نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سلام إبراهيم كبة

 

 

 

 

الأثنين 27 /3/ 2006

 

 

 

الجدل العسكري في العراق الحديث



المهندس الاستشاري / سلام إبراهيم عطوف كبة

فاقمت الانقلابات العسكرية وعسكرة المجتمع وزج الجيش في معارك ضد الشعب ، والطبيعة الدكتاتورية والشمولية للانظمة الحاكمة ، والاحتلال الاجنبي وتاريخ الاستعمار الحديث والعقوبات الاقتصادية المدمرة وآثار الحروب الكارثية ... فاقمت الانقسامات الاثنية والطائفية والعشائرية في بلادنا بشكل واضح ليطمس اي دور حقيقي للوحدة الوطنية .اسهم في ذلك سيطرة حزب البعث على الحكم طيلة ربع قرن ، ومنعه النشاط السياسي داخل القوات المسلحة ، ونشره لأجهزة الامن في أركان الدولة والمجتمع ، وامساك صدام حسين بالسلطة كليا عام 1979 وتعشيره البلاد ، وقرارات الاحتلال بحل المؤسسة العسكرية بالجملة ، وانتعاش الارهاب الاصولي والفوضى وسيادة روح الانتقام . ويلوح في الافق محاذير انزلاق الولايات المتحدة وايران معا الى فخ الصراعات الداخلية للعراق ...
المؤسسة العسكرية العراقية يزيد عمرها على الثمانين عاما ... كانت غالبية أفراد الجيش العراقي المتطوعين هم من أبناء الجنوب العراقي ولهم مواقف مشهودة في حماية الوطن .. لقد أثر الجيش العراقي في الحياة الاجتماعية العراقية بشكل ايجابي !.. وتعلم الكثير من أصحاب الحرف والمهن في مراكز التدريب المهنية العسكرية .. وكان للعسكريين من حملة الشهادات العليا شرف المساهمة في ديمومة التعليم العالي وكذلك الأطباء والمهندسين وباقي المهن... الجيش - مؤسسة عسكرية مبنية على النظام وعريقة ، يفخر الكثير بالانتماء لها ، ويشيد القاصي والداني بسمعتها وعراقتها على الرغم مما فعلته السياسة بها. إن حل الجيش العراقي هو أحد الأسباب التي أدت إلى تفاقم الأوضاع ووصولها إلى ما وصلت إليه ، وقد اعترفت قيادات الاحتلال بذلك.
شهد تاريخ 6/1/1921 تشكيل نواة الجيش العراقي من 10 ضباط عراقيين كانوا في جيش الحجاز العربي وقاتلوا ضد الدولة العثمانية بعد اعلان الثورة العربية عام 1916 ... وبلغ عدد الضباط في الجيش العراقي عام 1928 (582 ) ضابطا و (9864) ضابط صف وجندي !. اصطبغت الملكية البرلمانية منذ نشأتها في العراق باللون العسكري الحاد ، وكان السياسيون المتعاقبون على رئاسة الحكومة في أغلبيتهم الساحقة ضباطا !.. وضمت التشكيلات الاولى في الجيش العراقي ضباطا كردا وتركمانا ،الى جانب العرب ، لعبوا الادوار المهمة في السياسة العراقية وتطوير القيادات العسكرية . لقد بلغ كم الضباط المساهمين في الكابينات الملكية 28 ضابطا شغلوا 45 حقيبة وزارية . هكذا تفككت الشراكة بين الدستورية والعسكرية لصالح الثانية بسبب التحديات الاقليمية ، وتبعات النشاط السياسي المعارض ، ونفوذ العشائر الشيعية المسلحة ، ومخاطر اليقظة الكردية ! . واندفعت القيادات الحاكمة مبكرا الى الاحتماء بالمؤسسة العسكرية ولجأت اليها في صراعاتها ، وليتغلب الجيش على سبعة انقلابات مر بها العراق بين 1920 و 1958 ، و 3 انتفاضات شعبية كبيرة و ما لايقل عن 10 انتفاضات للمجاميع الاثنية . سيطر التجار وكبار الملاكين والاقطاعيين على النظام البرلماني وعلى مراكز القوى الحقيقية في بلادنا ، وتفننوا في تشريع قوانين الانتخابات والاشراف على تطبيقها .. ساد التخلف ، وعكست الاحزاب السياسية المصالح الطبقية السائدة ، ولم يجد الجيل الجديد من ابناء الشعب سوى الاحتجاجات السلمية والتظاهرات لأظهار الغضب والطموح لأجراء الاصلاحات .. واعطى العراق الاشارة المبكرة للدور المتعاظم المقبل للمؤسسة العسكرية في الحياة السياسية لبلدان العالم الثالث والعربي عندما فاجأ الشرق العربي بأول انقلاب عسكري في تاريخ البلاد العربية الحديث وفي السنة الخصبة سياسيا 1936 . كانت بريطانيا وراء تنمية العقلية الانقلابية في الجيش العراقي لأحتواءه وأخضاعه للاشراف البريطاني العام وربط العراق بعجلة الاستعمار !. وكان تدخل الجيش في السياسة وابلا على العراق وعلى الجيش نفسه ، فقد خرق ضباط الجيش الحياة البرلمانية بانقلاب الفريق بكر صدقي. لقد عكست الانقلابات في البلدان العربية النفس الثوري القصير للبورجوازية الصغيرة الصاعدة التي قامت بالغاء الاحزاب وعطلت المشاركة السياسية وهمشت المؤسساتية المدنية باسم معاداة الاستعمار والاصلاحات الجزئية ولتحيل الشعوب العربية الى كائنات مغلوبة على أمرها تتحرك بدافع البقاء ليس الا ! اي المصالح اليومية الآنية للناس حيث الفقر والانسحاق . وفي ربع قرن فقط (1949 – 1970 ) نجح اكثر من 35 انقلابا عسكريا في البلاد العربية ، واصبحت غالبية الشعوب العربية تحكم من قبل العسكر ! .
جدول رقم (1) – محطات مهمة في تاريخ الجيش العراقي

