| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

صبحي مبارك مال الله

 

 

الثلاثاء 17/1/ 2012

 

المؤتمر الوطني بين النجاح والفشل

صبحي مبارك مال الله

لقد نال أقتراح عقد مؤتمر وطني للقوى السياسية المشاركة في العملية السياسية تأييد واسع من قبل الأوساط السياسية,  بعد تفاقم الأزمة السياسية الأخيرة، والتي جاءت نتيجة تراكمات خلافات عديدة ومتشعبة، حيث ظهرت في الأفق بوادر أنهيار العملية السياسية، وتوجه البلاد الى هاوية الأقتتال والأحتراب بين حلفاء وشركاء الأمس ..والسؤال المطروح هل يستطيع المؤتمر فعلاً حل الخلافات على أساس المصارحة والمكاشفة؟! أم أن ذلك سيؤدي الى تصعيد الحالة الى مستوى التعقيد الشائك ؟!!.

عندما طُرح أقتراح عقد مؤتمر وطني كان هناك توجهان

الأول/ أشراك كافة القوى السياسية المؤمنة بالعملية السياسية سواء الفائزين في الأنتخابات أم غير الفائزين مع ممثلين لكافة منظمات المجتمع المدني ووضع ورقة عمل تفصيلية عن محاور المؤتمر وهي :

1.     تقييم العملية السياسية.

2.     الخلافات السياسية وأسبابها وطرق حلها.

3.     خطط البناء ما بعد الأنسحاب الأمريكي.

4.     حول تعزيز دور الدستور والتأكيد على المباشرة في تعديل مواده.

5.     بناء الدولة الديمقراطية الدستورية.

الثاني/ عقد المؤتمر بصورة شكلية ومقتصراً على قيادات الكتل السياسية المشاركة في الحكم، دون تحضير جيد له ووضع صيغ توافقية والتي أثبتت فشلها وكذلك دون مساهمة فعالة من قبل القوى السياسية غير الممثلين في البرلمان أو في الحكومة، الأمر الذي سيؤدي الى عدم التطرق الى جذور الأزمات السياسية المتعاقبة وكذلك الى عدم المكاشفة والمصارحة الديمقراطية بين الأطراف.

ولكن أذا كان التوجه حقيقي نحو عقد المؤتمر فلا بَّد أن يكون مؤتمراً سياسياً عراقياً، يؤمن بالديمقراطية وأسلوب الحوار بعيداً عن الحلول التكتلية وأسلوب الحزبية الضيقة أو الحلول المعتمدة على المحاصصة والطائفية. 

ولكي ينجح المؤتمر في أنعقاده وفي أتخاذ القرارات السليمة بمشاركة جميع ممثلي الشعب العراقي، فلا بَّد من تخطيط جيد من خلال لجنة تحضيرية مشتركة ليست مقتصرة على الأطراف المختلفة وانما توسيعها الى أبعد من ذلك المشاركين وغير المشاركين في الحكومة...الممثلين في البرلمان أو الموجودين خارج البرلمان لأن جميع الأطراف السياسية كانوا  مساهمين في العملية السياسية ولأن مستقبل العراق يهم الجميع، وبناء العراق يحتاج الى جهود الجميع .

أن المشاكل الكبيرة التي تواجه عملية بناء العراق الجديد والحديث هي أكبر من الخلافات السياسية بين أطراف القوى السياسية المشاركة في الحكم ومنها:الوضع الأمني، الخدمات، الوضع الأجتماعي، الوضع الأقتصادي، الموازنة المالية، النفط والغاز، الفساد المالي والسياسي، فضلاً عن المشاكل الأقليمية والدولية ومنها الخروج من تحت طائلة الفصل السابع، الخلافات مع الكويت ،التدخل الأقليمي، وضع المليشيات، تدفق الأموال من دول الجوار الى بعض الكتل السياسية التي تمثلها ..كذلك مسألة أنشاء الأقاليم .

أذن أمام المؤتمر طريقان - طريق حل المشاكل والخلافات ومستقبل العراق بروح أيجابية والتأكيد على الوحدة الوطنية والألتزام بالدستور .

والثاني / هو معالجة المشاكل بروح سلبية، أنطلاقاً من أهمية المناصب ومصلحة الكتلة هذه أو تلك مع العلم  أن حل اي مشكلة سواء كانت سياسية أو غيرها يحتاج الى مرونة عالية وحوار ايجابي الغرض منه مصلحة الشعب العراقي الذي يتطلب تنازلات من هذا الطرف أو ذاك ، ويحتاج كذلك الى التضحية بالمصالح الشخصية وبدون مكابرة .

أذن ماهو المطلوب من المؤتمر المزمع عقده ؟!..المطلوب حضور جميع الفرقاء والألتزام بالحوار الديمقراطي ووضع الحلول الواجب تنفيذها والتي تعتمد على أعادة الثقة بين أطراف العملية السياسية.

وفي حال فشل المؤتمر فأن ذلك سيؤدي تعقيد المشاكل أكثر وأكثر وربما سيظهر الى العلن صراع دموي يحرق الأخضر واليابس.

لقد عانى الشعب العراقي الكثير من الويلات والمصائب وسُفِكت الدماء الطاهرة قرباناً للحرية والديمقراطية ،ولكن الكتل السياسية خيبت آماله، وحصدت ثمار جلوسها على كراسي البرلمان والحكومة دون أن يرسموا طريقاً سليماً آمناً يعيد الأمن والسلام والأستقرار ويعيد بناء الوطن على أسس النزاهة والوطنية ومحبة الشعب . وعليه فلابَّد أن تسود أجواء المؤتمر وأعماله، الأيجابية والصراحة والأبتعاد عن المجاملات السياسية، وليس المهم الحفاظ على وحدة وطنية هشة تتماشى مع رغبات الشخصيات وأنما أقامة علاقات سليمة بعيداً عن الكسب الحزبي، وأن يكون الحل عراقياً بكل معنى هذه الكلمة مستفيدين من التجارب السابقة التي أتسمت بالتشكيك وعدم الثقة وكيد البعض للبعض الآخروهدر الكثيرمن أموال الشعب أو نهبها من خلال الفساد الأداري لمؤسسات الدولة.

أن الشعب العراقي ينتظر أنعقاد المؤتمر المرتقب بأسرع وقت لكي يُخرج البلاد من حالة التأزم السياسي وتراجع الثقة بالعملية السياسية ويفتحُ الطريق أمام البناء والتقدم خصوصاً ا ذا أنعقد المؤتمر وفق صياغات ديمقراطية وأوراق عمل مدروسة  وبذل جهد يتسم بالمسؤلية الوطنية.     


 

 

 

free web counter