| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سلام إبراهيم كبة

 

 

 

الأثنين 25/2/ 2008



القاعدة الروزخونية للعملية التربوية والتعليمية في العراق

المهندس الاستشاري/ سلام ابراهيم عطوف كبة

خفف النهب ما أظن ثراء البعض
الا من جهد باقي العباد
لطف النقد يافؤادي رويدا
وبرفق على رجال الفساد
فرجال الفساد كانوا رفاقا
في نضال واخوة في جهاد
سوف يبقى جني الحرام دفينا
في الصناديق أو بنوك الأعادي

الروزخونية تعني التبريرية والسفسطائية والخطابات الانشائية الفضفاضة الفارغة وادعاء التمسك بمفاهيم التخطيط التربوي،وفي حقيقة الامر تكشف بوقاحة عن التحريم والتكفير والاتهام بالهرطقة والقمع السياسي وازدياد الاعمال الارهابية والاغتيالات ومحاربة مشاريع العقل الاجتماعي والسياسي في المجتمع اي مشاريع المعقول الاجتماعي والتشارك السياسي والترابط بين العاقل والمعقول!والالحاح على الولاء لولاية الفقيه واشاعة المحافظة في الحياة السياسية ورفع شعار اصمت وكن مع مشروعي والا(فستكون من الكافرين)سيئة الصيت!نشاط الاصوليات الرجعية المتطرفة التي تؤمن بالقتل والتدمير تحت حجة الجهاد في سبيل الله،ولا تتورع في قتل الادباء والاطباء والمهندسين والمفكرين والضباط والصحفيين،الاطفال والشيوخ والنساء ورجال الدين والابرياء قرابينا،وتستخدم التكنولوجيا المتقدمة والسلاح وتمتلك المصادر التمويلية الغنية والانفاق السخي والخبرة الاعلانية،وتهيمن عرفيا في مناطقها الجغرافية!فالروزخونية تعني الارتقاء المستمر للعشائرية الاجتماعية الطائفية مع انهيار نظام الخدمات الاجتماعية للدولة بسبب الحروب الكارثية والعقوبات الدولية ونهوض الولاءات العصبوية واحياء الدواوين العشائرية- الطائفية واعادة الأراضي لاقطاعيي رجال الدين وآيات الله والاغوات والشيوخ القدامى- الجدد،للمتعاونين ذوي العشائر الكبيرة والصغيرة.وراكمت وتراكم المشايخ الطائفية المقاطعات الواسعة لتبني جيوشها الخاصة وتحفظ الامن في أريافها ومدنها وحاراتها وضيعاتها..وتجري قنونة القيم العشائرية الطائفية الجديدة لتتحول الى براغماتية الطابع والمضمون منافية للعقل واكثر اثارة للدولة العراقية والقطاع العام لأنها حملت وتحمل جنين التدمير الشامل للدولة.الروزخونية نهج يضر بالقيم الوطنية ويستهدف تمزيق لحمة النسيج الاجتماعي العراقي..وتتحول العشائر الطائفية الى مجموعات ضغط قرابية على طريقة العرابية واللوبية أي العصابات والمافيات امتزجت بالتقاليد والاعراف القديمة لخلق البلبلة العشائرية بديلا لتوازن القوى العشائري التقليدي والبلبلة الطائفية..وتتقاطع التقاليد العشائرية الطائفية مع الاعراف العشائرية التقليدية،وتزرع الأولى الفاشية الجديدة والثانية- عبارة عن تشاورية ديمقراطية ومصالح مشتركة رغم كونها ديمقراطية هرطقة بدائية و ساذجة،وتبقى نقطة التقاطع براغماتية!
النتيجة كانت تحول الفساد اليوم الى وباء مستشري ينخر في جوانب المجتمع كافة وبشكل خاص في مؤسسات الدولة ودوائرها الى جانب القطاع الخاص!وأحوال التعليم تكاد تكون من أسوأ الأحوال في البلاد.وتدفع المرأة العراقية الثمن مضاعفا بسبب ما يجري في العراق اليوم فطوق الاضطهاد يلتف على عنقها من المنزل ويمتد الى الشارع والمدرسة ومكان العمل!ودخلت قضية المهجرين العراقيين الأدب السياسي كواحدة من ابرز قضايا الاضطهاد والتمييز في العراق!العراق،احزمة الفقر تطوق مدنه،انقاض وخرائب ووجوه كالحة ذائبة!