التاريخ

الحدث العسكري

6/1/1921

تشكيل نواة الجيش العراقي

1/4/1921

تأسيس الكلية العسكرية

1921

المباشرة بتطبيق نظام التطوع في الجيش

26/7/1921

تأسيس دائرة الانضباط العسكري

28/7/1921

فوج المشاة الاول ( موسى الكاظم )

12/5/1924

تأسيس المدرسة العسكرية الملكية

1924

صدور اول نظام لوزارة الدفاع

1927

تأسيس كلية الاركان

1/7/1927

اول دفعة تخرج من المدرسة العسكرية الملكية

1929

القيام بأول مناورات على نطاق واسع

22/4/1931

تشكيل اول رف في القوة الجوية العراقية

1932

تشكيل اول سرب في القوة الجوية العراقية

25/9/1933

اول فصيل هندسة ميدان

12/6/1935

قانون التجنيد الاجباري ( الدفاع الوطني )

1/1/1936

استدعاء اول وجبة تجنيد الزامي

1937

تأسيس القوة النهرية

23/10/1937

اول مفرزة دبابات خفيفة

1/10/1938

استلام معسكر الهنيدي ( الرشيد) من الانكليز

1/9/1939

مدرسة الصنائع العسكرية

1942

مطبعة الجيش

2/5/1955

استلام قاعدة الشعيبة

1948

معارك جنين ، كوكب الهوا ، كفرقاسم في حرب فلسطين

5/8/1950

آمرية الهندسة الآلية الكهربائية

1956

كلية الضباط الاحتياط

18/8/1956

الجحفل المظلي المستقل

1958

ثورة 14 تموز

1964

آمرية دورات الصاعقة

14/8/1973

الكلية الفنية العسكرية


ترسخت في العقلية السياسية العراقية مشروعية الاستعانة بالجيش ، ولم تعد مؤسسات النظام وبرلمانه موضع حرص من أحد !. حينها رأت المؤسسة العسكرية ان الوقت مؤاتي لدخول المعركة الى جانب الشعب وحسمها لصالحه في ثورة 14 تموز 1958!... قادت حركة الضباط الاحرار الوطنية الثورة الى بحر الامان ، وكانت مؤلفة من المراتب العسكرية ذات الميول الوطنية العامة ، وامتلكت تنظيماتها النشيطة .. وبعد الثورة ازدادت الشخصيات العسكرية المستوزرة لتستلم حقائب رئاسة الحكومة والدفاع والداخلية ، وعلى حساب الشخصيات العشائرية والدينية التي ثبتت خلفياتها غير الكفوءة والاحادية الجانب !.
بعد فشل حركة الشواف في الموصل 1959 بلغ عدد الضباط الشيوعيين وحدهم 235 ضابطا بينهم 3 عمداء و 18 عقيد و 37 مقدم ! .. وضمت القوة الجوية 70 طيارا شيوعيا من أصل 330 ! . لقد شكلت القوة المنظمة للحزب الشيوعي العراقي داخل الجيش 2.5% من تعداده البالغ 110 الف جندي وضابط صف عشية 8 شباط 1963 حيث تحمل الشيوعيون العسكريون القسط الاكبر من ضريبة الهزيمة امام الانقلابيين .
كان تاريخ تدخل الجيش العراقي بالسياسة منذ انقلاب شباط الاسود 1963 هو تاريخ قام على الصدفة والاحتماليات والعنتريات اي المحاولة والخطأ .. الامر الذي أكد انه لا أختراق تاريخي ممكن بأتجاه الحداثة الا بارجاع العسكر الى ثكناتهم ! . ولم تبعد راديكالية العسكر وتقلباتهم السياسية المفاجئة آنذاك عن التجليات التقليدية للسلطة كالزعامة والوجاهة والاولوية ... ، وانجروا الى تكرار هذه التجليات المتعارضة عمليا وبالاساس مع مشروعهم التحديثي الذي يتطلب ارساء آليات الحكم الجديدة .. وعلى خلفية قوامها الوحدة العقائدية الآيديولوجية والمركزية المفرطة مما انتج السلطات الشمولية والاستبدادية . العقلية العسكرية – مجتمع مغلق من جهة الاستئثار بالسلطة وممارسة القمع ضمن الشرعية مما ألقى الشكوك حول مدى تناسب وجود المؤسسات الديمقراطية الحقيقية مع وجود المؤسسة العسكرية القوية المسيسة !... ( عهود العارفين والعهد التكريتي ).... الى ذلك استخدم صدام حسين الجيش العراقي اداتا قمعية في حربه القذرة ضد الشعب العراقي والتي لم تقل اجراما عن كل حروبه خارج الحدود وداخلها وبالاخص محاربة الكرد بالانفاليات الشهيرة عالميا ! والاجراءات الاقتصادية القمعية .... وسعت الفئات الطفيلية المتنفذة اي تجار الحروب من بطانة الرئيس الضرورة دائما الى تكريس الانقسامات لجني المكاسب من الخلافات والاوضاع الطارئة والاستثنائية ، واثارة التوترات والشكوك كلما لاحت بوادر التقارب الوطني . كان صدام حسين وبطانته من المدنيين وليس فيهم عسكري مهني واحد ، مارسوا أبشع صور الدكتاتورية في سني حكمهم ، وكان الجيش العراقي من ضحاياهم . كان ارتداء صدام حسين للبدلة العسكرية، وحمل رتبة فريق أول ثم رتبة مهيب ركن، ذروة في إهانة الضباط المحترفين، والمؤسسة العسكرية عامة..... قضت دولة البعث على رومانسية الضابط العراقي، وسطوة الرتبة العسكرية تماما بمنح الرتب العليا الى من لا يستحقها، وبتخريج دورات من الفاشلين في المدارس الثانوية ضباطا ، وتسليط المراتب الدنيا على المراتب العليا..