| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سلام إبراهيم كبة

 

 

 

الخميس 20/8/ 2009

 

ما يكتبه قلم المثقف الديمقراطي لا تكسره هراوة الجبناء
 

المهندس الاستشاري/ سلام ابراهيم عطوف كبة

يا سكان العالم
من يرغب منكم في ميتة ما انزل الله بها من سلطان
فليأت العراق
ففي المناطق الساخنة من ارض الله الواسعة
وكما تعلمون
يقتل الانسان رميا بالرصاص
او بسيف اعمى رفقا برقبته
او صاعق كهربائي عفوا ورد هذا سهوا
او منشار للاستفادة من بعض اعضائه
او طبر للتأكد من جودة حديده
او درين ليتنفس القتيل جيدا
والى آخره من اطباق الموت الطازجة
اما ان يقتل العراقي بكل هذه الآلات مجتمعة
فهذا والله هو العز الذي تباركه الامة
وج يمه!

يتواصل مسلسل القادسيات الايمانية،التي استهلها صدام الكلب بحملته المعروفة البائسة،واليوم ينصب مسؤولو الحكومة العراقية انفسهم ومن يسخرونهم من الطراطير والكاولية،متحدثين اخلاقيين الى وعن الشعب العراقي،وكأنهم خبراء ومتخصصين في سلوك وتصرفات هذا الشعب المغلوب على امره،ليحددوا له ما يصح وما لا يصح،ما يناسب وما لا يناسب،وليذكرونا بمهازل خير الله طلفاح!ومن القادسيات الاخيرة نزوات حميد الشاكر الصبيانية في تهجمه على القوى الديمقراطية العراقية والاعلام والصحافة الملتزمة وتهجمه على الحزب الشيوعي والاقليات الاثنية العراقية،وهي ليس دليل فاضح على قلق حضرة جنابه وحسب،بل وقلق اسياده من  اتساخ سمعة الطائفية السياسية في بغداد وافتضاح امرها بين ابناء شعبنا،بعد ان فاحت نتانة اعمالهم وجرائمهم وسرقاتهم وزيف شعاراتهم.

   ان نزوات حميد الشاكر الصبيانية في تهجماته الاخيرة محاولة يائسة لتعبيد الطريق مجددا لتدخل الطائفية السياسية في الحياة الشخصية للناس لا بالخطب الجنجلوتية عبر ضوضاء مكبرات الجوامع وبالمسيرات البهلوانية التهريجية هذه المرة،بل عبر فرض الآراء على الشارع العراقي،اي محاولة يائسة لهدم النظام الديمقراطي بالاكاذيب والافتراءات!وتنهمك الطائفية السياسية اليوم بجمع المغانم وابتزاز المواطنين وتعميم الفساد وبالارهاب،من الفتاوي التكفيرية والارهابية وتفريق الفرد عن اسرته كرها بسبب سطور كتبها عن العهر الطائفي،الى هدر دم رجال العلم والثقافة والصحافة وهم عزل الا من العقل والقلم،واحياء ذات الاساليب المخابراتية الجبانة التي كرستها البعثنة لشرذمة المجتمع العراقي.

    نعم،فازت الطائفية السياسية في الانتخابات اكثر من مرة،وحصدت اصوات الشارع بملاحم تخللتها الانتهاكات السافرة،لكنها عبرت عن حجم المظلومية والارتباط العميق بالمرجعية الدينية والهالة المقدسة،ماذا كانت النتيجة؟اعضاء في القوائم الطائفية لا يفقهون شيئا ووزراء فاسدون لا يملكون ادنى تحصيل علمي،سرقات مصارف،فضائح ولا اغلى منها في التاريخ السياسي المعاصر،اميون يقودون البلد،وشر البلية ما يضحك!.مجالس محافظات مرتبطة باجندة خارجية وسراق ومرتشون ولصوص باسم الاسلام.

   قادسيات الطائفية السياسية ماهي سوى امتداد لحركات الارتداد عن مسيرة ثورة 14 تموز ومواصلة نهج خداع الشعب العراقي بالنفعية والانتهازية وموالاة احضان مراكز العولمة الراسمالية.هكذا استغل الطراطير- العصابات – الميليشيات(جيش شعبي،جيش القدس،فدائيي صدام،قوات بدر،جيش المهدي،جيش عمر،فرق الموت،الجيش الاسلامي،كتائب الحسين،كتائب علي،جند السماء،القاعدة،مجالس الاسناد..الخ)الدين والطائفية ونفوذ المرجعيات الدينية وقدسيتها اسوء استغلال ليعيثوا بالارض فسادا.اللجوء الى الدين والطائفية السياسية ليس مؤشرا على تخلف الفكر السياسي،ولم يكن ملازما للمجموعات الاجتماعية التقليدية فحسب من مشايخ وفلاحين واقطاع ورجال دين بل ايضا لقادة البورجوازية والبورجوازية الصغيرة ايضا!وبالاخص البورجوازية الكومبرادورية والطفيلية التي ربطت مصالحها بالمصالح الاجنبية.

  تعددت قادسيات الطائفية السياسية فمن تجارة الاختطاف لقاء الفدية او تأجير القتلة لتنفيذ التصفيات- وبينها تصفيات بحق المعترضين على اللصوصية والفساد،مرورا بالوزراء الذين يتحصنون بالشراكة التجارية مع النواب لتجنب الاستجواب وليخفق مجلس النواب في تطبيق الدور الرقابي،الى غسيل الاموال والشركات الوهمية،الفساد العسكري والميليشياتي،ثقافة"اخبطها واشرب صافيها""اقتل وسر في جنازة القتيل في المقدمة"،الفساد الانتخابي باستحواذ عددا محدودا من القوائم الكبيرة التي يحقق بعض مرشحيها القاسم المشترك الانتخابي على ملايين الاصوات رغم ارادتها.وتتحول قادسيات الطائفية السياسية من ظاهرة الى نظام وطريقة للحياة في بلادنا،وآلية لعمل دوائر الدولة العراقية وشركات القطاع الخاص والمؤسساتية المدنية والمجتمعية.

