| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سلام إبراهيم كبة

 

 

 

الجمعة 15/2/ 2013                                                                                                    

 

نزار رهك ومظلومية المخابرات السورية

سلام كبة

لا يخفي الاستاذ نزار رهك انحيازه التام للبعث السوري في صراعه المستميت مع ابناء الشعب السوري وفصائل المعارضة السورية!وتعكس كتاباته توجيه الانتقادات اللاذعة لكل القوى السياسية والشخصيات الديمقراطية التي تعرب عن تضامنها مع الاشقاء ابناء الشعب السوري،وليس التضامن مع حكومة الأسد والبعث السوري!كما يطالبهم الاستاذ رهك بالادانة الصريحة لجامعة الدول العربية والتي يصفها بصانعة العنف والأرهاب!

ويستطرد رهك في كتاباته التي انهالت علينا مؤخرا ومنها"من هم أشقائكم السوريون ياقادة الحزب الشيوعي العراقي؟"ليكشف لنا عن تخبط سياسي وفكري وخلط متعمد لأغراض تهريجية"إن القاعدة والأخوان المسلمين وحكومات دول الخليج ومعها تركيا وإسرائيل وأمريكا والغرب لا ينفع معهم لغة العقل والحوار،لأن أهدافهم كعملاء مأجورين للأستعمار يحددها لهم أسيادهم الصهاينة الذين لن يرتضوا بأقل من تدمير سوريا كدولة وجيش و شعب ولن يرضوا بسورية ذات سيادة وبناء ديمقراطي حقيقي يصنعه الشعب السوري لنفسه"!

وهنا نتساءل من اوصل البعث السوري الى الحكم في دمشق عام 1963؟!الم يكونوا اسياده الصهاينة وبدعم كامل من المخابرات المركزية الاميركية!لقد كان انقلاب 8 آذار 1963 في سورية امتدادا لشقيقه التوأم انقلاب 14 رمضان الاسود / 8 شباط 1963 والذي أشر الى استحواذ الفاشية على السلطة بالتحالف العريض للقوى الطبقية المتضررة من ثورة 14 تموز – الاقطاع وكبار مالكي الاراضي والتجار الكومبرادور وبمباركة اشد القوى العشائرية والطائفية رجعية!وفتح الانقلابان الاسودان الابواب مشرعة للعقلية الانقلابية المغامرة وسيادة المنهج التجريبي الموالي لمصالح المراكز الرأسمالية الدولية،فكان انقلاب 17 تموز 1968 في بغداد،والحركة الترقيعية لحافظ الأسد في دمشق تتويجا لهذا التوجه الارعن لتتكرس الهيمنة الشمولية!هكذا اختارت الامبريالية الامريكية والصهيونية الشعبان العراقي والسوري ليكونا المثل الذي تقدمه لشعوب العالم على قدرتها في تركيع كل من يقف امام طموحاتها في الهيمنة على العالم لاسيما وان الشعب العراقي تجرأ ورفع قامته في حضور السادة وقاوم خططها مع ثورة 14 تموز،بينما سورية هي احدى اهم الدول المحاددة لأسرائيل!

وصل البعث السوري الى الحكم في الثامن من آذار 1963 اي بعد شهر من الانقلاب الدموي في العراق!جلادون اسقطت الوثائق والأعترافات ورقة التوت عن عوراتهم وبينت للعيان عمالتهم وصلاتهم المباشرة بالمخابرات الأمريكية بعدما عثر على مكتب الشهيد عبدالكريم قاسم اضبارة للدكتور(إيليا زغيب)والذي كان منتدبا للتدريس في جامعة بغداد وقتذاك،وكان عميلا للمخابرات الأمريكية،وظل لسنوات عديدة يقوم بنقل المراسلات بين القيادة القطرية في العراق والقيادة القومية لبعث عفلق!كما لعب (وليم ليكلاند)وهو مسؤول مركز المخابرات الأمريكية في العراق والذي كان يعمل في السفارة الأمريكية بوظيفة مساعد الملحق العسكري دوره المكلف به من تخطيط وتدبير للأنقلابات البعثية،وبالاخص الانقلاب العراقي،بما فيه إذاعة اسماء وعناوين الشيوعيين والقوى التقدمية من اذاعة تبث من الكويت!ولا ينسى احد مقولة امينهم القطري وقتذاك علي صالح السعدي (جئنا بقطار امريكي)،ولا تزال الأيام السود لأنقلاب شباط راسخة في ذاكرة الناس،وبيانهم المشؤوم رقم (13)!ويقدر ضحايا انقلاب شباط البعثي في العراق (5000 ـ 12000)قتيل وعشرات الآلاف من المعتقلين!

