| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سلام إبراهيم كبة

 

 

 

 

الأثنين 17/9/ 2007

 

 
 

اسالة دماء اولاد الخايبة والتلذذ بلمس احلى الكلام

 
المهندس الاستشاري/ سلام ابراهيم عطوف كبة

    انفرد العراق في منطقة الشرق الاوسط  بالكارثة السياسية – الاجتمااقتصادية منذ صعود نجم جماعة السيد مقتدى الصدر وتولي ابراهيم الجعفري ( ومن بعده نوري المالكي ) مسؤولية الحكومة العراقية ... كارثة هي بحق ام الكوارث ، وتتسم  بأسوأ ما في القاموس الظلامي والاستبدادي والتكفيري والقمعي من ممارسات فعلية بسبب التمادي في الاستهتار واللاابالية وضعف السلطة الراهنة وتردي الخدمات العامة ونمو التضخم الاقتصادي وانتشار البطالة والولاءات العصبوية . والمطر الحامضي الاسود هذا ليس بمعزل عن تآمر قوى الإسلام السياسي العراقية المرتبطة بهذا الشكل أو ذاك بالحكومة الإيرانية وبالجماعات الإيرانية المتطرفة وسوريا وحزب الله والتي  تهيء المناخ السياسي والأرضية الصالحة لانتقال المزيد من أتباع قوى الإسلام السياسي التي تسمى بالمعتدلة إلى مواقع قوى الإسلام السياسي المتطرفة بأمل السيطرة الكلية على السلطات والصعود على اكتاف الاخرين واستلام مقاليد الامور بأي ثمن وتطبيق ما عجزوا عنه حتى الآن .... أي فرض الدولة الدينية الظلامية الشيعية! وبحجة وكالة الله في الارض!.. جثث العراقيين ملأت الارض ، غير ان الحكومة التي ايدناها وما نزال نؤيدها لانها حكومة منتخبة لازالت منشغلة بالتصريحات والوعود فقط بينما الكيانات السياسية لم تعرب عن يقضتها .

    لقد عمل الائتلاف الموحد على تحويل الدولة الى مزرعة خصوصية لأصحاب السلطة والنفوذ من زعماء الطوائف والعشائر والجماعات القومية المسيطرة ، ولو على حساب اشعال فتيل حرب أهلية مستمرة، تتغذى من إرادة منع الطرف المسيطر من الاستئثار بالثروة، أو الاستئثار بها بدله..دولة الفوضى السياسية الدائمة والمصالحة الوطنية الملثمة واللغو الفارغ والخطابات الانشائية والتقارير المدرسية ونهوض الخطابات السلفية والغيبية في مواجهة العلمانية والعقلانية...دولة الدعوة والمجاهرة الشكلية بالوحدة الوطنية  والمشاركة الفعالة بقتلها فعليا ويوميا ،دولة الحديث عن حل الميليشيات المسلحة والعمل الدؤوب لتقوية عودها، دولة قتل الناس  والنواح عليهم والسير وراء نعوشهم واتهام الآخرين بقتلهم.وعمل الائتلاف الموحد على اشاعة ثقافة الرعاع والقطيع الطائفية -  ثقافة الموت والقبور ، والعمل الحثيث على " طرد الدولة " من ميدان الاقتصاد، والتدمير التدريجي للطاقات الانتاجية المحلية ، وتضخيم مواقع الرأسمال الكبير في ميادين التجارة الخارجية والداخلية واستفحال المظاهر الطفيلية المصاحبة لها ، وتوسيع التفاوتات الاجتماعية و التهميش الاجتماعي بشكل خطير بحيث  بات كل ذلك ينذر بتوترات اجتماعية قد يصعب  السيطرة عليها... وهاهو اليوم يريد بيع العراق والعراقيين في سوق النخاسة. 

  مايهمنا اليوم كارثة من شقين :

الاول : التضليل الاعلامي للحكومة المالكية ونخبها السياسية بتحسن الاوضاع الامنية ، وواقع الحال ان الامور تسير من سئ الى اسوء .. ولا تتجرأ هذه الحكومة على تشكيل لجان التحقيق الضرورية في قضية العثور على عشرات الجثث يوميا ملقية في الشوارع مشوهة ومقطوعة الرأس دون معرفة هويات اصحابها . تشكل هذه اللجان فقط عند الاعمال الارهابية التي تتداولها وسائل الاعلام وتثار حولها الضجة والاثارة .  

