نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سلام إبراهيم كبة

 

 

 

 

الخميس 16 /2/ 2006

 





سلام الشماع – ضياء النجم البعيد القريب
 


المهندس الاستشاري / سلام إبراهيم عطوف كبة

اشتق الشهيد من الشاهد . وقرينة الاشتقاق مختلف عليها ... وقد عدد ( الفيروز أبادي ) لها ستة وجوه ... منها " لأنه حي عند ربه حاضر "..والحضور من مصطلحات الصوفية !. سلام الشماع " شهيد الانتخابات العراقية " ، مرت الذكرى السنوية الاولى لأستشهاده في يوم الحملة الانتخابية الاولى للجمعية الوطنية التي جرت في 31/1/2005 ... مرت بهدوء دون ضجيج وديماغوجيا ! روى الكادر الحزبي الشيوعي والنقابي العمالي سلام الشماع بدمائه الطاهرة أرض الرافدين بعد ان نالت منه ايادي الغدر اثر حناء أصابعه بحبر الانتخابات الاولى .... أستشهد سلام الشماع غدرا في منطقة المنصور بعد أن فجر أحد الانذال المفخخين نفسه كي يعطل المسيرة الديمقراطية في العراق! .
كان سلام الشماع صورة صادقة للمناضل الشيوعي الباسل ابن بغداد الازل حيث الحضن الدافىء الاصيل ،والحليب النقي ، والمروءة الطافحة ، والنخوة والشيمة والكرامة والوفاء والمبادىء العراقية الاصيلة التي تربى عليها . صقلته الشيوعية وزادته ارتباطا بالارض والعمل والناس للدفاع عن قضاياهم العادلة المشروعة . عاش الشهيد سنوات طوال في المنافي ... لأنه ابى ان يتحول الى بيدق لتنفيذ سياسات تحويل أبناء الشعب إلى قطيع من الأرقاء مغسولي الأدمغة يسهل تسخيرهم لخدمة السلطات الحاكمة والى بوق في الفيلق الميكافيلي الإعلامي المهلل لها .... كان سلام الشماع أبيا ، شجاعا وجسورا .. قائدا ميدانيا ... مناضلا شيوعيا صلبا متحديا مؤمنا بعدالة القضية التي نذر روحه من اجلها ولم يعرف الخوف طريقا لقلبه.... عصاميا آثر العمل والكدح في عواصم المنفى ... في عدن ودمشق وبيروت .. وفي العواصم الاوربية . عاد الى أرض الوطن للمشاركة في عملية البناء ، وفي الانتخابات كمواطن حرم من حق التصويت طوال عمره!! في فقدانه خسر الشعب العراقي كادر عمالي ونقابي وطني ديمقراطي تميز بالشجاعة ونكران الذات والتجربة والثقافة والخبرة في العمل السياسي والمهني والديمقراطي . سلام الشماع ! يا شهيد الوطن ! مجدا وطوبى لك ولشهداء الشعب العراقي وحركته الوطنية ... ومنهم بالطبع أخوك الشهيد المحامي رفعت الشماع الذي أعدمه الطاغية عام 1983 .
ان العمل الجاد لتعويض الشهداء عن حقوقهم المهدورة عمل تجاهلته الحكومات الجديدة لأنغماسها بالطائفية عارضا مرضيا لا علاقة لها بمبادئ الأديان أو الأخلاق... بل باقتسام الحصص والمغانم... من يتولى شؤون الوطن تناساكم .... لاحقوق لكم ولعوائلكم!! وانما وعود كاذبة !! وملفاتكم علاها الغبار في مكاتب الوزارات، واروقة المجلس الوطني !. لا يستعيض ذلك عن التاكيد على منح شهداء الحزب الشيوعي العراقي أعلى درجات الثقة والتقدير ونشر تجاربهم وخبراتهم الحياتية ، وتعويض عوائلهم ماديا ومعنويا ووضعهم في لوحات الشرف في المقرات والفروع النقابية.
إن عوائل الشهداء إذ تسجل على الحكومات الجديدة هذا الموقف غير القانوني وغير النظامي فإنها تحتفظ بحقها في الرد عليه بكل الوسائل القانونية المتاحة بما يضمن سلامة العملية السياسية والديمقراطية الجارية في العراق ، لضمان حقوقها المشروعة ولكشف الالاعيب الجديدة القديمة في اساءة استخدام نواب الشعب حصاناتهم البرلمانية وسلطاتهم العامة لحساب المصالح الشخصية للافراد والجماعات المختلفة اي في الفساد البرلماني .... ونطالب الحكومات العراقية بإستخدام صلاحياتها لإيقاف هذه التداعيات الخطيرة.
ستبقى ذكرى الشهيد سلام الشماع ملهما لمواصلة النضال من اجل الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان وضد الارهاب وثقافته السادية . عزاءا لعائلته ولأصدقائه ... نعم ، يا مجيد الناشي السومري - ابو وفاء ... نعم ، يا ام وفاء .. الوطن يا شهدائنا أبتلى بكثرة الكلام والتبجح بدمائكم من خلال جوقة من الافاقين!!

لكم رحمة من رب العالمين
وطوبى لمن قدم نفسه شهيدا للشعب وللوطن وللحزب الشيوعي العراقي

14 شباط 2006 / يوم الشهيد الشيوعي