| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سلام إبراهيم كبة

 

 

 

الجمعة 1/7/ 2011                                                                                                    

 

مناهضو ثورة 14 تموز لم ولا يستوعبون التاريخ

سلام  كبة  

ما شفنه نفط        كلهم حرامية
شبعونه فقر         كلهم حرامية
بس ضيم وقهر     كلهم حرامية
وبتخصيصهم       كلهم حرامية
وبتحصيصهم       كلهم حرامية
بوزارات الجذب    كلهم حرامية
خلصوها لعب       كلهم حرامية
خلونه تره          كلهم حرامية
نرجع ليوره        كلهم حرامية
نطلبهم وعد        كلهم حرامية
وما نسكت بعد     كلهم حرامية

تستعيد التحضيرات الجارية للاحتفال السنوي بثورة 14 تموز المجيدة 1958 الدروس القيمة،وفي المقدمة الحزم اللامتناهي في كشف الاعيب القوى المناهضة لحركة شعبنا الوطنية التحررية الذين لا يدركون ان تصفية اثار جرائم حزب البعث لا تتم  باتباع اساليب البعث نفسه بالارهاب والكواتم والاغتيالات والتصفية الجسدية وجرائم الفساد او محاولات تمجيد قمعية الحكم الملكي واساليب بهجت العطية،وانما عبر المحاكم الوطنية الشعبية العادلة.ولا تتم بممارسة سفالة البعثيين،ولو بنعومة وديماغوجيا وبواجهات دينية وطائفية او بالكذب الصارخ وتشويه الحقائق التاريخية بقصد الاساءة الى القوى السياسية الوطنية والديمقراطية او بالقمع والاعتقالات وتسليط البلطجية!وهم لا يدركون ان الديمقراطية مقولة اكثر شمولية من الحرية بالمعنى السياسي والطبقي لأنها ميدان سياسي محدد للنشاط يمكن توسيعه او تضييقه،تناضل مختلف الطبقات فيه من اجل توسيع او تقييد الاجراءات الديمقراطية اليومية وبما يخدم مصالحها.

الديمقراطية في المجتمع قاعدة الجهد المؤسساتي المدني وحاجة موضوعية وليست ترفا،ليجري الصراع مع التقاليد والموروث الذي يستصغر الديمقراطية،من اجل تكريس وترسيخ مفاهيمها داخل الاحزاب السياسية وفيما بين الاحزاب نفسها وكبديل عن السلطات الحاكمة،ولتتم نمذجة التفسيرات المتنوعة للديمقراطية والتغلب على زوايا الرؤية النموذجية لها والتي تعكس على الدوام وجهات النظر الطبقية التي تخدم جهود طبقات محددة،لتثبيت الشرعية الدستورية ومقاومة فرض نماذج الآخرين في شرعية القوة والهيمنة والاستئثار والتهميش والمحاصصة.

ثورة 14 تموز المجيدة مصدر قلق جدي لأعداء الديمقراطية لأنها تعبر عن السفر العظيم والجبار لشعبنا في تثبيت استقلاله السياسي والاقتصادي وما قدمه من تضحيات وشهداء لبناء مجتمع قائم على الرخاء والرفاهية والعدل الاجتماعي والنهوض السليم المعافى للبناء المؤسساتي المدني!وعكس البيان الاول الصادر في 14 تموز 1958 الطبيعة الوطنية الديمقراطية للثورة،وهذا هو حال الدستور المؤقت 1958 وقانون رقم 80 لسنة 1961 الذي حدد مناطق الاستثمار لشركات النفط الاحتكارية وقانون الاصلاح الزراعي لتصفية الاقطاع رقم 30 لسنة 1958 وقانون الأحوال الشخصية رقم 188  لسنة 1959.لقد تحررت العملة العراقية من الكتلة الأسترلينية،وتم بناء مدينة الثورة الباسلة معلما وشاهدا على عظمة الثورة ولأسكان  الفقراء من ابناء شعبنا،وتهيأت الظروف لأجازة المؤسساتية المدنية وممارسة النشاط العلني لنقابات العمال والجمعيات الفلاحية ورابطة المرأة العراقية واتحاد الطلبة العام واتحاد الشبيبة الديمقراطي ونقابات المعلمين والمهندسين والحقوقيين والاطباء ..الخ.كما ازدهرت الصناعة الوطنية اثر الاتفاقية الاقتصادية العراقية السوفييتية،والاتفاقيات الاقتصادية والتجارية والثقافية الاخرى مع بلدان اوربا الشرقية والصين الشعبية!والتي وضعت حجر الأساس للتطور الاقتصادي اللاحق ولتحويل الصناعة العراقية من مشاريع صغيرة متفرقة الى جيل متكامل من المشاريع الصناعية الاستراتيجية!

كان الفكر الرجعي والظلامي من اهم اسلحة الارتداد عن مسيرة ثورة 14 تموز المجيدة،وبلغت ذروتها عبر انقلابي شباط وتشرين 1963 وانقلاب تموز 1968،والاحتلال الاميركي،وتزاوج الارهابين الحكومي والتقليدي.ويواجه شعبنا اليوم خطر استبداد احزاب الاسلام السياسي من خلال تعاملهم المزدوج والتفافهم على القوانين وتطويعها لخدمة اهدافهم البعيدة المتمثلة بالانقضاض على السلطة بأسم القانون وفرض دكتاتوريتهم بأسم الديمقراطية!نعم،يهيئون المستلزمات القانونية للتفرد بالسلطة وفرض دكتاتوريتهم بأسم القانون والديمقراطية التي شوهوها،وهي منهم براء،وهم سبب في كل الأزمات السياسية والأقتصادية والأجتماعية،كما عملوا بكل طاقتهم على تراجع الفن والسينما والمسرح والموسيقى!بعد ان استشرت الازمة في سائر الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاخلاقية.

وفيما المواطن يئن تحت وطأة سوء الخدمات والانقطاع الطويل للكهرباء والظروف المعيشية الصعبة،تواصل النخب السياسية الحاكمة نهج اعادة انتاج نظام المحاصصة الرجعي!وجاء رد الشعب العراقي حازما وواضحا في انتفاضة الكهرباء والفانوس والنشاطات الاحتجاجية اللاحقة في بغداد وبقية المحافظات منذ اواسط حزيران 2010،والمعبرة عن عدم الرضا والسخط،والمطالبة بالخدمات وتحسين الظروف المعيشية،وباتجاه التخلص من الشلل الذي يلف البلد ويعطل حركته وبمعالجة المعضلات المعيشية والخدمية والاجتماعية التي تطحن الوطن،وبوضع البلاد على سكة الاعمار والاستقرار والتنمية الحقة وباتخاذ اجراءات اقتصادية واجتماعية سريعة وفعالة تقدم رسالة مشجعة تبعث الامل لدى سكنة المناطق الشعبية المسحوقة!

ثورة تموز 1958،وعلى الدوام،مناسبة لتفعيل النشاطات الجماهيرية ونشر الثقافة الوطنية الديمقراطية والعمل من اجل المواطن والوطن!تموز يقرع الباب فلقن الطغاة الصغار والاغبياء درسا ياشعب العراق!

 

بغداد

الاول من تموز 2011
 

 

free web counter