اقتطع البعث السوري جزءا من اراضيه واهداها الى اسرائيل في هزيمة الخامس من حزيران 1967،وستبقى هضبة الجولان السورية وشعبها الأبي شوكة في اعين البعث السوري ورمز للتحالف الصهيوني البعثي!وصدق الرفيق فهد حين اكد ان الفاشية والصهيونية توأمان لبغي واحد هي العنصرية ربيبة الاستعمار!ثم قام الاسد الاب بحركته التهريجية والتي اطلق عليها "التصحيحية"لأعادة بعثه الضال الى رشده!وشهدت علائق الاخوين العاقين البعثيين السوري والعراقي فترات من التوتر والاحتقان السياسي ركضا وراء سطوة ونفوذ قوة الهيمنة على الجناحين معا!وانجرت الاحزاب الشيوعية في هذين البلدين الى الكمين والخدعة الراديكالية لبعض اوساط البعث لتعش عمى الالوان السياسي في جبهات قادها البعث الذي جهد لأذلال وتركيع الطبقة العاملة والفلاحين والكادحين بعد ان حول الهدف النبيل في الاشتراكية الى مجرد عمليات حسابية تجارية(1+1=2)،والوحدة الى عزلة اقليمية افلاطونية،والحرية الى فاشية مع سبق الاصرار!اما امة عربية واحدة وذات رسالة خالدة فكانت لغوا فارغا من المبتكرات العفلقية رغم انها سجلت له براءة اختراع في موسوعة جينيز!الجبهة الوطنية في سوريا يجلس فيها أناس فقدوا الصلة بشعبهم وقضية الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان،وهمهم الحفاظ على مراكزهم ودفء مقاعدهم الوزارية او الحزبية حيث يستلمون رواتبهم من الدولة،انهم جماعة من المصفقين للرئيس أياً كان هذا الرئيس ما دام أميناً عاماً لحزب البعث العربي الاشتراكي،قائد الأمة وحامي حمى الأحزاب المدجنة قومياً وفكرياً وسياسياً وأخلاقياً،ومن المؤسف أنهم يحملون راية الحرية والديمقراطية بصورة عبثية ومذلة.

بحجة البعبع الاسرائيلي عسكر البعث بلدانهما بحماقة،تارة مع الشرق وتارة مع الغرب،لتتخلص المراكز الرأسمالية من اسلحتها الفاسدة!وفاقمت عسكرة المجتمع وزج الجيش في معارك ضد الشعبين السوري والعراقي،والطبيعة الدكتاتورية والشمولية للانظمة الحاكمة،فاقمت الانقسامات الاثنية والطائفية والعشائرية بشكل واضح ليطمس اي دور حقيقي للوحدة الوطنية.سيطر حزب البعث السوري على الحكم ومنع النشاط السياسي داخل القوات المسلحة،وانفرد بالنشاطين السياسي والنقابي في ميادين الشباب والطلاب،ونشر اجهزة الامن في اركان الدولة والمجتمع،وامسك البعث بالسلطة عبر مافيات الفساد وتعشيره البلاد!

فرغت السياسة الأقتصادية لدولة البعث في دمشق الابية التخطيط المركزي والتنمية من المضامين التحررية وادمجت مصالح الطغمة الحاكمة بالمصالح الرأسمالية وأحكمت من طوق التبعية للسوق الرأسمالية لتتفشى النزعة الاستهلاكية ويسود التبذير والنشاط الطفيلي!وابرمت العقود الاستراتيجية تحت اشراف مباشر من الاسد الاب(اليوم من الاسد الابن)اعلى سلطة سياسية في البلاد،والحكومة السورية وبدعم جماعات المصالح والضغط في اوربا والولايات المتحدة وآسيا.وقد ضربت التنمية السورية عرض الحائط بسياسة البرمجة وتقديم دراسات الجدوى الاقتصادية والاجتماعية للمشاريع وتخلت عن التخطيط الاقليمي في توزيع المشاريع الاقتصادية،وخلقت فجوة كبيرة بين القدرة على التنفيذ وبين المشاريع الكثيرة المتعاقد على تنفيذها مما ادى الى رفع تكاليف تلك المشاريع اضعاف ما كان مقررا لها،اضافة الى سياسة البذخ المفرط في اقامة تلك المشاريع.واليوم يعيش المواطن السوري ليأكل ويشرب ويعمل مضاعفة ويتاجر ولينام!هذه تربية بعث الأسد في سوريا!لكن هيهات!ينتفض اليوم الشعب السوري في كبوة ثورية ليلتحق بشعوب تونس واليمن ومصر وليبيا والعراق،وليفرض كلمته الحقة،لا لنظم التوريث الشمولية!