ان صدام حسين ليس دكتاتورا عسكريا بل مسخا دجن فيه المؤسسة العسكرية وارتدى لبوسها !. أعدمت الدكتاتورية خلال الفترة من عام 1995 الى تموز 2001 (368 )ضابطا بمختلف الرتب ... 155 ضابطا منهم من الحرس الجمهوري ، والمتبقين من وحدات الجيش المختلفة . وجرى اتهام الضحايا القيام باعمال ضد النظام والتعاون مع المعارضة العراقية او الاشتباه بضلوعهم في محاولات انقلابية . .. ومن المراتب العسكرية من احتجز لفترات طويلة وتعرض بعضهم للتعذيب في سجون ومعتقلات النظام وخاصة ابو غريب والمكاسب . يكاد لن يمر شهر دون ان تكون فيه هناك كوكبة من العناصر الوطنية من ابناء القوات المسلحة تحال الى السجون ويختفي مصيرها في المعتقلات او تساق الى ساحات الاعدام ..شهريا ، وهو تعبير عن الرفض داخل المؤسسة العسكرية ابان العهد الدكتاتوري.
بنى العراق قواته المسلحة وفقا لقواعد ونظم خاصة به ، فاعتمد نظام التجنيد الاجباري ، ولم يقبل أجانب في قواته . وبلغت فترة التجنيد الاجباري في بلادنا ال 24 شهرا ، وبقت القوات البحرية العراقية صغيرة نسبيا لمحدودية المنافذ البحرية ! ... وانتج العراق ذخيرة الاسلحة الصغيرة و ذخيرة الاسلحة الرشاشة المضادة للطائرات ، والقاذفات المضادة للدبابات ، وذخيرة المدفعية وقنابل الطائرات ، والقنابل العنقودية ، وغازات الحرب المحرمة ... ومعدات اللاسلكي وقطع غيار الدبابات .. الخ . وقام بتطوير الطائرات وأجهزة الكشف الراداري وصواريخ ارض – ارض .. واعتمد العراق على البلدان الاشتراكية سابقا لتوريد السلاح التقليدي وبالاخص الاتحاد السوفييتي وفق معاهدة الصداقة والتعاون المعقودة معه .. ومال العراق الى الغرب والسوق السوداء لتوريد السلاح عالي التقنية واسلحة الدمار الشامل .. وفعلا جهزته الشركات الاحتكارية العملاقة بما يحتاجه من الايرادات العسكرية المتنوعة مزدوجة الاستخدام ! ... يقول جيمس بيكر في مذكراته عام 2001 : " اتفقنا على مواصلة السعي لتسهيل الفرص امام الشركات الاميركية للمشاركة في اعمار الاقتصاد العراقي بناء على توجيهات مجلس الامن القومي أواخر 1989 ". واجهضت القدرات العسكرية العراقية بالحروب الخليجية والعقوبات الاقتصادية والاحتلال ... بعدها لم يعد ممكنا حساب تطور العراق العسكري اتصالا بالاعداء التقليديين كأسرائيل !. .. وهو يحتاج الى الزمن الطويل حتى يستعيد قدراته السابقة ! ولم يبق من البرامج العسكرية العراقية حتى الكوادر الفنية الماهرة التي جمد عملها الاحتلال مما اضطرها الى مزاولة الاعمال الحرة وغير الحرة في مجالات عمل غير اختصاصها " يعتبر نقص الكفاءة من عوامل فرملة ادخال التكنولوجيات الحديثة في عصر اكتسبت فيه عملية تعاقب الاجيال التكنيكية طابعا شاملا ".
كيف تحول أقوى جيش عربي ليصبح أرض تفريخ خصبة للفرار من الخدمة؟ بلغت نسبة التخلف والهروب والتسيب من القوات المسلحة العراقية حتى نهاية عام 2001 (40%) . ويرجع اسباب العزوف على اداء الخدمة العسكرية الى النقص الحاد في التموين والتغذية وتفشي الرشوة والاكراميات ، وتدني الرواتب ، وغياب عدد كبير من المراتب والجنود عن الدوام مقابل مبالغ مجزية يدفعها ذووهم ! وفقدان الملابس العسكرية . عانى ابناء القوات المسلحة من العوز والجوع وتعذر عليهم الحصول على اجور النقل من والى وحداتهم العسكرية ... وترتفع هذه النسبة الى 45% في القطعات العسكرية المتمركزة جنوب الوطن ( الفيلق الثالث والفرقتين الخامسة والحادية عشر في البصرة ، الفيلق الرابع وفرق المشاة 18 و14 في ميسان وذي قار والفرقة المدرعة العاشرة وكتائب الدفاع الجوي في الطيب ) رغم اعلان حالة التأهب القصوى فيها . وأدت عشر سنوات أو يزيد من العقوبات الدولية المفروضة على العراق إلى الحد من مقدرة الجيش على تعويض الخسائر المادية الجسيمة التي مني بها في حرب الخليج عام 1991 وتعرضت للمزيد من الدمار خلال عمليات القصف المتوالية التي قامت بها الطائرات الاميركية والبريطانية، كما ان مستويات التدريب لم تكن الأرقى في مسيرة الجيش العراقي. وتراجعت المعنويات بشدة لتصل إلى الحضيض مع الحملة الوحشية التي شنها النظام لتقليص الهروب من الخدمة والتي وصلت في أقصاها إلى فرض قطع الأذن عقوبة على من يفر من الخدمة.

