| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سلام إبراهيم كبة

 

 

 

الخميس 24/4/ 2008



خبراء النفط في العراق ... ثروة وطنية وكنوز لا تفنى
(2-3)

المهندس الاستشاري/ سلام ابراهيم عطوف كبة

4. الدكتور محمد سلمان حسن شهيد الشعب العراقي وقضيته الأساسية النفط
5. عبد اللطيف الشواف..ارث قانوني واقتصادي وادبي ثمين!
6. ابراهيم كبة علم بارز من اعلام الفكر في العراق ومربي اكاديمي


عبد اللطيف الشواف..ارث قانوني واقتصادي وادبي ثمين!

قل لامير المؤمنين الذي
قد عمنا بالجود واللطف
درهمه أضحى وديناره
في سوق بغداد لدى الصرف
أذل من طالب علم أتى
لحاجة دائرة الوقف

بعد فشل حركة العقيد عبد الوهاب الشواف عام 1959،قال الزعيم عبد الكريم قاسم في احدى خطبه،لقد خسرنا شوافا وكسبنا شوافين،حيث كان في حكومته المرحوم اللواء الطبيب محمد الشواف وزيرا للصحة والسياسي والاقتصادي المرحوم عبد اللطيف الشواف وزيرا للاقتصاد،الأول أخ عبد الوهاب الشواف والثاني ابن عمه.بقي المرحومان وفيان لقاسم الى آخر لحظة من حياتهما.
القانوني والأديب والوزير الأستاذ عبد اللطيف الذي كان في البصرة الفيحاء محل حب واحترام وثقة زملائه من القضاة والمحامين،وكانت علاقاته الشخصية تمتد عبر كامل الطيف الاجتماعي والسياسي كما وصفه احد الذين كتبوا عنه،هو ابن الحاج علي الابن الثاني للشيخ طه عبد الرزاق الشواف احد كبار اعلام آل الشواف،البيت الذي ضم جمهرة من العلماء والأدباء والفقهاء والسياسيين.ترعرع عبد اللطيف الشواف في احضان اسرة الشواف الشهيرة،فنهل منها الافتاء والقضاء والادب،جده القاضي المفتي طه الشواف،وابوه القاضي علي الشواف وعمه العلامة كبير قضاة بغداد عبد الملك الشواف،وابن عمته الشاعر الكبير خالد الشواف الذي عرف بريادته للمسرح الشعري في العراق وهو ابن العلامة القاضي عبد العزيز الشواف.كان من بين ابناء هذه الاسرة العريقة من لاذ بالقانون ثقافة ومهنة،كالقاضيين راشد وماجد والمحامين سلمان وداود وجميل وخالد آل الشواف او بالطب كالدكتور اللواء محمد الشواف،مدير الامور الطبية في الجيش والوزير المحنك..الخ.
ولد الأستاذ عبد اللطيف عام 1926 وتكفله عمه الشيخ عبد الملك بعد ان توفي والده عام 1930،دخل كلية الحقوق بعد ان أنهى دراسته الابتدائية والمتوسطة والإعدادية وتخرج فيها،وبعد ان تدرج في السلم الوظيفي عين قاضيا في محكمة صلح البصرة عام 1947 كما تشير الى ذلك اضبارته الشخصية في نقابة المحامين،ثم نقل الى بغداد ليتولى القسم القانوني في مديرية المستوردة العامة على عهد مديرها العام ناظم الزهاوي مع نخبة من المثقفين كبدر شاكر السياب(زميله في مدارس البصرة)وحسين عبد العال والفنان الاديب نوري الراوي،ثم انصرف بعدئذ للمحاماة وكتابة الدراسات حتى قيام ثورة تموز الخالدة!وقد عرف اثناء وجوده في البصرة بتواضعه الجم وتسامحه وانه كان القاسم المشترك الذي حرص ان يهدم الهوة بين رجالات الحركة الوطنية ورموزها آنذاك.يقول الأستاذ فاروق عبد الجليل برتو في مقالة نشرت له(كان عبد اللطيف الشواف شخصية اجتماعية وسياسية عراقية مرموقة،فضلا عن كونه الوزير الكفء النشيط والقانوني الضليع والخبير الواسع المعرفة في الجوانب القانونية للشؤون النفطية والمالية،كان شخصية موسوعية في التراث والأدب اضافة الى كونه سريع البديهة حاضر النكتة،كذلك كان عبد اللطيف موضع ثقة الفئات السياسية المختلفة لاستقلاله وانصافه ومن انشط العاملين على تقريب وجهات النظر بينها وجمع شملها من اجل استقرار العراق وخيره وتقدمه).