تعبر التربية عن التنشئة الاجتماعية للفتوة والشبيبة واشاعة قيم تهذيب التفكير ورسم انماط سلوكيات التوازن الاجتماعي لمزيد من التفاعل البناء بين المواطن ومضمون التنمية والتخطيط والاعمار.وتستمد الاصول الاجتماعية للتربية من المعتقدات السائدة من قيم ومثل عليا واعراف موروثة ومن التفاعل الحضاري،وتستهدف اشاعة السلام الاجتماعي والتآلف والاستقلالية الشخصية وزرع الثقة في النفس لأكتساب الخبرات الاجتماعية نحو النمو المضطرد السليم والتنمية المستدامة.الثقافة دون وعاء تربوي وموجهات تربوية مضمون راكد وقيم لا معنى لها،وتبقى التربية دون مشروع ثقافي مفهوم فارغ!..العمل التربوي والروزخونية على طرفي نقيض لأن الشعب العراقي يعيش مرحلة صعبة ومعقدة للغاية في تاريخه الحديث،مرحلة تتميز بغيبوبة العقل المديدة وتراجع الوعي الاجتماعي الفردي والمجتمعي وتخلف الوعي الديني وسلب الإرادة الحرة والواعية لدى نسبة عالية من أفراد المجتمع العراقي،وبخاصة بين أتباع الأحزاب السياسية الإسلامية ذات الوجهة المذهبية المتزمتة والطائفية والتي تتعامل مع الواقع العراقي على أساس طائفي سياسي وتمارس التمييز في المواطنة،وبالتالي تساهم هذه القوى في دعم فعلي لقوى الإرهاب الناشطة في العراق،شاءت ذلك أم أبت.
عانت العملية التربوية التعليمية في بلادنا من تأثيرات القادسيات الكارثية منذ عام 1980 والحصار الاقتصادي والنهج الروزخوني،المناهج التدريسية التي تركز على النصوصية لا تنمية القدرات التفكيرية،سوء الأوضاع الأمنية والخدماتية بحيث لا تصلح بعض المدارس أن تكون حتى سكنا للبهائم،النقص الحاد بالكتب والقرطاسية،بقاء المناهج الصدامية محافظة على جوهرها المخادع التضليلي بعد ان خلعت رداءها القومي ولبست الرداء الطائفي النتن،مواصلة التعليم في بلادنا العمل على قاعدة الربحية بعد ان بات التعليم المجاني الحر في خبر كان عبر الرسوم التعجيزية على كل المستويات،وتشكل المصاريف الجديدة عبئا ثقيلا على أكتاف الفقراء والمعدمين!.الوضع التربوي الدراسي مشوب بالمخاطر والانفلات الامني والمزايدات والطائفيات والعنصريات والجهويات الفئوية الضيقة والمناهج الدراسية الروزخونية المشوشة والمغلقة غبر القابلة للتطور والعطاء والموضوعية وقبول الافكار العلمية والجدل العلمي.الوضع الدراسي مشوب بالمؤسسات والمعلمين والمدرسين والاساتذة والطلاب الذين يصفقون و يهرجون للمشروع الطائفي واساليب العنف والتهديد والابتزاز والفكر الرجعي.تعاني العملية التربوية والتعليمية في بلادنا من شعور قطاعات واسعة من الشبيبة بالاحباط وفقدان الامل وضعف الانتماء الوطني وتأثر بعض المجموعات بالاطروحات الطائفية،انتشار البطالة بشكل واسع،تنوع الاتحادات و المنظمات الشبابية والطلابية وارتباط بعضها بالاحزاب السياسية ذات الطابع الطائفي و القومي واعتمادها اسلوب الاغراء (المادي و المعنوي)لكسب الاعضاء،الهجرة الواسعة خارج الوطن بحثا عن فرص عمل أفضل أو عن الامان او عن كليهما،تدهور واقع الخدمات والامن والمستوى الاقتصادي وما ادى اليه من انكفاء الشبيبة والطلبة واثقالهم بهموم الحياة اليومية وتفاصيلها المعقدة على حساب الهم العام والنضال المطلبي اليومي،تدهور مستوى التعليم وتخلف المناهج الدراسية وطرق التدريس وعدم وجود أفق واضح ومشجع للخريجين،استفحال ازمة المرأة العراقية.
