سلام إبراهيم كبة
الثلاثاء 13/4/ 2010
هادي الحسيني والشيوعيون والكوردايتي
سلام كبة
قبل ايام اطلعت على مقالة في الانترنيت للاديب هادي الحسيني بعنوان"في الذكرى 76 للحزب الشيوعي العراقي!"شن فيها حملة شعواء على قادة الحزب وسياسته"ان ائتلاف الحزب الشيوعي العراقي مع الاحزاب الكردية يعد وصمة عار كبيرة في تاريخ هذا الحزب الذي قدم القرابين من الشهداء على مدى سنواته التي زادت على السبعين عاماً..."!ومن منطلق الفضول اطلعت على مقالات سياسية سابقة لنفس الكاتب،كلها تتمحور حول التشكيك بالاحزاب الكردستانية والقيادات الكردية!
ليس مستغربا ان يزداد سعير الحملات الاعلامية المغرضة ضد الحزب الشيوعي وتاريخه الناصع وكفاحه الذي لا يلين في معمعان الصراع الاجتماعي السياسي في بلادنا!ويبقى السؤال ما الذي يميز هادي الحسيني في آراءه عن عبد الاحد بولص و حميد الشاكر و سالم حسون و فاروق سالم و رياض الحسيني و سمير عبد الكريم و محمد حسن الجابري وآخرين؟ لا يوجد فرق،بل الجميع ينتظم في الحملات المعادية للحزب الشيوعي،وكل من موقعه،كما يؤكد المقبور صدام حسين.وسوف لا اكلف نفسي في الرد هذه المرة،واترك القارئ ليطلع على ما كتبه الاستاذ فهمي كاكه يي قبل عام "تحديدا في 22/7/2009" عندما اقدم هذا الحسيني على الاساءة للكوردايتي والشعب الكردي.
ازدواجية هادي الحسيني الذي كتب عن مجزرة حلبجة ويلتقي اليوم مع اشد القوى السياسية شوفينية في بلادنا امر يستدعي التأمل والاستغراب!وبمناسبة عملية نقل رُفات 106 مؤنفل الى جمجمال من اربيل 13/4/2010،لا بأس ان نعيد الى الاذهان ان تزامن الحملة الاعلامية والسياسية ضد الكرد وحركة التحرر الوطنية الكردستانية في العراق مع الحملة المنظمة ضد الحزب الشيوعي العراقي والقوى الديمقراطية والمؤسساتية المدنية في بلادنا لهو خير دليل على ارتباط القضية الكردية والكردستانية عضويا بالقضية الديمقراطية ومستقبل تطور الحركة الوطنية العراقية ودور هذه الحركة في حركة التحرر الوطني العربية،وعلى مستقبل حركة التحرر الوطني الكردستانية ومستقبل مصير العراق،لأن محنة الشعب الكردي كانت طيلة العقود المنصرمة ولا تزال جزء من محنة الشعب العراقي.
ناضل الشعب العراقي منذ بواكير الحركة الوطنية في الربع الاول من القرن العشرين من اجل الديمقراطية والحرية والسعادة،وبذل في سبيل ذلك الكثير من الجهد والعطاء وعبد طريق الشعب بدماء زكية وعطرة وغالية.ولان انتظرالشعب طويلا بعناد منقطع النظير في سبيل بناء مجتمع متآخ قوميا ومتسامح دينيا،فلسوف لا يسمح باستنساخ نماذج لا تجلب الا الويل والثبور،ومنها تحديدا الديمقراطية الشمولية،ديمقراطية هادي الحسيني وحثالاته!وافضل رد على المفخخات السياسية الجديدة،هو المزيد من الحوار والتمسك بالدستور والقوانين وتعزيز الثقة بين القوى السياسية المعنية بالعملية السياسية وبناء العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد،وتعزيز الديمقراطية واشراك الجماهير في صنع القرار السياسي.لقد خاض الشعب الكردي المعارك المتتالية للخروج من دائرة الاستعمار والتبعية والتخلف والظلم الاجتماعي ومواجهة الاستبداد والدكتاتوريات والحكم الفردي والعشائرية والعسكريتارية منذ اكثر من قرن.ولم تكن مكتسبات شعب كردستان وقضيته العادلة خلال العقدين الأخيرين ملكا لأي حزب او طرف بمفرده،بل كانت ملك لجميع ابناء كردستان،ولعموم الشعب العراقي.
هادي الحسيني!ما هکذا تورد الإبل أيها (الشاعر...)
فهمي کاکه يي
السيد هادي الحسيني شاعر و کاتب عراقي، لذا فهو علاوة على کتابته للشعر فإنه يکتب عن کل ما يدور في مخيلته، بدأ بالإنفلات الأمني مرورا بالکهرباء إنتهاء بقانون النفط ، و لا ينسى الکورد في طريقه ليرشقهم بين الحين و الآخر، و لکي لا نظلم الرجل فهو قد کتب ذات مرة مقالة عن فاجعة حلبجة أيضا. لکن أسوء مقالة کتبها لحد الآن في نظري هي التي کانت بعنوان: (الاحزاب الكردية ، ورم سرطاني يجب .... !). و مع أن الکاتب يوحي للقارئ من خلال العنوان بأنه بصدد التهجم على الأحزاب الکوردية، لکن ما نلمسه هو تهجم واضح على الشعب الکوردي من خلال أحزابها ليس إلا.
مقالة الأستاذ هادي الحسيني عبارة عن تسفيط لمجموعة من الإتهامات الخطيرة و الغير موثقة، تدخل أغلبها في خانة الإفتراء، و بما أن عواقب إتهامات الکاتب تقع على الکورد أولا و أخيرا فإنها تندرج في خانة (إثارة الشعور العام ضد مجموعة عرقية) وهذه تعتبر جريمة حسب القوانين الدولية و يعاقب مقترفوها في الدول التي تسمى بدولة القانون، و الکاتب يعيش في النرويج و لا أظنه غافلا بالقوانين الأوروبية.