اختير عبد اللطيف الشواف وزيرا للتجارة بعد ثورة 1958 خلفا للاستاذ ابراهيم كبة،ولأفكاره اليسارية احتسبه المحللون السياسيون قسرا على طاقم وزراء الحزب الشيوعي العراقي في حكومة قاسم الى جانب ابراهيم كبة ونزيهة الدليمي وعوني يوسف وفيصل السامر الا انه وبسبب التراجع الخطير في تطبيق القوانين الاقتصادية الجديدة التي رأت النور بعد ثورة 14 تموز،والتجاوزات الكبيرة عليها في كثير من الأحيان وانتعاش القوى الطبقية المتضررة(الاقطاع وكبار مالكي الاراضي والتجار الكومبرادور والجهاز الاداري الموروث من العهد الملكي واشد القوى العشائرية والطائفية رجعية)اعتذر عن الاستمرار في الوزارة ليلحق بالاستاذ كبة الذي سبق وقدم استقالته ايضا لنفس الاسباب،وخرج عبد اللطيف الشواف من حكومة قاسم قبل انقلاب 8 شباط الاسود.
استقال عبد اللطيف الشواف لينصرف الى المحاماة مجددا والمشاركة في كثير من الهيئات واللجان الخاصة بالاقتصاد والقانون وشؤون النفط ولم يتقلد بعد ذلك منصبا حكوميا ما عدا محافظية البنك المركزي ولفترة محددة ايضا.ومع انه انكب على وضع الدراسات والابحاث الكثر في المجالات التي اشرنا اليها اعلاه،الا ان القانون والفقه فيه كان هاجسه دائما،اما الادب فقد كان الهواية الاحب،اذ حفظ من الشعر نصوصا لكبار الشعراء،واطلع بعمق على آيات من التراث الادبي لابرز المجلين فيه على الصعيدين،الفصيح والشعبي منه،وغرف من معين المقامات العراقية.
عصر احد الايام بعد الثامن من شباط الاسود وحملات التضامن القوية التي قامت بها وسائل الاعلام العالمي مع الديمقراطيين المعتقلين في العراق انتشر خبر تصفية ابراهيم كبة في السجن نادتني الوالدة وانا ابن التاسعة من العمر الى غرفة الضيوف.قبلني رجل في مقتبل العمر(كان ذلك الاستاذ المرحوم عبد اللطيف الشواف)،وكذلك فعلت زوجته.وجه الشواف كلمته لي:"والدك رجل عظيم وخالد،وانت تحمل سماته وسترفع رأسه عاليا !".اهداني الشواف سيارة – لعبة صغيرة!،ورددت مع نفسي"انها صغيرة جدا،ولا يمكن ركوبها ".خرج الاستاذ عبد اللطيف الشواف وزوجته مسرعا من الدار وغاب حوالي النصف ساعة،ثم عاد وقد اشترى سيارة – لعبة يمكن ركوبها وقيادتها!وقال:" سلام ، انت تستحقها !". وشاء القدر ان نفتقد الاقتصادي الكبير والقانوني المعروف عبد اللطيف الشواف والوالد ابراهيم كبة في تواريخ متقاربة!!...مفارقات مؤلمة!.اخذ الشواف يتردد في الستينات على نادي المنصور،بعد ان استقر في بيته في حي المتنبي الذي لا يبعد غير امتار قليلة عن هذا النادي العريق،وكان تردده يتركز على الاماسي التي تنشط فيها الفعاليات الفنية والثقافية(كالمحاضرات،والقاء الشعر،والندوات الادبية والتاريخية،ومعارض الرسم والمقامات..الخ).
في بدايات 1969 غادر عبد اللطيف الشواف العراق بعد اعدام صديقه وعديله زكي عبد الوهاب وبقي في القاهرة لحين وفاته صبيحة (15/8/1996).لقد اصيب الشواف بمرض ضمور عضلات الجسم حتى اصبح لا يقوى على حركة الساقين،وهو الذي كان يضرب به المثل في سرعة المشي لمسافات طويلة يوميا.وحينما غادر بغداد الى القاهرة لتلقي العلاج والاستراحة والتفرغ للكتابة لم يقو على الوقوف على قدميه الا بمساعدة مودعيه الاوفياء.ومن القاهرة غادر ــ بعد فترة غير قصيرة ــ الى لندن لأستكمال العلاج،الا انه رحل عنا تاركا سمعة حسنة مدوية وارثا قانونيا واقتصاديا غنيا ونتاجا ادبيا ثمينا يستأهل البحث والدراسة والنشر ليفيد منه هذا الجيل والاجيال القادمة.ترك الشواف للمكتبة الثقافية عشرات من الدراسات والبحوث القانونية والاقتصادية والنفطية بتكليف من هيئات ومنظمات عربية ودولية اضافة الى النتاجات الادبية والتاريخية،ولعل مشروعي الدستور الدائم اللذين اعدهما مع نخبة من رجال القانون المتميزين في عهدي(عبد الكريم قاسم ثم عبد الرحمن عارف)كان من انجازاته المعتبرة.هذا بالاضافة الى كتبه المطبوعة(حول قضية النفط في العراق)و(د.ن.برايت وقضية النفط في العراق)و( شخصيات نافذة)و(عبد الكريم قاسم وعراقيون آخرون)..الخ.هناك العديد من المخطوطات التي ما زالت قابعة في ادراج الدائرة الاقتصادية في الجامعة العربية والمنظمات الدولية الاخرى وفي مكتبة اسرة الشواف تنتظر النشر ومن بينها ترجماته ولوائح دعاويه ومرافعاته،وقرارته القضائية،ومطالعاته التي قدمها اثناء توليه مناصبه الهامة المختلفة.

المصادر:
• خالص عزمي/عبد اللطيف الشواف.
• علاء لازم العيسى/من أعلام الوافدين الى البصرة:آل الشواف.
• هادي حسن عليوي/الأحزاب السياسية في العراق.. السرية والعلنية.
• سلام إبراهيم عطوف كبة/عامان على رحيل ابراهيم كبة.
• عبد الخالق حسين/ ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم.

يمكن مراجعة دراساتنا - في الروابط الالكترونية التالية :
4. http://www.rezgar.com/m.asp?i=570
5. http://www.afka.org/Salam%20Kuba/SalamKuba.htm
6. http://www.al-nnas.com/ARTICLE/SKuba/index.htm


31/3/2008
 

¤ الحلقة الأولى

 

Counters