخاب رئيس اللجنة من قبل أعضائها مع نائب الرئيس والمقرر أفضل من الأجتماعات المغلقة والتي أصبحت بعيدة عن الممارسة الديمقراطية المطلوبة في تنظيم شؤون البرلمان ،أن جعل توزيع اللجان خاضع لمفهوم التوزيع على الكتل السياسية وحسب عدد مقاعدها وبهذه النظرة الضيقة حالة متخلفة من الناحية الديمقراطية والتي تؤكد فقدان الثقة بين الجميع .لقد كان المجلس الوطني المؤقت في أول عمل برلماني بعد سقوط النظام يعمل بأسلوب ديمقراطي في أختيار العضو للجنة التي يراها متوافقة مع أختصاصه كذلك في عملية أنتخاب رئيس اللجنة والنائب والمقرر وكانت تجربة ناجحة وجيدة .

فهل تفهم الأخوة أعضاء البرلمان ذلك منطلقين بأنهم يمثلون عموم الشعب العراقي دون حساب الأنتماء لهذه الكتلة أو تلك وكما أكد السيد أسامة النجيفي رئيس المجلس (بأني أمثل الشعب العراقي وليس الكتلة التي أنتمي أليها) .
 

free web counter