ليست سجون حكام دمشق مدارس وجامعات تراعي حقوق المساجين الذين تغص بهم هذه السجون - واكثرهم دخلها دون محاكمة - واكثرهم لن يخرج منها الا جثة هامدة تلقى في مزبلة السجن ولا تسلم لاهلها.وليس غريبا ان حكومة البعث السوري التي امتد سلطانها قرابة نصف قرن تمارس حتى الان الاحكام العرفية وحالة الطوارئ رغم ان آخر مواجهة مع اسرائيل مضى عليها اكثر من ربع قرن!ليس هناك دستور دائم في سوريا بذريعة البعصة الصهيونية!والاستفتاءات والانتخابات فيها صورية على الطريقة الصدامية(99.9%)!تعذيب ممنهج ومعتاد ويومي يقوم به رجال الأمن ضد مواطنيهم!والى جانب التعذيب والقتل هناك ظاهرة الاختفاء القسري وظاهرة العزل حتى ان السجين لا يعرف شيئا عما يحدث في خارج السجن لسنوات طويلة!السجون السورية تدرج تحت بند الأمن القومي!وممنوع الاقتراب او التصوير،حتى اسوارها الخارجية،لأنها مناطق عسكرية وامنية محرمة قد يدفع حياته من يقترب بكاميرا من اسوارها!اذ ان النظام السوري والذي كان يسمى وطنيا يوما ما،قد ترك بصماته في كل مكان وخلق المناخ الكئيب من التعذيب والقمع والبؤس والخراب.ولم يسلم من القمع حتى نشطاء ومنظمات وقوى المجتمع المدني ومنظمات حقوق الانسان وسط تراجع حاد لحالة الديمقراطية وحقوق الانسان!

عمق البعث السوري،خاصة عند جيل الشباب الذين ولدوا وترعرعوا في ظل نظام الأسدين،ذهنية"الأنا"العربي المتعالية على"الآخر"والرافضة له،فهي الارقى والافضل والاكثر قدرة على القيادة.اما الآخر فهو الأدنى والاضعف والأسوأ والذي ينبغي له ان يخضع للعربي الأنقى دماً والأوسع دماغاً والاكثر ذكاءً وابداعاً!ولا يقر حكام سوريا بالحقوق القومية للشعب الكردي في منطقة الجزيرة،فداسوا بالأقدام على حقوق الانسان وحقوق القوميات وعلى أسس العلاقات الدولية بسياساتهم المدمرة!التوتر في المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا بلغ نقطة الغليان منذ اعوام بعد مقتل العشرات من الابرياء والقاء اللوم على السلطات السورية في مقتلهم!الأكراد يشعرون بالغضب الشديد،كما هو واضح من البيانات الصادرة عن احزابهم السياسية المحظورة!

في سوريا ومنذ سنوات يواجه الشعب الكردي الحرمان من الهوية والجنسية والاعتراف بالوجود اصلاً مما اجبر الكثير منهم على مغادرة البلاد حفاظاً على كرامتهم وتخلصاً من الاضطهاد والملاحقة والقمع والتعذيب.وانشغل النظام السوري منذ اعوام بمكافحة ومطاردة واعتقال العناصر والجماعات الديمقراطية التي تدعو الى اقامة المجتمع المدني وممارسة الحياة الدستورية،وبتنشيط التحالف السياسي مع ايران،وبالتدخل الفظ والشرس مع ايران في الشؤون الداخلية للدول العربية والمشاركة في تسليح وتمويل القوى والنشاطات الارهابية.

يتعرض ابناء وبنات الشعب الكردي في سورية الى القمع والاضطهاد والقتل والاعتقال والتعذيب لأنهم يحتفلون بعيد الكُرد الكبير/عيد نوروز،مع حلول الربيع وتفتح الأزهار وانتشار العشب والخضرة في ربوع كُردستان في جميع اجزائها.وتسعى الحكومة السورية الى تحويل الافراح الى اتراح!وفي كل عام يسقط شهداء الكرد بسبب حقهم في الاحتفال بعيدهم والتعبير عن رأيهم وعن فرحتهم،وكذلك حقهم في التجمع والتظاهر والتعبير عن مطالبهم المشروعة والعادلة!كل ذلك بسبب سيطرة العقلية الشوفينية وتجذرها لدى السلطات بعد ان عجزت جميع سياساتها وممارساتها السابقة والمستمرة والمتزايدة من احصاء رجعي وحزام عنصري شوفيني مقيت وسياسات تعريب شاملة وسياسة اقتصادية ممنهجة ضد المناطق الكردية،والتي اكتوت بنارها ايضاً المكونات الأخرى(العرب والآثوريون)فلجأت الى سياسة قهر ارادة الكرد بالقوة عن طريق ممارسة المزيد من العنف وصولاً الى القتل!