ان اسباب صعود نجم الروزخونية كالطائفية السياسية والثقافة الطائفية هي:ضعف الدولة في ادارة مؤسساتها مع غياب القانون،ضعف قوى اليسار والعلمانية في الساحة السياسية كونهم هم المحور الأساس لمجابهة الروزخونية والمؤسسات الطائفية ويمتلكون الحس الوطني والثقافي في توعية أبناء الشعب،ضعف المؤسسات الديمقراطية في توعية المواطن ثقافيا وأجتماعيا،اصطفاف اليمين القومي مع قادة الطائفية من أجل ترسيخ مصالحهم،دعم قوى المصالح الدولية الكبرى محاربة القوى الديمقراطية التي تمثل صراع الكادحين في سبيل حقوقهم،تحويل الصراع الطبقي في المجتمع الى صراع طائفي،تهميش وتحويل حقوق الانسان في بلادنا الى حقوق للطائفيات والاثنيات،تقوية ودعم دول المنطقة في التدخل بشؤون البلاد الداخلية.ومنذ سقوط نظام البعث ولحد يومنا هذا كانت لاحزاب الطائفية الاسلامية اليد الطولى على الدولة وعلى الشارع،وهي تسيطر على اهم الوزارات وعلى الامور المالية والادارية والعسكرية،وتقترح القوانين وتشرعها وتجيزها،وبدون الاغلبية البرلمانية الاسلامية لا يمكن لقانون ان يمر ويأخذ طريقه الى التنفيذ.
تتمحور الروزخونية اليوم في محاولات كبح جماح الثقافة الوطنية والديمقراطية- الحاضنة لكل التيارات القادرة على بلورة الهوية العراقية الوطنية،وتهميش دور المثقفين والمبدعين في تثبيت التوجهات والخيارات الوطنية الكبرى،والرهان المستمر على المرجعيات الطائفية والقمع الطائفي والجهل والامية والولاءات الرجعية وتدني الوعي الوطني لا على قدرات النخب الثقافية الوطنية بمختلف اتجاهاتها الفكرية والسياسية في مجال صياغة الأفكار وانتاج التصورات لاثراء الحوار حول كبريات القضايا التي تواجه بلادنا،والمساهمة النشيطة في استشراف المستقبل والتصدي لمحاولات تأطير المجتمع دينيا..تتمحور الروزخونية اليوم في الحط من السمعة العلمية والأكاديمية للجامعة العراقية والمؤسسات الاكاديمية ومؤسسات البحث العلمي كونها مؤسسات حضارية مفتوحة لا يجوز تقييدها بانتماء عقائدي أو آيديولوجي أو أي غطاء آخر.تتمحور الروزخونية اليوم في محاولات غسل ذاكرة الشعب الوطنية التي ابتدأت بالجريمة الأساس في حرق المكتبة الوطنية- الذاكرة العلمية للشعب ومصدره في البحث العلمي ومثلها كل مكتبات العراق ومراكزه البحثية المعرفية من مختبرات ومصانع بحوث ليباع العراق الانسان والعراق الوطن في سوق النخاسة المحلي والأجنبي،وليختلط غسيل الاموال بغسيل ذاكرة الشعب العراقي الوطنية،وليجر تجاهل الصيغ والتشريعات القانونية التي تكفل حرية الثقافة والابداع في محاولات اعتقال العقل واغتياله وممارسة الارهاب ضده- العمل الخطيرالذي ينذر بالكارثة المحدقة لصالح تسيير الناس وتدجين وتضليل عقولهم،وفي السعي للابتلاع الحكومي لوسائل الأعلام.تجد الروزخونية المرتع الخصب والحاضن الاساسي لها في مخلفات البعث والدكتاتورية البائدة وعصابات الاجرام المنظم والميليشيات الطائفية،وليس غريبا ان نجد وزارات الثقافة والتربية والتعليم العالي اليوم تعج بالموتورين من الحثالات الثقافية - القطاعات الثقاقية المنبوذة او المتساقطة في معمعانة الصراع الثقافي حامي الوطيس.الروزخونية هي ثقافة الخداع الدائم والشقاوة الابدية وثقافة الرايات السوداء والملابس السوداء والبكاء على الأموات والاطلال واللطم على الصدور وضرب الرأس بالقامات واسالة الدماء منها ولبس الأكفان البيضاء والتباهي بها وضرب السلاسل وتعذيب الذات.الروزخونية هي اشاعة مشاريع الجهاد(احتراف القتل)الى مالا نهاية.الروزخونية – شعوذة المخصيين!