جدول رقم (2) - حجم الافراد المجندين للقوات المسلحة من حجم السكان

العام

حجم الافراد المجندين للقوات المسلحة من حجم السكان ... %

1970

2.4

1975

2.9

1980

13.4

1988

21.3


أخلت الحروب قي بلادنا بالتوازن الاجتماعي والبيئي ، وكانت بحق سوقا خصبة لأسلحة الدول المتقدمة ومختبرا لتجريب آخر المبتكرات في مجال التسلح .. في حلبجة استخدم النظام العراقي الغازات السامة ليبيد 5000 مواطن برئ مسالم بينهم الاطفال والنساء ، وسبق له ان استخدم النابالم المحرم دوليا في قصف كردستان العراق ، كما استخدم الثاليوم لتسميم معارضيه دون ضجة وبهدوء ...واستعملت في حرب الخليج الثانية أخطر المبيدات والملوثات وبالاخص اليورانيوم المستنفذ (DU ) الذي يدوم نشاطه الاشعاعي 4.5 مليار سنة اي دوامه الى الابد ، ومع احتراقه ينبعث اوكسيد اليورانيوم السام المشع وينتقل في الهواء عدة كيلومترات لتستقر دقائقه في الاعضاء الحيوية بالاستنشاق والهضم ، وليسبب آلام الرأس والامراض الخبيثة .
بداية القرن الواحد والعشرين شكل الجيش العراقي 40% من حجمه قبل حرب الخليج 1991 . وتحولت مهمته الى التصدي للتمردات المحتملة وضمان ابقاء صدام حسين في الحكم ... بينما كانت مهمته سابقا ان يجعل العراق قوة أقليمية ! واحتفظ الجيش العراقي بقدراته المتطورة على أخفاء ونشر المعدات الحربية خاصة معدات اسلحة الدمار الشامل ، في الوقت الذي سمح له بانتاج الصواريخ الباليستية ذات مدى 145 كيلومتر ، ودفاعات جوية حديثة ، وجيش تعداده 400 الف فرد . امتلك الجيش العراقي ترسانة كبيرة من الطائرات والدبابات والسمتيات والمدرعات .. ولم يتوقف التسلح حتى بعد الحرب العراقية – الايرانية عندما ذهبت المليارات من ثروات العراقيين هباء منثورا في مؤسسات مغلقة ، ولم يعرف الشعب العراقي ما الذي كانت تصنعه مؤسسة التصنيع العسكري ! ..
بعد حرب الخليج الثانية وغزو الكويت برزت ثلاثة اتجاهات في المؤسسة العسكرية من حيث الموقف من النظام : التمرد في قاطع مسرح عمليات الكويت ، التفكك السلبي في مسرح العمليات الشمالي ، التماسك المناصر للحكام في قواطع الوسط . ولعبت عوامل عديدة في تحديد هذا الموقف او ذاك منها : حجم دمار القطعات العسكرية وحجم المهانة العسكرية ، مدى قوة وضعف هياكل القيادة والسيطرة ، مدى قوة ونفوذ المجموعات القرابية في الوحدات ، مدى الشفافية والسيولة المعلوماتية والقناعات السياسية . وعموما تميزت المؤسسة العسكرية العراقية في العقود المتأخرة بما يلي :
• النمو المطرد المفرط قياسا الى السكان . لقد نمت حوالي 14 مرة بين 1950 و1980 فقط في الوقت الذي نمى فيه حجم السكان 3 مرات ! والجهاز الاداري للدولة 10 مرات فقط . في عهد البعث بلغ التناسب بين القوات المسلحة والسكان 32.5 لكل الف وحتى 60 لكل الف .. وهي اعلى نسب في العالم لأن المعدل العالمي 7 لكل الف نسمة زمن السلم !. وبلغ الانفاق العسكري ما يعادل ال 14.6 % من الناتج الاجمالي الوطني عام 1994 وهو أعلى من مستوياته في جميع البلدان العربية .
• دمج التنظيمات الحزبية في المؤسسات العسكرية واخضاع العسكر للسلطات المدنية .
• تغلغل المجموعات القرابية في المؤسسة العسكرية وفرض الهيمنة الفردية المتجاوزة للمؤسساتية ، وتأثر المؤسسة العسكرية بصراعات الاسرة الحاكمة.
• تقسيم المؤسسة العسكرية الى قسمين ، طليعي خاضع لمؤسسة الرئاسة كفيالق الحرس الجمهوري وهيئات التصنيع العسكري ... وتقليدي مرتبط مباشرة بوزارة الدفاع ( الجيش النظامي ).
• تصاعد حساسية التأثر بالمنعطفات الثورية مثل ترك الجنود والضباط معسكراتهم في سلبية تامة ، وانقلاب قوات الجاش على السلطات ، وتحلل وتمرد قطاعات حزب البعث على السلطات ...
• تنامي واتساع قوة المعارضة الوطنية المسلحة ، كما ونوعا ، وبالاخص البيشمركة وحركة الانصار الشيوعية . لقد تحولت حركة الانصار الشيوعية من منظمة حزبية عسكرية الى حركة جماهيرية في المدن الكردستانية ، ولولاها لما جرى استخدام الاذاعة لأيصال صوت الشعب العراقي يوميا الى الجماهير الواسعة في بلادنا .
• تناغم الدور الاميركي مع المهمات القمعية للمؤسسة العسكرية العراقية والذي تجلى بأسطع صوره ابان انتفاضة عام 1991 بأستعادة الاسلحة من الثوار في الجنوب ونزع الاسلحة الثقيلة منهم وليسلموها لجيش صدام حسين وقمع الانتفاضة. وآنذاك سمحوا للسمتيات بقصف مواقع الثوار والقضاء عليهم بوحشية وبربرية ومن ثم اعتقال وابادة المئات منهم وأمامهم دون أن يتدخلوا رغم قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن .

استهدفت الادارة الاميركية المؤسسة العسكرية العراقية بعد احتلال العراق وكان قرار حلها أمرا متعمدا ومدروسا رغم كل تداعياته وآثاره ! . لكن الجيش الذي حله السيد بول بريمر بقي النواة الوحيدة الصالحة لإعادة تشكيل القوات المسلحة بما يضمن للأميركيين ولغير الأميركيين الأمن في المدى القصير والمتوسط وبما يضمن للمواطن العراقي الحياة الكريمة... لاشك أن البناء على نواة جيش عمره من عمر الدولة العراقية، بعد تثقيفه من متعلقات أسباب انحرافه، أكثر ضمانة من المليشيات العقائدية، التي قد تبيع الوطن والإنسان بأمر أو بفتوى. كان الأمر يتطلب دعوة منتسبي القوات المسلحة إلى الالتحاق بمعسكراتهم لإبعادهم عن المشاركة في النشاط الإرهابي ، وأجراء دراسة شاملة للعناصر التي كان لها دور إجرامي ، والمرتبطة بنظام صدام حسين وأحالتهم على التقاعد ، وإحالة من يثبت قيامه بأعمال إجرامية إلى المحاكمة لينال العقاب الذي يستحقه ، والامتناع عن القيام بأي نشاط سياسي داخل الجيش ، والانصراف للتدريب، والاستعداد للدفاع عن الوطن ضد أي عدوان خارجي . لم يحسب الحالمون بدولة بلا جيش حسابهم، يوم نصحوا بحله، ورمي نصف مليون مسلح بالخبرة القتالية إلى قارعة الطريق، التي تعج بعروض أسواق الموت .... الجيش العراقي، سلاح وخبرة في أسواق الموت المغرية .. ياللهول !.... وجرت المباشرة باعادة إحياء مؤسسة الجيش العراقي بطريقة تأخذ في الاعتبار التوازنات القائمة في البلد، المحافظة على الأمن، أمن الجميع حتى أمن الجنود الأميركيين والبريطانيين أنفسهم.... فكلما زال الاحتلال باكرا في ظل عراق آمن، كلما كان ذلك في خدمة قيام عراق جديد لا ترتاح اليه الإدارة الأميركية وحدها، بل الدول الاقليمية ، وهذا أمر في غاية الأهمية إذا كانت أميركا تبحث فعلا عن الاستقرار في الشرق الأوسط . ان الاستقرار في العراق لا يمكن أن يأتي إلا من خلال قيام جيش قوي ذي عقيدة واضحة تتلخص بالدفاع عن البلد كله وعدم التدخل في الشؤون السياسية. ثم بدأ القادة العسكريون الامريكيون خططا لاعادة ترتيب القوات العراقية التي تم تدريبها تحت ادارتهم، في ضوء تزايد العنف الطـائفي في البلاد. والهدف هو اجتثاث الولاءات الطائفية والعرقية في الجيش مع التركيز على قوات الشرطة التي صارت تشرف عليها الاحزاب الشيعية حيث سجل ارتفاع في حوادث القتل والاختطاف التي تقوم بها جماعات ترتدي زي الشرطة العراقية.
لا يزال العراقيون الذين يتحركون ببطء لإقامة قوات أمن قوية ويعانون الأمرين من الهجمات الانتحارية غير قادرين على التعامل مع التحديات الأمنية. ويعترف الامريكيون ان الجيش العراقي الذي يتحكمون به ويسيطرون عليه لا يشكل تهديدا كبيرا كالذي تشكله وحدات الشرطة التي تخضع لوزارة الداخلية التي تحولت الي اقطاعية طائفية تابعة لجماعة سياسية عراقية معينة. واعترف العسكريون الامريكيون انهم اكتشفوا في مرحلة متأخرة ان قوات الامن العام، التي تتبع لها وحدات مدرعة خفيفة هي شيعية بالكامل . وافاد تقرير أصدرته المجموعة الدولية لمعالجة الازمات " في ظل غياب جهاز مركزي يمكنه الاعتماد على قوات أمن غير حزبية تابعة له في مواجهة أحزاب وميليشيات لها برامج طائفية او عرقية أو حتى انفصالية فان النتيجة الاكثر ترجيحا هي التآكل التدريجي للدولة أو تفككها." وتعتبر قوات الحرس الوطني العراقي الأكثر ولاءا للقوات العسكرية الاميركية في العراق ! لانها قوات شكلت بأمر الحاكم الاميركي بول بريمر وتخضع لأوامر القيادة العسكرية الاميركية مباشرة " دور هذه القوات مجهول وهي اشبه بقوات شرطة وليست قوات جيش عراقي محترف مكلف بالدفاع عن البلاد من خطر خارجي ". وتألفت هذه القوات من ستة فرق ، وكل فرقة تتكون من 12 الف عسكري. وترافق هذه القوات القوات العسكرية الاميركية