بقي بعث الأسد في الحكم اضعاف الفترة التي كان الحكم الهتلري في الحكم تقريباً وضعف فترة بقاء شقيقه اللح في بغداد!واستطاع خلال هذه الفترة ان يترك تأثيره المباشر والشديد على الأجيال المتعاقبة بعد ان اجبرت على الارتباط بفكر البعث وممارساته،والتي لم تتعرف على القوى السياسية الأخرى التي ناضلت طويلاً في سوريا قبل واثناء وجود البعث في السلطة بسبب محاربته لها وسعيه لاستئصالها وتقزيمها وشقها(مثلما فعل مع الشيوعيين الذين تشرذموا الى خمسة او ستة احزاب)!التربية التي اعتمدها بعث سوريا تميزت بوجهتها الاستئصالية للفكر الآخر والشخص الآخر وغرس الفكر الاستبدادي والعنصري والقمعي المشوه في ادمغة الاطفال والشباب خاصة في المناطق العربية من سوريا(البعثنة)!

نعم، في ظل عالم جديد استطاع تحطيم القيود والعوائق والحواجز التي كانت تحول دون انتشار الافكار والآراء المسموعة والمقروءة والمرئية والمكتوبة التي اصبحت تجري من كل حدب وصوب،وفي ظل عالم الفضاءات المفتوحة لتبادل المعلومات التي ازدحمت فيها قبة السماء بالأقمار الصناعية التي تبث آلاف الساعات يومياً من مختلف المواد ولجميع الشرائح،وفي ظل ثورة شاملة للاتصالات والمواصلات والتي اصبح من الممكن فيها تبادل الاحاديث ووجهات النظر والتخاطب بين الناس بالصوت والصورة وعبر القارات والمحيطات دون ان يعرف بعضهم بعضاً،وفي الوقت الذي فيه جرى استهداف وتغييب المناضل الشيوعي العراقي شاكر حسون الدجيلي داخل الاراضي السورية في غفلة من الزمن وبتاريخ 31/3/2005!وفي الوقت الذي ندرك فيه ان الدولة السورية واجهزة الأمن السياسي فيها مسؤولةٌ مسؤوليةً كاملة ًعن قتلى العراق الذين سقطوا بسبب التفجيرات والانتحاريين اعوام 2005 – 2009 بسبب سماحها لهم بالعبور والمشاركة ودعم تلك الجهود بهدف اشغال"العدو الامريكي"!وفي الوقت الذي يكرر فيه بشار الاسد وعود الاصلاح على مسمع الشعب السوري دون جدوى بل وسط وضع كارثي من الأقتتال الأهلي،وفي الوقت الذي ترتكب فيه الحكومة السورية من الجرائم التي يندى لها الجبين ومن الأفعال البوليسية المشينة بشكل متواصل بحق مواطنيها ومواطني البلدان الأخرى دون شعور بالمسؤولية القانونية والأخلاقية وباعتداء وخرق فاضح وعلني لجميع المواثيق والمعاهدات الدولية!...في ظل كل هذا،...يطالب السيد نزار رهك الحزب الشيوعي العراقي والقوى الديمقراطية والوطنية في بلادنا بالتضامن مع البعث السوري والمخابرات السورية في محنتها وصراعها مع الشعب السوري!!

بالتأكيد،استضافت الحكومة السورية قادة قوى المعارضة العراقية ضد دكتاتورية صدام حسين منذ اواخر سبعينات القرن المنصرم،وقدمت لهم السلاح ومختلف المساعدات العينية والمادية!الا ان هذه العلاقات تقوضت تدريجيا مع منحى المعارضة العراقية للاستقلالية في اتخاذ القرار والعمل الجدي لأسقاط نظام صدام حسين،ومع التحسن النسبي الذي طرأ في العلاقات الأقتصادية بين نظامي صدام والأسد بداية هذا القرن اثر العقوبات الدولية التي فرضها المجتمع الدولي على العراق!وتعرضت هذه العلاقات الى انتكاسة دراماتيكية كبيرة بعد التاسع من نيسان 2003،وافتضاح دور الحكومة السورية بالدليل القاطع على دعم الأرهاب في بلادنا!وبات بشار الأسد واعوانه في نظر شعبنا مطلوبا الى القضاء العراقي حيا ام ميتا!