يعكس الوضع الطبقي والاجتماعي في بلادنا والأوضاع الاستثنائية التي مرت بها طيلة العقود المنصرمة الطابع الهش للتمايز الطبقي والتشوه الاجتماعي العام في الوقت الذي تحاول فيه البورجوازية الصغيرة استعادة دورها الأساسي كقوة محركة للمرحلة الوطنية الديمقراطية نحو التطور الرأسمالي الوطني والتشبث بأذيال الشرائح البورجوازية الكومبرادورية والطفيلية التي رهنت مصيرها بالاستثمارات الأجنبية والمصالح الغربية.ولازالت الطبقة الوسطى الحديثة تراوح في مكانها بسبب محدودية الرواتب الحكومية،وضعف وزن الدولة لأنها تفتقر اصلا الى المصادر المستقلة للدخل،وتبقى البنى الاجتماعية في بلادنا متخلفة ومتداخلة وجنينية..ان الفئات البورجوازية الطفيلية التي نمت بعد سقوط النظام السابق هي امتداد لتلك التي كانت قد ترعرت في كنفه،وتقوم بعض شرائحها بدور حلقة الوصل بين أقسام من الرأسمال الدولي في الخارج وبين عمليات تفكيك وتصفية ركائز العمليات الانتاجية وانتشار الفساد الاقتصادي الواسع واعمال السلب والنهب في الداخل.والطفيلية لم تقتصر على القطاع الخاص أو النشاط الخاص،بل امتدت الى قطاع الدولة،لأنها مرتبطة بالشرائح المختلفة للبورجوازية.
لازالت البنى السياسية السائدة تحت ضغط متواصل من التكوينات الاجتماعية التقليدية الروزخونية الطابع أي المؤسستين العشائرية والطائفية التي وسمت الادارات الحكومية بالعصبية والنظرة الاجتماعية التي لا تعطي وزنا للمعرفة والتحضر والتمدن والعاملين في المهن الصناعية..وامتلكت الكيانات التقليدية قدرات الانبعاث والتكيف وتحويل الادارات الحكومية والتأسيس الأهلي- المدني الى حاضنة لتفريخ القيم الروزخونية البالية وتكريسها لتنتعش صنوف السلوك العصبوي في المنعطفات السياسية الارتدادية وليجر نفخ بوق الموروثات العتيقة التي تحابي الركود من باب الاستقواء على الخصوم وتوفير الأمان النسبي وإيجاد الأطر الاجتماعية للحماية وصيانة المصالح وسط فوضى القيم وانعدام القيم البديلة الأمر الذي شجع على توسع الميل نحو الكسب الضيق الفردي والانتهازية المقيتة والنزعات الاستهلاكية والميكافيلية والانحرافات الاجتماعية.كما انتعشت مظاهر التبعيث الطائفي والتطييف البعثي مع مظاهر فوضى القيم السياسية – الاجتماعية ليجر تحفيز الزمر البعثية الشيعية والزمر الشيعية ذات الممارسات البعثية مثلا كي تشغل شواغر وفتوقات العملية السياسية الجارية اليوم!هكذا تتسع الفجوة بين مشروع غربنة العشائرياتية الطوائفية وحقيقة ظهور العشائر الطائفية الجديدة..وتشهد بلادنا الالتهام العشائري الطائفي القذر والنهم للمؤسساتية المدنية والحكومية..وانتشرت ظاهرة (الحزب- العشيرة- الطائفة) الموحدة وظاهرة (العشيرة- الطائفة- القومية).ومع الزمن يقوى عود الرديف الذي يدعم الزعامات القبلية والطائفية برفضها الانصياع للقانون وهو الشرائح الطفيلية التي تثرى بسرعة كبيرة عن طريق استغلال السلطة وممارسة النشاطات الاقتصادية غير المشروعة كالتهريب ونهب المال العام وتعاطي الرشوة والصفقات غير القانونية،والانبطاح امام شراهة الأجنبي ورساميله،وممارسة اللعب القديمة- الجديدة.وفي كل الأحوال تستأثر البورجوازية الكومبرادورية والاقطاعية والطفيلية العراقية،بحصيلة الموروثات القديمة للمناورة وتكريس الهيمنة وتفعيل العلاقات التجارية…..ان مصلحة المرجعيات والاحزاب المتاسلمة – المتشيعة،لا تلتقي مع المثل الشيعية،ولا مع مصلحة الطائفة او مصلحة المسلمين عامة،فهي اكثر التصاقا بمصلحة المحتل واهدافه العلنية والمكشوفة والمستورة.