وسلطتها تابعة لقيادة اميركية لا عراقية المعلومات . وقد جرى جدلا واسعا في وزارة الدفاع العراقية على خلفية عدم خضوع قوات الحرس الوطني العراقية لسلطة هذه الوزارة باعتبارها المسؤولة عن المؤسسات العسكرية في العراق ... كما ان رواتب هذه القوات تسلم من الاميركيين لا الحكومة العراقية ، وهي رواتب خيالية، ويستلمون تجهيزات من القوات الاميركية مباشرة ... وهو ما اعتبره عسكريون عراقيون محترفون بأنه محاولة من الاميركيين لتجنيد جيش عراقي مرتبط بهم لا جيش عراقي وطني. واثار دمج قوات الحرس الوطني بقوات الجيش العراقي الجديد ليبلغ تعداده تسع فرق عسكرية، ستا من الحرس الوطني وثلاثا من الجيش الجديد التابع لوزارة الدفاع، الكثير من الاستياء بسبب مخاوف جدية من ان تصبح قيادة الجيش العراقي الجديد تحت سلطة القوات العسكرية الاميركية ومن صنيعتها ومن تعميم النظرية الاميركية على عموم المؤسسة العسكرية في العراق القائلة: " تشكيل جيش عراقي أو حرس وطني عراقي- امريكي له دور أمني ومرتبط بحلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة ". لدى الجيش العراقي اليوم نحو واحد وثلاثين لواء اي أكثر من مائة كتيبة في الميدان !.
جاء في نشرة مركز دراسات " السياسة الخارجية تحت المجهر" ان تكاليف العمليات العسكرية الأميركية في العراق تقدر شهريا بـ (6.5) مليار دولار عام 2005 وان استمرار الوجود في العراق بالمستويات العسكرية الحالية سوف يؤدي إلى مضاعفة العجز الموجود في الميزانية الفيدرالية الاميركية المقدرة للسنوات العشر المقبلة. لقد تحولت تكاليف الحرب إلى أغلى حرب أميركية في الستين عاما الماضية ، فالإعصار العراقي الدائم هو تصاعد قياسي في النفقات والضحايا وكابوس من نوع جديد...يجري شهريا مقتل (155) من قوات الأمن والشرطة العراقية تقريبا منذ كانون الثاني 2005 في حين كان هذا العدد لا يتجاوز (65) شهريا قبل تلك الفترة ، وبلغ معدل العمليات الانتحارية (50) عملية شهريا خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2005 بعد ان كان المعدل في عام 2003 (20) عملية في الشهر و(48) في عام 2004. ...
بلغ عدد القتلى في صفوف العراقيين المدنيين حتى تاريخ 22 آب 2005 ما بين (23589) و(26705) بسبب عمليات الجيش الأميركي أثناء الغزو والاحتلال .... وعندما بدأ الغزو الأميركي أصيبت شبكات المياه والمجاري بالدمار وألقيت آلاف القنابل والقذائف الأميركية التي خلفت وراءها بيئة ملوثة، ناهيك عما تسببت به الدبابات من أضرار للمنطقة الصحراوية العراقية. وما زالت ألغام يقدر عددها ب 12 مليونا موجودة في مناطق عدة إضافة لانتشار مواد سالت من 5000 برميل من المواد الكيماوية أو المحترقة.
يؤكد المركز الدولي لدراسات أمريكا والغرب ان القرار الأميركي الأحادي بغزو العراق تسبب بخرق فاضح لميثاق الأمم المتحدة وخلق سابقة خطيرة أمام دول أخرى ووفر لها استغلال هذه السابقة للقيام برد عسكري على أي أخطار مزعومة. وتسببت جهود بوش التي أراد من خلالها دفع الأمم المتحدة إلى الاعتراف بحكومة بغداد بعد احتلال العراق بتقويض المفهوم الطبيعي للسيادة الوطنية والاستقلال اللتين يؤكد عليهما ميثاق الأمم المتحدة. ولجأت إدارة بوش إلى ممارسة الضغوط على الدول التي عارضتها في مجلس الأمن الدولي من أجل دفعها للانضمام إلى إرسال القوات تحت إطار "تحالف الإرادة" فتسببت هذه السياسة بتقويض الأسس الديموقراطية لتلك الدول. وتسببت الذخائر التي استخدمتها الولايات المتحدة وهي من نوع يحمل يورانيوم غير مخصب بأضرار بيئية إقليمية لأن الأنهار التي تضررت منها تمر في إيران والكويت وليس العراق وحده.
