| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سلام إبراهيم كبة

 

 

 

الخميس 29/12/ 2011                                                                                                    

 

رحيل الدكتور المتمرد مهدي مرتضى

سلام  كبة  

رفع الدكتور مهدي مرتضى لقبه الصيدلي بعد تخرجه من الكلية ضمن الدورة 14،بعد ان قضى دراسته الجامعية 1940 – 1946، وبات معروفا بأسمه الحالي.كان مرتضى ناشطا اجتماعيا وسياسيا منذ فترة الدراسة الثانوية في الاعدادية المركزية ،والجامعية، وبعد التخرج وتعيينه في مسقط رأسه في مدينة كربلاء! وبعد تنسيبه مقيما في الردهة التاسعة بعد اكماله خدمة الاحتياط!

لقد ساهم الدكتور مهدي مرتضى مع العشرات والمئات من الوجوه الاجتماعية والثقافية والسياسية ومن كبار الأطباء والمهندسين في البلاد في بناء مدرسة اتحاد الطلبة العام،وهو من التي عاشت وناضلت وتربّت في صفوفه وساهمت بفاعلية بنشاطاته ونضالاته او اعادة بنائه عند المحن،ومن جيل مؤتمر السباع الخالد وشبيبة الرعيل الاول التي دوخت شيوخ البلاط وصفعت هيبة السعيد المتغول ومن مناضلي وثبة كانون التي مزقت صك الانتداب المؤول!

سافر الى الولايات المتحدة اثر انتهاء سنتي الاقامة ليلتحق بدورة في مستشفى (بيل فيو) الشهير في نيويورك ومنح شهادة الدبلوم،انتقل بعدها الى مستشفى في (نيو اورليانز)،ليعود بعدها الى العراق طبيبا في مستشفى الكرخ!عاد الى الولايات المتحدة والتحق بجامعة تولين Tulane مدرسا للطب ونال درجة الماجستير قبل العودة مجددا الى العراق عام 1956!وعين مدرسل لمادة الفسيولوجي والصحة العامة في كلية الملكة عالية(البنات)وليس في كلية الطب بسبب اتجاهاته السياسية وميوله اليسارية!وكان مهدي مرتضى من الايدي العراقية الماهرة الرائعة النادرة القديرة والمرموقة التي تسلمت المستشفى الملكي من بعد الطبيب الانكليزي سندرسن،هذه المستشفى التي تحولت فيما بعد الى المستشفى الجمهوري فمدينة الطب!

انتمى الدكتور مهدي مرتضى الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي في عقد الخمسينيات، ونشط للترويج لبرنامج جبهة الاتحاد الوطني التي مهد انبثاقها لاندلاع ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958،بعدها نشط في حركة انصار السلم ونقابة الاطباء،وترأس تحرير مجلة المثقف لسان حال جمعية الخريجين (مجلة فكرية عامة شعارها"المضمون العلمي السليم والمعالجة الواقعية والتكنيك الجيد")حتى انقلاب 1963!

فصل من الوظيفة اثر انقلاب رمضان الاسود 8 شباط 1963،وعاد لها ثانية عام 1969!لقد تلقى الرفيق مرتضى شتى صنوف التعذيب في اقبية البعث الى جانب زملاءه محمد الشواف،اسماعيل الجاسم،عبد الحميد البستاني،صادق الهلالي،قتيبة الشيخ نوري،رافد صبحي اديب بابان،احمد جعفر الجلبي،فاروق برتو،قسطنطين سمعان،عبد السلام محمد،خليل جميل جواد،حسين علي الوردي،فاضل تلو،عبد الصمد نعمان،عبد الحميد السعدي،حمدي شريف،محمد باقر الجلبي،نوري السعدي،رفعت الشيباني،عبد اللطيف حسين،ضياء خوندة،ليلى الرومي،صاحب المرزة،فيصل الحجاج،موسيس آكوبيان،..الخ.

ارتبط بعلائق طيبة مع الحركة القومية الكردية ،وكان ضمن الفريق الطبي (الذي ضم ايضا شوكت الدهان و رافد صبحي وآخرين) الذي قدم الى ناحية برزان على متن مروحية كانون الثاني 1969 لمعاينة الشيخ احمد البارزاني الذي نقل الى مستشفى ابن سينا في بغداد قبل رحيله!

كتب الدكتور مرتضى عشرات المقالات في الصحف والمجلات العراقية،ومنها مجلة الثقافة الجديدة،كما تصدر موضوعه "التعليم الطبي" العدد الاول من صفحة التربية والتعليم في طريق الشعب الغراء 5/11/1973.

كان الفقيد ضمن قائمة ضمت اكثر من 20 استاذا جامعيا لامعا من خيرة اطباء العراق ممن كانوا يمارسون التدريس في كلية الطب/ جامعة بغداد ، الذين احالهم صدام حسين بقرار تعسفي جاحد عام 1979 الى التقاعد!كما كان من اوائل الموقعين على نداء من اجل بناء الدولة المدنية الديمقراطية في العراق(طبيب اختصاصي واستاذ في جامعة بغداد)عام 2009.وآثر التمرد على اصعب الظروف التي مر بها العراق واقساها،ولم يهادن اعداءه من الحثالات القومية والطائفية وباقي الشلة الرجعية.

تناقلت وكالات الانباء نبأ رحيل الدكتور مهدي مرتضى في بغداد يوم 27/12/2011،فكانت خسارة كبيرة رحيله الصامت،صمت يشبه صمت وهدوء عمله ونضاله الاعوام الاخيرة.وسيبقى فقراء و كادحي بلادنا اوفياء له بعد ان احبهم وربط مسيرته بقضاياهم العادلة منذ وقت مبكر من حياته،وابقى خبرته وبيته وعيادته الخاصة مفتوحة امامهم في كل زمان ومكان!

 

بغداد
29/12/2011
 

 

free web counter