    لقد ردت طريق الشعب لسان حال الحزب الشيوعي العراقي ومعها رواد الثقافة الديمقراطية العراقية على تخرصات حميد الشاكر الجبانة وزبانيته في"قف/هذار صاحب الاسم المستعار" لتؤكد اننا حيال نموذج مقرف من النعرة الاستئصالية الفاشية،برزت هذه المرة من خلال جملة ثقافية انكفائية جرباء..لا يصح ان تمر دون احتقار.شرطة الثقافة في العراق،ما اكثرهم!وليس آخرهم سمير عبد الكريم وحميد سعيد ومحمد سعيد الصحاف وهاني وهيب وسامي مهدي وعبد المنعم حمندي وجواد الحطاب ورعد بندر وامل الجبوري ونصيف الناصري وخالد علي مصطفى وعبد المطلب محمود ولؤي حقي وأديب ناصر وباقي زمرة هز الوسط البعثية!ولا حميد الشاكر وفاروق سالم وعبد الاحد بولص وبقية الكاولية!

   هل تريد الطائفية السياسية وجرابيعها ان يصبح العراق ضيعة لهم ليأكلوا لوحدهم منه ومن خيراته واموال شعبه؟وماذا يملك الشيوعيون من خيرات العراق الحالية التي اصبحت في خبر كان موزعة بين احزاب المحاصصة الطائفية والقومية؟اليس هناك مادة تجيز تعديل الدستور؟ومن هم المعرقلون للجان الدستورية ولكل القوانين التي لم يحسمها البرلمان الشبه معطل الا من تعديل الرواتب وزيادة المخصصات وغيرها!؟من يخاف تعديل قانون الانتخابات؟ومن يخشى اقرار قانون الاحزاب،والانتخابات على الابواب والمليارات من الدولارات بدأت تهطل هدايا من السماء"بزنبيل"؟وهل اصبح المديح واجبا شرعيا لا سيما بعد سرقة البنوك المتكررة؟

   هل علينا اعادة الاعتبار للمتملقين واشباه الادباء والكتاب والمتطفلين والاوصياء على الادب والثقافة،ومن الذين سجلوا مواقفهم على صفحات مجلات وصحف النظام المسحوق ونشروا القصائد والقصص والمقالات والتهاني والأحاسيس والمشاعر في اوسع عملية استخفاف بعواطف الناس المغلوبين على امرهم،وكتبوا عن بطولات صدام المهزوم الموهومة وحولوا هزائمه الى نصر مؤزر وسموه بطل التحرير القومي،وكتبوا عن ايام حكمه باعتزاز وعدوها بانها فخر العرب والعراقيين وانه نعمة من الله تعالى!وهل علينا اعادة الاعتبار لاولئك الشحاذين والمنافقين وقتلة العراقيين الذين سجلت لهم شرف سرقة خبز الجياع وعزهم باستلامهم دنانير الطاغوت الاخرق عن كلمات تافهة ذليلة كسيحة لا تنتمي الى الادب ولا الى اي جنس ثقافي اخر،والذين كتبوا ممجدين الحرب والقتل والقنابل وازيز الرصاص باسلوب رخيص ومبتذل،والذين تجردوا من كل التزام اخلاقي فاصدروا عشرات بل مئات من روايات(قادسية صدام)وقصص تحت لهيب النار ودواوين القادسية التي تحتفي وتشجع وتمارس نزعة القتل والموت وتستهين بمشاعر واحاسيس المواطن العراقي والذي قال عنها الناقد الدعي سليم السامرائي انه(ادب ضرورة)!

    هل قدم القادة الجدد في العراق الجديد الخدمات تلو الخدمات لرفاهية المواطن حتى يصعد الشعراء الشيوعيون اليساريون لتصدح حناجرهم بقصائد المديح؟!ومثلما واصل ادباء(بالروح بالدم)اصرارهم على عدم الاعتذار العلني للعراقيين عما اقترفوه من آثام وتبرئة صفحاتهم الملطخة،تواصل شرطة ثقافة الطائفية السياسية الاصرار على عدم الاعتذار عن محاولاتها البائسة،الذليلة،المضطربة المعبرة عن شخصياتهم الطاووسية الخائفة،...والشعب العراقي لا يريد من الجبناء الاعتذارات والتبريرات!

     ان الارتقاء الى مستوى المسؤولية الوطنية،وتفويت الفرصة على من يريدون سوءا بوطننا وشعبنا،لا يستلزم فقط  وقف التراشق الاعلامي والكف عن توجيه الاتهامات دون تمحيص وتدقيق،بل يستلزم القول الفاصل الرافض للولاءات دون الوطنية والتخاريف الاجتماعية ولحكم ولاية الفقيه في ايران وباقي انحاء المعمورة،فذلك وحده الكفيل بوأد النعرات الطائفية المقيتة التي تبث الفرقة بين ابناء الشعب والوطن الواحد،والقيام  بكل ما من شانه تبديد حالة التوتر والاحتقان،التي ينطوي استمرارها على خطر داهم لن ينجو من عواقبه احد.

 


بغداد
18/8/2009
 

 

 

free web counter