تحت خيمة الروزخونية يسرق مسؤولو ومفاتيح الدولة العراقية ووجهاء المجتمع ونخبه السياسية الأموال ويسلبون بطرق شتى:الرشوة وسرقة الموارد مثل النفط وتهريبه وعقد الصفقات الغريبة العجيبة المريبة بمبالغ خيالية لمواد مستهلكة،الأعلان عن أنجاز مشاريع كبيرة لأبناء العراق لنكتشف بعدها أنها كانت وهمية ذهبت أموالها أدراج الرياح،المزيد من تعميم الفساد،المزيد من الارهاب.الفساد الإداري والفساد عموما يشكل الوجه الآخر للإرهاب من تفجير وقتل وخطف،لأنه ينهش إقتصاد البلد ويدمر البنية التحتية ويفسد الحياة الإجتماعية ويستغل الإنسان ويخرب حياته.وتحاول الروزخونية الهيمنة على الحركة الانتخابية داخل المؤسسات الحكومية والاهلية وعموم المؤسسات المدنية والاحزاب السياسية والعمل البرلماني عبر الانفاق الباذخ على الحملات الانتخابية والشعائر الحسينية في عاشوراء وبدعم مكشوف من الحكام الطغاة في قم وطهران مما يخل بمبدأ تكافؤ الفرص،كما تسعى الروزخونية عبر الولاءات دون الوطنية الى شراء الذمم والمقاعد لتأمين النفوذ مما يوسع من وهن الاحزاب والمجتمع المدني والطبقة الوسطى.الولاءات دون الوطنية وبالاخص الطائفية والعشائرية اي الوشائج الاصطفائية العصبوية هي الوسيلة والاداة والاسلوب الاكثر شيوعا وامنا اليوم لرفد الروزخونية بمصادر قوتها عبر نشر الاموال القذرة وغسيلها،وبالاخص المال السياسي القذر!انها تنشط كأخطبوط وسرطان قاتل تحت حماية الاحزاب – الميليشيات ومفاتبح السلطات الطائفية ولخدمة الانظمة الاقليمية في المنطقة وفي سبيل الكوسموسوقية السلعية(السوق الكونية)لأبتلاع الدولة والمجتمع المدني معا!.يقتح مسؤولو ومفاتيح الدولة العراقية ووجهاء المجتمع حساباتهم في البنوك الاجنبية وينمون ارصدتهم ويشيدون قصورهم الفارهة في العواصم الغربية بتشجيع من الادارة الاميركية وكوكتيل المخابرات الاجنبية والعربية والفارسية،انهم يسرقون اموال الشعب العراقي على طريقة صدام حسين وخميني واسامة بن لاذن.
الروزخونية تربية وثقافة مسالمة المظهر عدوانية الجوهر وحمقاء شمطاء تستخف بالثقافات الانسانية والمؤسساتية المدنية والمشاريع الديمقراطية الحقة للانتقال من مفهوم الانتماء الى العشيرة،الطائفة،الدين،العرق،الى الانتماء الى الوطن.وتبقى النغمات الطائفية كوباء الطاعون سرطانية الرؤى لأنها هدم للتقليد.وتستمد الطائفية السياسية عزيمتها من هزال الاداء الحكومي والتخبط السياسي،والفساد والولاءات الاجتماعية دون الوطنية القروسطية،والجهل والامية وانتشار مظاهر الشعوذة والبدع اللااسلامية واللاحضارية والطقوس ذات الطبيعة السادية،وارهاب وتخريب القوى الظلامية والبعثية الذي ولد ويولد اللااستقرارية والتطرف في المجتمع العراقي،وفتح الفخذين للدعم المخابراتي اللوجستي الايراني – السوري والمتخذ الابعاد الكارثية والقذرة،والاحتلال الاميركي.تدافع الروزخونية عن الطائفية والمحاصصات الطائفية والعصابات الطائقية،كأي طبل فارغ يتعامل مع جسد ميت!والعصابات الاصولية الطائفية السياسية التي تريد فرض نفسها بقوة المليشيات على الساحة السياسية العراقية اليوم هي مثل المومياءات القادمة من عصور ما قبل التاريخ مالئة الحواضر بالعفن الذي ينز من كل مسامها!