الثاني :  استفحال التناقضات الاجتماعية واشتداد حدة الصراع الطبقي وزيادة الاستقطاب في مواقف القوى الاجتماعية والسياسية من جميع الأحداث .. وباتت الحكومة المالكية تعبر عن مصالح الإقطاع والبرجوازية المرتبطة اقتصاديا بالاحتلال (الكومبرادورية والطفيلية) و الحثالات الطبقية من القطاعات الطبقية المهمشة قسرا والمنبوذة او المتساقطة في معمعانة الصراع الطبقي حامي الوطيس ،ومن ايتام النظام الصدامي المقبور ،والتي ترى في حكومة المالكي ملاذا لها !. فيالق الحثالات الطبقية تزدحم بها ازقة المدن العراقية لأتها مهنة رابحة . الحثالات الطبقية خريجو مدرسة التهميش اي الخروج عن النسق العام الذي يكفل التكامل في المجتمع بسبب عجز المجتمع المدني على استيعاب هذه الفئات الاجتماعية . الحثالات الطبقية والطائفية السياسية وجهان لعملة واحدة .. ثقافة الحثالات الطبقية هي الثقافة الشمولية التي تهدد تماسك البنية الاجتماعية ، والموروثة من العهد البعثي الذي الغى انسانية الفرد واستقلالية شخصيته، وحوله الى كيان هلامي لا ملامح له، يضطر بفعل عوامل الخوف وانكسار الشخصية والشعور بالدونية والتبعية المطلقة للقائد، والشعور بالعجز عن مواجهة الاخطار، الى الاندماج بالكل والاصطفاف اللاواعي مع جموع الهتافين والمصفقين والمهرجين ، حتى لايمكن فرزه والانفراد به كعنصر خارج على المألوف والمقرر سلفا .

    ادى هذا الاستقطاب الاجتماعي الى ان تبقى النخب السياسية في مأمن نسبيا من التهديدات الارهابية التي ازدادت وتيرتها مستهدفة اولاد الخايبة – ابناء شعبنا العراقي الابي . وحين يجر اختطاف مسؤولي الدولة العراقية تقوم الدنيا وترعد ليأتي اطلاق سراحهم بعد حين (1)، بينما يقع اولاد الخايبة في كمائن الغدر والارهاب بصمت ودون ضجيج ولتزهق ارواحهم بعد التعذيب وبهمجية (2)... الامر الذي يؤكد ارتباط العصابات الاجرامية الارهابية باعلى المراكز في الدولة والمجتمع ! وترتوي من همجيتها النخب السياسية – الطبقية الصاعدة ...     

    الأحزاب العائلية و الطائفية العراقية بيوت سياسية من زجاج ! ونظامها السياسي ينتج الفساد ويعممه ، فسادا سياسيا ، يستفيد من واقع حال فاسد ويعيد انتاجه ، لأنه يستشعر في عمليتي الانتاج والرعاية المصلحة الخاصة الاكيدة !. وبأي حال من الاحوال لا تنفعها الصعلكة السياسية بالمحافل والندوات والمناسف الدينية لأنها فقط ترويح عن النفس وتنفيس للاحتقان السياسي والتلذذ بلمس احلى الكلام ... ياسلام ! ... فيما تسيل دماء الوطن وتتضخم ملفات الارهاب والفساد ...

1 – انظر اختطاف رعد الحارس ( وكيل وزارة الكهرباء ) ومرافقيه 2006 ، اختطاف عبد الجبار الوكاع ( وكيل وزارة النفط)  تموز 2007 وكذلك نائب وزير العلوم والتكنولوجيا تموز 2007 .

2 – اختطاف وقتل مجموعة من العاملين في وزارة الكهرباء 3/9/2007 وهم :

المهندس نورس قصي الطائي

الملاحظون /

احمد عباس جاسم عجام

علاء حسين صاحب الظاهر

خالد عمران موسى عبود المرشدي

علاء عبد الامير محمد حسن الحسني

عصام رزاق عبود حسون العبادي

السائق / حيدر عاجل حسن الكرملي