مرت ثلاثة أعوام تقريبا على الاحتلال الأميركي للعراق ومازالت بلادنا تتأرجح بين وعود التوصل إلى مجتمع أكثر أمنا وبين الصراع الطائفي الذي سيطرت عليه يد صدام المستبدة في يوم من الأيام. لقد تحقق الانتصار العسكري السريع لقوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ، لكنه ما لبث أن تحول إلى احتلال طويل مكلف ومستمر ومميت. وانتشرت حالة الشك والضبابية وعدم الاستقرار ، ووقعت الهجمات الإرهابية بشكل يومي في مختلف المدن العراقية ، وتأججت مشاعر نيران التعصب الطائفي .كان من نتائج الاحتلال الاميركي ان تعرضت المدن والمنشآت الحكومية العراقية للنهب والسلب ، وكذلك السطو والاعتداء على محتويات مخازن الذخيرة والأسلحة ، إضافة إلى انفتاح الحدود على مصراعيها أمام المرتزقة والمتسللين.... وانفلات الأمن الذي دفع بالعراقيين للاحتماء بانتماءاتهم القبلية والعشائرية التقليدية ، بدلا من اعتمادهم على قوات الشرطة أو الحرس الوطني.... واحتمى الكثير من العراقيين بالميليشيات المسلحة. تؤكد النيويورك تايمز : " صحيح أننا قطعنا خطوات لا بأس بها في بناء جيش وطني عراقي ، إلى جانب نجاحنا في عقد الانتخابات العامة.... غير أن فشلنا في توفير الأمن عقب الاجتياح والاحتلال إنما يعني محاولتنا بناء هذه المؤسسات الوطنية في تنافس ولهاث وسباق مع مقاتلي التمردات وإرهابيي تنظيم "القاعدة" وفرق الاغتيالات الشيعية وشتى الميليشيات الطائفية العراقية التي سرحت ومرحت وخلا لها الجو تماما بسبب الفجوة الأمنية التي أعقبت الغزو ". ما أن تجد الميليشيات الطائفية موطئ قدم لها في الأرض ، حتى تنغرس عميقا في باطنها ، وتطور استراتيجياتها وأهدافها ومصالحها الخاصة مما يجعل اقتلاعها مهمة في غاية التعقيد والصعوبة. وكما قال السفير الأميركي في العراق زلماي خليل زاد لصحيفة "واشنطن بوست" إن الميليشيات الطائفية هي البنية التحتية للحرب الأهلية ولبنتها والتربة التي ينمو عليها جميع لوردات الحرب". تجار السلاح يتصارعون على الأسواق الآسيوية ومنها بالطبع السوق العراقية . سماسرة الأسلحة في انتظار الحرب الأهلية!.
جسد العراق مأساة القدرات التقنية العربية في أجلى صورها ! بعد ان أخفق الحكام لا في حماية الانجازات التقنية بل في حماية البلاد وسيادتها الوطنية واستقلالها الناجز ! .. فدمرت اسرائيل المفاعل النووي العراقي بتواطؤ اميركي فرنسي عربي عام 1981 . ومكنت خطيئة غزو الكويت الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة من تحقيق حلم تدمير القدرات التقنية والعسكرية للعراق . أما خطيئة التوغل في المراوغة والكذب في اجندة الاسلحة النووية والبايولوجية العراقية فمهدت للعجز الصدامي والاحتلال الكامل للعراق وضياع جهد قرن كامل من التطور العسكري والتقني ! . يقينا ان التطور التقني العراقي تركز على الجانب العسكري وعلى حساب الحياة المدنية ... لكن العقوبات الاقتصادية والاحتلال والجيوسياسية الراهنة اعادت الكرة الى نقطة الصفر لتتهرأ القدرات العسكرية التقنية بحكم العطالة والبطالة وقلة الممارسة او الهجرة وطلب اللجوء في الغرب !.
اثبت التاريخ تآلف العسكرياتية ( عسكرة المجتمع ) والميليشياتية ( اشاعة الميليشيات ) والشمولية ( التوتاليتارية) والولاءات دوت الوطنية ( الطائفية والعشائرية ...) والافكار التقليدية والارهاب لتدمير وتهميش المؤسساتية المدنية وهيئات حقوق الانسان وزعزعة الامن الوطني الحق . ومعروف ان قاعدة اي امن وطني تستند على القدرة على البقاء والاستمرار وكفالة الاستقلال السياسي وضمان وحدة الاراضي والدفاع عن الوطن والمواطنين من التهديدات الخارجية ، والقدرة على ادامة الطابع الوطني للدولة وتحقيق مستوى معين من الرفاه الاجتماعي والاقتصادي ... لقد أخل صدام حسين بالامن الوطني العراقي والذي يسير اليوم على عكازات أجنبية بالشراكة الاميركية الكاملة ! ...


