موقع الناس     http://al-nnas.com/

تنبيــه... احمد الموسوي لم يكن بعثيا ً!

 

صباح كنجي

الثلاثاء 28 /3/ 2006

تناقلت منظمات حقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني، نبأ اختطاف الدكتور احمد الموسوي في بغداد من قبل جهات لم تحدد هويتها لحد الآن، واصدرت العديد منها بيانات ، وقعها الكثير ممن يعرفون الدكتور احمد، أو الذين تعاملوا معه ، من مختلف الجهات والأوساط العامله في ساحة المعارضه السابقه ، في سوريا وغيرها من الأماكن التي كان ينشط فيها العراقيون ضد النظام الدكتاتوري المقبور .

شخصيا ً تعرفت على الموسوي في دمشق في منتصف التسعينات من القرن الماضي ، كان حينها عضوا ً في القيادة القطريه لحزب البعث ومشرفا ً على مكتب شؤون العراق في دمشق ، لم يكن سهلا ً عليّ التعامل مع بعثي ، فأنا ممن يعرفني من اصدقائي السابقين أَُصَنَفْ في خانة المتطرفين في موقفهم من حزب البعث وأدعو ومازلت مقتنعا ً برأي، ليس الى إجتثاث حزب البعث فحسب ، بل أنا مع اجتثاثه من جذوره ، وباللهجة العراقية الدارجه من العروك .

ولا اقبل المساومة على هذه القناعه ،لأني موقن إن الشرور التي حلـّت بالعراق منذ أكثر من نصف قرن سببـّها البعثيون ، و سيبقى هذا الحزب ورموزه منبعا ً للمزيدِ من الورطات الكبيرة للعراقيين وغيرهم من شعوب المنطقة ، وعندي لا فرق بين بعثي عراقي اوبعثي سوري أو بعثي صومالي أو بعثي ارجنتيني .

البعثي بعثي وإن طوقته بالذهبِ !
وقد خَبِرْتُ الموسوي خلال عملي في منظمة حقوق الإنسان في دمشق ، منذ تأسيسها ، وتعاملت معه بشكل مباشر وشاهدته يتعامل مع العراقيين من شتى الألوان والأصناف ، كان لا يفرق بينهم ، ويحل مشاكلهم ويخفف من معاناتهم ، لا يتوانى في المساهمة في كافة النشاطات ، ويسهل الأمر على الجميع ، في الوقت الذي كان الآخرون ( من ربعه) يضعون العراقيل امامهم ، كان الموسوي يسعى لتذليلها بصبر ٍ، ويواجه الذين حولة من بقية كوادر حزب البعث الذين لا يختلفون عن زملائهم من البعثيين الأصليين في الشكل والجوهر، إلا الموسوي وابو ليث الذي كان يعمل في اذاعة صوت العراق، فقد كانوا بشرا ً يحملون الصفات الأنسانية ويتسابقون لفعل الخير ، فاثبتوا من خلال عملهم وخصالهم أنهم ليسوا من البعثيين ، وإنْ تواجدوا في صفوفهم.

ولا انسى يوم اعتقالي في سوريا من قبل جهاز المخابرات السوري في آذار 1996 وتداعياتها الخطيرة على حياتي ، حينما تخلى عني من عملت معهم لأكثر من ربع قرن في العمل السياسي في صفوف الأنصار والعمل السري.

بعد أن قرر السيد عبدالله الأحمر نائب حافظ الأسد ، وكان يشرف على شؤون العراقيين في القيادة القوميه لحزب البعث، ( كأني أنا من اختطف طائرته القياديه مع طاقمها عندما كان عائدا ًمن مؤتمر القمه كما في هذا اليوم واجبرها على الهبوط في احد المطارات العسكرية في اسرائيل وانتزع منه حقيبته الدبلوماسيه ويقال والعهدة على الراوي الأسرائيلي في ذلك اليوم التاريخي، والبنطلون ) ، اجل قرر تسليمي للنظام العراقي وفق صفقة تبادل امني مع مخابرات صدام حسين ، التي تهيأت لأستقبالي خلال ساعات ، استطعت خلالها من إيصال ورقه من أربعة اسطر للسيد الموسوي بعد أن تخلى عني رفاقي ( اليساريون) ، وحينها وعلى الفور بدأ اتصالاته السريعة والعاجلة مع وزير الداخلية السوري لأيقاف تسليمي للطاغية صدام .
الذي اكد له استغرابه من عدم دفاع ( جماعتي في الحزب اليساري) عني و إنه ( الوزير ) متأكد من براءتي لكن المشكلة ، انّ من يريد التخلص مني ( كنجي) اكبر من الوزير نفسه ، وقد الحّ الموسوي على مَنْ كانوا ( رفاقي ) للتحرك للدفاع عني، مؤكدا ً شهادة وزير الداخلية على براءتي ، لكنهم أحجموا ورفضوا ولم يحركوا ساكنا ً ، قد تأتي الفرصة المناسبة للحديث عن هذا الموقف ( الرفاقي ) المشين !

فواصلَ جهودة النبيلة بلا غطاء( رفاقي ) ، دون كلل ووقف الموقف الذي يمليه عليه ضميره الأنساني .

لا اعتقد إني الحالة الوحيدة التي دافع عنها الموسوي في سوريا ، ولا اعتقد أنها تشكل استثناءً في سلوكه بل تعكس جوهره ، وقناعاته الأنسانيه ، التي تتنافى مع السلوك البعثي .

من هنا أقول إن الموسوي لم ولن يكن بعثيا ً في يوم من الأيام ، ولو كان بعثيا ً لشاهدتم من يزكيه من الأحزاب والشخصيات التي تدير السلطة اليوم كما زكت من كان يدير جهاز استخبارات صدام وقادة فرقه العسكريه وضباط مخابراته ، من الذين عبدت لهم الأخت اميركا الطريق للوصول إلى اروقة البرلمان والوزارة بموافقة الذين يتناطحون على الكراسي وسرقة ما تبقى من أموال جياع العراق .

فاطلقوا سراحه .
أطلقوا سراح من لم يكن بعثيا ً .
أطلقوا سراح الموسوي الإنسان.
وعزائي فيك ... يا احمــد انك ما كنت منهم ..
وإلا لماذا إختطفوك ؟!