نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

صباح كنجي

 

 

 

 

الجمعة 21 / 7 / 2006

 

 

ولبناني كان بعثيا ً


( عنتر وعبلة في سجون صدام)

صباح كنجي

وكان معنا في سجن الرمادي دكتور بيطري، لبناني الجنسية يدعى كمال، وهو مسؤول الطلبة اللبنانيين في العراق وصلته مباشرة مع عبد المجيد الرافعي عضو القيادة القومية لحزب البعث...
اتهم هذا الشخص باختلاس أموال الدولة مع مجموعة من العراقيين..
كانوا يأخذونه للتحقيق ، ويرجعونه معذبا ً إلى حدٍ لا يوصف.. وذات يوم قلت له .. لو ثبتوا عليك شيىء سوف لن يكون في صالحك.. وفي الحقيقة لم يكن مختلسا ً ولو فلسا ً واحدا ً.. والمبلغ المتهم به(11) ألف دينار عراقي ومع ذلك... كسروا يده في التعذيب البشع وبعدها بأيام كسروا رجله.. وتحت تأثير التعذيب البشع، اعترف المسكين على نفسه محددا ً المبلغ ب(30) ألف دينار، الذي كان اكبر من الرقم الذي يجري على أساسه التحقيق مع المجموعة وهنا أتذكر لوحة كاريكاتورية للفنان الشهيد ناجي العلي عن التعذيب ويصور فيها الاعتراف الساخر للمعتقل في الكاريكاتير..انا قبطي..مسيحي..مسلم..يهودي..كردي ..ارمني.. آشوري الخ..
قلت له أنت مناضل سياسي ومسؤول عن الطلبة ومن المفترض أن تدافع عن مبادئك وعقيدتك.. التي لا تقبل الأختلاس.. فلماذا اعترفت على نفسك؟ وأنت البريء..

قال:
يا سيدي لو جلبوا عنترة بن شداد إلى هنا، سيقول لهم أنا عبلة. وأضاف معلقا ً على وضعه البائس...كسروا رجلي ويدي..
يا نضال.. يا بطيخ.. واخذ يلعن اليوم الذي أصبح فيه بعثيا ً ومواليا ً للنظام العراقي.


مقتطف من كتاب اعده الكاتب عام1995بعنوان(دهاليز الموت.. جولة في أروقة المعتقلات العراقية) الذي تمت مصادرته من قبل مخابرات دولة عربية أثناء مداهمتها للمطبعة.