هذه هي بعض الإفتراءات التي وردت في مقالة الکاتب و أغلبها إتهامات جاهزة يتناولها معظم المتخندقين ضد الطموحات الشرعية للشعب الکوردي:
•• الکورد وراء الإرهاب في مدن الموصل و ديالى و کرکوك
•• دستور کوردستان مخالف للدستور العراقي
•• الکورد قاموا بتکريد کرکوك و تهجير سکانها الأصليين من الترکمان و العرب
•• الکورد زوروا الإنتخابات في کرکوك
•• الکورد لا يعتبرون أنفسهم عراقيين
•• الکورد لا يرفعون العلم العراقي
•• الکورد سرقوا نفط العراق و معدات الجيش العراقي
•• الکورد يفتعلون الأزمات و يفجرون الکنائس
و حسب منطق الکاتب فعلى الحکومة العراقية إتخاد إجراءات رادعة، منها:
•• تشکيل حکومة وحدة وطنية بعيدا عن الکورد لردع الإرهاب في مناطق العراق كافة وضربه بقوة وبسرعة فائقة عند ذاك سوف يتعافى العراق ..
•• الحل الامثل الذي يجب ان تتخذه القوى السياسية العراقية داخل البرلمان العراقي هو طرد الاحزاب الكردية من العاصمة بغداد وارجاعها الى ما كانت عليه قبل عام 2003
•• سحب البساط من تحتهم عندها من المؤكد سيعودوا الى رشدهم بعد ان يعرفوا كيف ستتعامل معهم دول الجوار بالقمع والاهانة المستمرة
•• إن الأحزاب الکردية هي عبارة عن ورم سرطاني داخل الجسد العراقي يجب استئصاله
من المؤسف جدا أن يصل الحال بشاعر و کاتب أن يحمل قلمه ليکتب دون هدف و منهجية فاقدا بذلك مصداقيته في الکتابة لکي يصفق له شرذمة من الحاقدين و البغيضين على إخوة لهم في الوطن و الدين، بينما کان عليه أن يصطف مع الإنسان و تطلعاته إلى الحرية و العدالة و تقرير المصير، و هو کشاعر كان عليه أن يکون رقيقا، مرهف الحس، مهذبا، نزيها، نظيف القلب و اللسان، و إن کنا لا نعرف الشاعر شخصيآ لکننا إفتقدنا هذه الصفات في کتابته.
سيدي الکاتب! سوف لن أضيع وقتي للرد على إتهاماتك لأنها أساسا باطلة و إنك لن تستطيع أن تثبت أيا منها حتى لو أنك أثبتت بأن العواصف الترابية التي تغير على الوطن هي بسبب الکورد. لکنه و من عنوان مقالتك يظهر بأنه لا يهمك إن کانت مقالتك تقرأ من قبل الکورد أم لا و هي بالتالي رسالة لا تصل إلى أصحابها. بربك يا أستاذ کيف تريد إستئصال شعب لم يتمکن صدام حسين بکل جبروته و طغيانه و جيشه الجرار و رغم عمليات الأنفال و الإبادات الجماعية أن ينال منه؟ سوف تقول بأنك لم تقصد الشعب بل الأحزاب الکوردية، لکن هذه الأحزاب تمثل الشعب الکوردي ففيها القومي و العلماني و الديني و هلمجرا، و إن کافة مکونات الشعب الکوردي منضوية تحت راية هذه الأحزاب، و ليکن في علمك بأن أحد الحزبين الکبيرين له أکثر من تسعمائة ألف عضو، هل تستأصلهم جميعا؟ إن فعلت ذلك فقد إستأصلت شعبا بکامله. فهل تريد أن نعتبر أنفسنا عراقيين بينما ترفع أنت راية إستئصالنا؟ و الحال فإن الکورد کانوا و ما يزالون عاملا فعالا من أجل البقاء على وحدة العراق و هم العمود الفقري لهذا البلد و بدونهم لا توجد دولة بإسم العراق.
لقد حاولت أن أکون مهذبا معك لأنك شاعر، و لأنك شاعر فإنني أنصحك أن تهذب و تشذب لغتك العربية، ففي مقالتك الکثير من المفاهيم و التعابير الخاطئة و الأغلاط اللغوية، لکنني سوف أقول رأيي في الفقرة الأولى منها فقط، عسى أن تفيدك:
•• التصريحات الاخيرة التي جاءت على لساني مسعود ونيجرفان البارزاني، تعبير خاطئ و الصحيح هو: التصريحات الاخيرة التي جاءت على لسان کل من مسعود ونيجرفان البارزاني..
•• عملية انسحاب القوات الامريكية، مفهوم خاطئ، و الصحيح هو: عملية إعادة إنتشار القوات الامريكية..
•• المادة 140 المنتهية الصلاحية، مفهوم خاطئ لأن المادة 140 مادة دستورية و الدستور لا ينتهي صلاحتيه.
•• الى زعزعت الاوضاع داخل العراق، خطأ إملائي، الصحيح هو: الى زعزعة الاوضاع داخل العراق.
•• والاكراد عامل مهم في تموين العمليات الارهابية، خطأ في إختيار کلمة (تموين) و الصحيح هو: والاكراد عامل مهم في تمويل العمليات الارهابية (حيث أن تموين تعني توفير المؤونة).
أتمنى صادقا لك الموفقية، عسى أن تکون کلماتي هذه مفيدة لك و لمن يفکر مثلك.
fahmikakaee@yahoo.se
السويد
2009-07-22