• المصادر في المواضيع العسكرية

1. شالا بيردزه / العمليات النفسية الأميركية / مجلة شؤون عسكرية أجنبية السوفييتية /العدد 9 / 1989.
2. كريستيان جيرار / مستقبل الحرب / مجلة الدفاع الوطني الفرنسية / العدد 9 / 1989.
3. دومينيك دافيد / الحماية الشاملة من الضربات المحددة ( غبالس) والاستراتيجية الأميركية /مجلة الدفاع الوطني الفرنسية/العدد 1 /1993.
4. بسام العسلي / المذاهب العسكرية والتقانة /الفكر العسكري / العدد 2 /1991.
5. بسام العسلي / المؤسسة العسكرية : تقليدية أم تطويرية _ تحديثية /الفكر العسكري/العدد 2 /1993.
6. لوسيان بوارييه / حرب الخليج و مكانتها في سلالة الاستراتيجية / الترجمة :عمر كربوج / مجلة الاستراتيجي الفرنسية /العدد المزدوج 3 _4 /1991 /الفكر العسكري/العدد 6 /1992 .
7. نافع أيوب لبس /السمات العسكرية التقنية للحرب الأخيرة في منطقة الخليج / شؤون عسكرية أجنبية / العدد 7 /1991/الفكر العسكري/العدد 1 /1992.
8. معن النقري / اقتصاد المعلومات والسياسة الاقتصادية المعلوماتية/ الشبكات/العدد 25 /1997.
9. الكسندر كوكبرن ، اندرو كوهين / الحرب اللاضرورية / الثقافة الجديدة / العدد 243 /1992.
10. اوغاركوف ن.اف./التاريخ يعلمنا اليقظة /دمشق/1989.
11. اكرم ديري /آراء في الحرب الاستراتيجية وطريقة القيادة /بيروت /1984.
12. باحث/استخبارات الأمن الداخلي في الدولة الأيوبية / هه زار ميرد/ العدد 1/1997.
13. انظر : الدراسات العسكرية في مجلة الثقافة الجديدة وطريق الشعب…عامر الجبوري ، صالح ياسر ، لطفي حاتم ، غضبان السعد ، ب.السامر ، ثابت المشاهدي ، ف.ع.ك.، صلاح غالب ، احمد الجبوري ، حسان عاكف ، ثابت حبيب العاني …
14. تجارة الموت / الثقافة الجديدة /العدد 266 /1995.
15. القدرة المناهضة للحرب لدى قوى التحرر الوطني / الثقافة الجديدة / العدد 163 /1985.
16. زهير الجزائري / أوراق جبلية/الثقافة الجديدة / الاعداد 163 - 176 /1985.
17. الارهاب في الجيش / الثقافة الجديدة / العدد 166 /1985.
18. فالح عبد الجبار / الانتفاضة العراقية بعد تسع سنوات بين النسيان والذاكرة / الثقافة الجديدة/العدد 295 /2000.
19. الحركة الأنصارية وضياع فرصة الانتفاضة الدائمة /التخطي /العدد 7 /2000.
20. توماس ساعاتي / النماذج الرياضياتية في السيطرة على التسلح والتحكم بنزع السلاح /الولايات المتحدة / 1968.
21. ميشيل بريجير / الأزمات في السياسة الدولية - النظرية والواقع/ بريطانيا /1993.
22. لمحات من تجارب حرب الأنصار / الثقافة الجديدة / العدد 142 /1983.
23. جاك وودس / الجيش والسياسة / الثقافة الجديدة / العدد 127 /1981.
24. كفاح حسن / المطاردون _ من مآثر الأنصار ( البيشمركة ) الشيوعيين / اربيل / 2000.
25. مشروع تقييم حركة الانصار التابعة للحزب الشيوعي العراقي في الفترة ما بين 1979 - 1988 /شقلاوة/1995.
26. دراسات من الانترنيت .

راجع للكاتب :

1. المعلوماتية والحرب والجيش في العراق
2. اداء القوات المسلحة العراقية لا ينال رضا شعبنا العراقي
3. ملحمة 14 تموز بين التأسيس المدني والعقلية العسكرية
4. الإرهاب الحكومي والإرهاب غيرالحكومي
5. المعلوماتية المعاصرة والحرب

في الروابط الالكترونية التالية لمواقع الحوار المتمدن ، الناس ، آفكا :

http://www.rezgar.com/m.asp?i=570
http://www.al-nnas.com/ARTICLE/SKuba/index.htm
http://www.afka.org/Salam%20Kuba/SalamKuba.htm