ما يثير الاهتمام،هو الموقف الودي لرئيس الحكومة العراقية نوري المالكي من الأسد وبطانته،في اكثر من رسالة وبرقية ارسلها الى زعامة الدولة السورية خلال العامين الأخيرين،وما يشاع عن تواجد مقاتلين ومسلحين عراقيين الى جانب مقاتلي حزب الله اللبناني ويشكلون فرق الاعدام الميدانية المنتشرة داخل المدن السورية....بينما الشعب السوري في اوج الحاجة الى مواقف سياسية عملية ساندة لانتفاضاته،او على الأقل اتخاذ الموقف المحايد المعبر عن الاعتزاز بشهداء الشعبين العراقي والسوري الذين سقطوا في معمعان الاعمال الأرهابية،والتي وفر لها نظام الأسد الدعم اللوجستي!!

يسهم بعث دمشق اليوم على عودة الفكر القومي المندحر والصدامية الى العراق بأنسلال الحية الرقطاء دون ان نشعر بضجة او ضوضاء!بعد ان آمنوا العقاب والملجأ الآمن في قصور الأسد!متوهمين اننا لم نعد نتعرف على وجوههم ولا نتذكر سكاكين الذبح المعمية التي كانوا بها يذبحوننا،ولا نتذكر اسماؤهم وشكل وجوههم!انهم بيننا انسلوا بصمت بعد ان كانوا يرتجفون هلعاً في الأيام الاولى من سقوط طاغيتنا.وزعوا ادوارهم بدقة بين كاتب ومحلل سياسي وصحفي ومتخصص في الموت والتفخيخ،ومن يجيد اللطم على الوطن ومتخصص في خطابات الرثاء،وعاهرة لا تجيد سوى الردح والشتائم واتهام الجميع سواها،ومثلومين واشباه رجال وشلة غادرة عدتهم وعددهم،وحتى رواد لحركة حقوق الانسان!لكنهم بدأوا يظهرون في الشوارع والمقاهي ويلبسون غير ملابسهم ويلتحون ويغيرون ملامحهم،ويكثرون من ذكر الله في العلن وقائدهم الجرذ في الخفاء بصوت منخفض!ويعلقون صورته تعويذة وتذكار لعل زمانهم يعود مادام الناس في غفوة ثانية!انهم ينافسون الشهداء في راحتهم فيقلقونهم،ويدنسون قبورهم وبصلافة العاهرة التي تعير الناس بالشرف كانوا يتحدون العراقيين.

ماذا يريد نزار رهك؟!هل يريد ان نشد على اذرع المخابرات السورية .. ونقول لها سيروا ونحن من وراءكم!

المخابرات السورية تعج بالضباط وشركائهم من زعماء عصابات مافيا النهب وتبييض الأموال لتشكل العصابة القذرة التي يستند عليها الاسد الابن الذي لعب ويلعب دور الصبي المسكين الذي آخر من يعلم بمخططات مخابراته!المخابرات السورية لا يستطيع الشعب العراقي محوها من ذاكرته بعد ان تورطت في الأنشطة التجارية غير المشروعة مع نظام صدّام حسين خلال الفترة 1997 ـ 2003،وتأمين وصول الدعم اللوجستي للارهاب في العراق 2005 - 2009،وارسال المتطوعين لصالح الأرهاب الاصولي الاسلامي عبر تجنيد الشبان التي تؤم المساجد وتأمين وصولهم العراق،والاشراف على تهريب الأموال العراقية الى سورية ولبنان،وادارة تمويل الجماعات الارهابية في العراق،مقاولات ـ الشراكة لعمليات الارهاب في العراق،التعاون مع الحرس الثوري الايراني وجماعة المرشد علي خامنئي وعصابة الرئيس احمدي نجاد ومرتزقة حزب الله لتأمين التسلل عبر الحدود العراقية – الايرانية والحدود العراقية – السورية.

ان العراقيات والعراقيين الذين يرفضون الاحتلال الامريكي للعراق بشكل تام،والذي كان النظام البعثي المماثل للنظام السوري سبباً له،ويعملون من اجل التعجيل بإنهائه العملي وليس القانوني فحسب،يعجبون للوقاحة التي تتميز بها كتابات نزار رهك ووقاحة القيادة السورية واعلامها الساقط الذي كان يتحدث عن احتلال العراق،وهي تعيش يومياً ومنذ ما يزيد عن اربعة عقود قرب مرتفعات الجولان السورية المحتلة من قبل اسرائيل!

 

بغداد

15/2/2013
 

free web counter