ان عودة الوعي الى المعلم والمربي والتربوي والمثقف الذي سلبته السلطات القائمة من حرياته واستسلم لها بداعي عدم تيسر منافذ اخرى له لا تكمن في الخروج من قوقعة الهموم الذاتية الرومانسية فحسب بل في الانضمام الى فيالق المناضلين في سبيل فضح ومقاومة البدع والمزاعم والاكاذيب والدجل الروزخوني والعودة الى عالم الحياة والواقع الموضوعي.ان اللعب بقيم الثقافة هو لعب على شفير السيف ولعب بالجوهر الانساني والبشري الذاتي!الصدامية والروزخونية وجهان لقطعة نقود واحدة هي السفسطائية.
لا يكمن الخلاص في اتباع النظام الحازم القائم على اسس موضوعية ونفسية سليمة لدفع العملية التربوية والتعليمية في بلادنا الى الامام ولا في طمأنة التدريسيين المجتمع انهم قادرون على تنمية شخصية طلابهم وتوافقهم المدرسي بل في اصلاح النظام السياسي الراهن!الانظمة الطائفية الروزخونية القائمة جمدت شعار"قف للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا"الى اجل غير مسمى وسخرت منه لأنها اصلا ترفض الديمقراطية أو تعتمدها في أفضل الاحوال لغايات تكتيكية وبراغماتية،فالاشكالية التي تطرحها حركات الاسلام السياسي عموما هو التمسك بشعار الاسلام كحل في مقابل الحلول الاخرى التي تصبح بالنسبة لها معادية للاسلام بمجرد امتناعها عن أخذ البعد الاسلامي أساسا لها.على الصعيد السياسي يؤدي ذلك الى استحالة تحقيق اجماع وطني حول التغيير الضروري للدولة وتحديد طبيعتها ودورها في المجتمع،وتقوض كل محاولة لتشكيل كتلة تاريخية حول المشروع البديل.ان مشاريع المصالحة الوطنية والوحدة الوطنية تبقى تسبح في بحر الاحلام والاوهام والطوباوية مادامت تجلس فوق خازوق الطائفية السياسية والاسلام السياسي.
لا يسمح شعبنا العراقي مطلقا باستنساخ نماذج لا تجلب الا الويل والثبور ومنها تحديدا الروزخونية اي الديمقراطية الطائفية او ديمقراطية المحاصصات الطائفية او عفوا الدكتاتورية الطائفية،تبا لها وتبا لطباليها وتبا للفكر الرجعي المتجدد دوما في العراق!وتبا لصعاليكه!.لنعمل على توحيد قوى الشعب الوطنية لاحلال الأمن والاستقرار واستكمال السيادة الوطنية وبناء العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد! لنعمل في سبيل اقامة مشروع ثقافي تربوي تعليمي وطني انساني النزعة وديمقراطي المحتوى يكون حاضنة لكل التيارات الداعية الى تكوين هوية وطنية منفتحة متجددة تحترم التعددية الثقافية والفكرية والتنوع القومي وتتفاعل مع سائر روافد الفكر العالمي وتياراته،لنعمل في سبيل تحرير الثقافة والعملية التربوية والتعليمية من قيود الفكر الواحد والرأي الواحد ومن الجمود والانغلاق وكل سمات الفكر الشمولي وضمان عدم تسييس المؤسسات الحكومية ذات العلاقة او تسخيرها لمصالح حزبية او مذهبية ورفض تهميش حملة الفكر العلمي النير واحترام استقلاليتهم.


يمكن مراجعة دراساتنا -
• الروزخونية في العراق
• انقلاب 8 شباط الاسود وشق الطرق الى الكوارث الصدامية والروزخونية
• جامعة بغداد والتأرجح الاكاديمي بين العمل الحر المستقل والظاهرة الروزخونية
• روزخونية نصف عقد من الزمن..الى اين تقود العراق؟
• اقتصاد السوق والمزاعم الروزخونية في العراق

في الروابط الالكترونية التالية :
1. http://www.rezgar.com/m.asp?i=570
2. http://www.afka.org/Salam%20Kuba/SalamKuba.htm
3. http://www.al-nnas.com/ARTICLE/SKuba/index.htm

24/2/2008

 


 

Counters