موقع الناس http://al-nnas.com/
حسون والكباب
صباح كنجي
في مديرية الأمن العامة/ بغداد/ التي جمعتني بالكثير
من المناضلين والأبرياء ، المعتقلين في سراديب تحت الأرض ، كان هناك شخص مصري وجدتْ
في حوزته كاسيتات خاصة لعبد الرحمن كشك وهو رجل دين من جماعة التكفير والهجرة..
بالإضافة إلى عدد من المعتقلين العراقيين المتهمين بالتعامل مع حزب الدعوة و المجلس
الإسلامي الأعلى ومنهم طالب في كلية الزراعة اسمه حسون آل جويبر ، تعرض حسون
للتعليق على الباب أثناء مشاركة الفريق العراقي لكرة القدم بدورة آسيا التي كان
تلفزيون بغداد ينقلها على الهواء مباشرة ً، كان حسون يومها يناجيهم من أجل إنزاله .
فاستنجد بالله و النبي محمد..
قالوا له :
الله عزل بيته ... ومحمد ميت .. ألا تعرف إنه ميت ؟! .
فلجأ حسون للدعاء متمنيا ً أن يسجل الفريق العراقي أهدافا ً ويفوز بعون الله ..
فأنزلوه .
وفي جولة أخرى من التعذيب ، ربطوا حسون على السرير وحاولوا اغتصابه ، وكانوا قد
جلبوا لهذه الفعلة شابا ً أسود َ اللون طويل القامة ..
كان حسون قد قرر الاعتراف فيما إذا إغتصبوه ، لكنه قاوم ، وبحركة لا إرادية انقلب
السرير ..
فأمر الضابط : اتركوه .. وتخلص حسون من الإغتصاب بيد أنهم استمروا في تعذيبه سبعة
أيام ٍ متواصلة ٍ ، وكان منهكا ً للغاية ، فصاح بأفراد الامن الذين يعذبونه :
أنزلوني سوف أعترف ، لكن بشرط ... وكرر القول .. أنزلوني وسوف اعترف فقط اجلبوا لي
ما أريد ...
هرعوا للضابط المشرف على التحقيق والتعذيب ، الذي جاء مهرولا ً..
سيدي أنزلني و سوف أعترف .. إني جائع وأشتهي كبابا ً وشايا ً وسيكارة سومر ..
أمر الضابط : أنزلوه واجلبوا له ما يريد .
إلتهم حسون الكباب مع الماء البارد لأول مرة ٍ منذُ دخوله المعتقل في المديرية ،
وشرب الشاي مع سيكارة السومر..
وبعد أن إنتهى من الأكل والشرب .. قال للضابط بكل هدوء .... كأنه يؤدي مشهدا في
فيلم ٍ كوميدي :
سيدي .. أرجعوني وعلقوني .
استفسر منه الضابط .. لماذا ؟
رد حسون بثباتٍ وسخرية : سيدي .. نسيت ُ ما كنتُ أود قوله ..
مقتطف من كتاب اعده الكاتب عام 1995 بعنوان ( دهاليز الموت.. جولة في أروقة المعتقلات العراقية) الذي تمت مصادرته من قبل مخابرات دولة عربية أثناء مداهمتها للمطبعة.